من كان الله معه
فمن عليه؟
ومن كان الله عليه
فمن معه؟
.....
كن لله كما يريد
يكن لك فوق ما تريد
...
من وجد الله فماذا فقد
ومن فقد الله فماذا وجد؟
...
الله معي الله ناظري الله شاهدي أورد الغزالي في إحياء علوم الدين هذه القصة اللطيفة فقال : قال سهل بنعبدالله التستري : كنت وأنا ابن ثلاث سنين أقوم بالليل فأنظر إلى صلاة خالي محمد بن سوار فقال لي يوما : ألا تذكر الله الذي خلقك ، فقلت : كيف أذكره ؟ فقال : قل بقلبك عند تقلبك بثيابك ثلاث مرات من غير أن تحرك به لسانك ، الله معي ، الله ناظري ، الله شاهدي ، فقلت ذلك ليالي ثم أعلمته ، فقال : قل في كل ليلة سبع مرات ، فقلت ذلك ثم أعلمته ، فقال : قل ذلك كل ليلة إحدى عشرة مرة ، فقلته ، فوقع في قلبي حلاوته ، فلما كان بعد سنة ، قال لي خالي : احفظ ما علمتك ، ودم عليه إلى أن تدخل القبر فإنه ينفعك في الدنيا والآخرة ، فلم أزل على ذلك سنين ، فوجدت لذلك حلاوة في سري ، ثم قال لي خالي يوما : يا سهل من كان الله معه وناظرا إليه وشاهده ، أيعصيه ؟ إياك والمعصية ، فكنت أخلو بنفسي فبعثوا بي إلى المكتب ، فقلت إني لأخشى أن يتفرق علي همي ، ولكن شارطوا المعلم أني أذهب إليه ساعة فأتعلم ثم أرجع ، فمضيت إلى الكُتّاب ، فتعلمت القرآن وحفظته وأنا ابن ست سنين أو سبع سنين ، وكنت أصوم الدهر وقوتي من خبز الشعير اثنتي عشرة سنة .
هذه قصة تحدث مع بعض المتزوجين لكن أبعادها تختلف بين هذا وذاك لكن المضمون هو واحد ألا وهو التسلط والتجبر على الأضعف والعمل على إذلاله وإحتقاره لكن الضعيف إذا علق قلبه بمولاه نصره و حماه هذه القصة تحكي بأن زوجا توعد زوجته حين غضب عليها، فقال لها في أنفة وتكبر : والله لأشقينك ولأتعسنك، فتقول حين خالط الإيمان بشاشة قلبها في هدوء: والله لا تستطيع أن تشقيني كما أنك لا تملك أن تسعدني لو كانت السعادة في راتب لقطعته عني، أو في زينة وحلي لحرمتنيها، لكنها في شيء لا تملكه أنت ولا الناس أجمعون، قال: وما هو؟ قالت: سعادتي في إيماني، وإيماني في قلبي وعملي، وقلبي في يدي ربي لا سلطان لأحد عليه غير ربي
هذه الكلمات مع قلتها إلا أنها تحمل رسالة عظيمة رسالة تقول ((من كان الله معه فمن عليه)) لكن الله مع من؟ ((إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ))
قال إبن القيم: إذا أصبح العبد وأمسى وليس له هم إلا الله وحده تحمل الله حوائجه كلها, وحمل عنه كل ما أهمه, وفرغ قلبه لمحبته, ولسانه لذكره,وجوارحه لطاعته,وان أصبح وأمسى والدنيا همه,حمله الله همومها وغمومها وأنكادها ووكله إلى نفسه,فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق,ولسانه عن ذكرهبذكرهم.وجوارحه عن طاعته بخدمتهم,وانشغالهم,فهو يكدح كدح الوحش في خدمة غيره,كالكير ينفخ بطنه ويعصر أضلاعه في نفع غيره.....
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا.....