صناعة «التطفيش» !
خالد حمد السليمان
يبدو أن شركة أرامكو قد قررت إضافة منتج «التطفيش» إلى صناعاتها البتروكيماوية، فإذا كنت أفهم أن تعرض الشركات جزرة مزايا مغرية لإقناع بعض موظفيها غير المنتجين بترك العمل، فإنني لا أفهم أبدا أن يكون التهديد بالنقل إلى مدن أخرى هو عصا الضغط لإجبار الموظفين المستهدفين على القبول!!
المشكلة أن أرامكو تخير الموظفين المستهدفين بين خيارين لا ثالث لهما، إما قبول التسريح المبكر مقابل مرتبات 36 شهرا وتأمين العلاج المجاني لمدة خمس سنوات، أو النقل إلى مدن أخرى، وهو أولا ليس بالعرض المغري بدليل أن كثيرين اختاروا الإبعاد إلى مواقع نائية على قبوله، كما أن النقل في هذه الحالة يعد تعسفيا ومخالفا لأنظمة العمل وحقوق العمال!!
كما أن معايير تسريح الموظفين لا تستهدف الموظفين غير المنتجين، وإن كان ذلك عنوان التسريح، فهناك انتقائية في التسريح، كما أن كثيرا من المسرحين يملكون سجلا إيجابيا وتقييما مميزا في أدائهم الوظيفي لا يضعهم في خانة الموظفين غير المنتجين!!
ما يجري في أرامكو هذه الأيام ليس أكثر من مجزرة وظائف ترتكب بحق الموظفين السعوديين، لحساب مصالح ضيقة تقوم على الاستعانة بشركات متخصصة في توفير العمالة الأجنبية لتحل محل العمالة الوطنية، وهو ما يتناقض مع الصورة التقليدية لأرامكو كوعاء لإنتاج الكفاءات والخبرات السعودية!!