يا ليل ما أغفل..!
الليل ذلك السواد العظيم ذلك الظلام الطاغي كم هو مؤلم مرٌّ....!
هذا الليل كم قلبه قاسي تنساب تحت جبروته دموع عذاب تتصدع قهرا و ألما...!
يا ليل ... يا سكونا مريبا يخمد داخلنا الأصوات وأي أصوات؟؟
يرمينا أشلاءً ممزقة ساكنة على أرفف الزمن وطرقات الحياة ...
ياليل .. يا كبرياء لا يخدشه حنين البائسين و لا ألم المظلومين عيون شتى في الأرض تطالعك .. قلوب شتى بالوجد المتيم تناجيك ترتسم بين صفحاتك قسوة الزمن المريرة !!
ولكن هل من تائب؟؟؟ الكل يهواك رغم قسوتك ... رغم سوادك المعتم والذي يخلو من الرحمة والحنان
ياليل نهواك .. رغم أنك تروينا من الحرمان نبعا يتدفق في الشرايين....
نهواك رغم أنك تذيقنا من الهم كأسا يلون بالدمع مآقينا ...
نهواك ياليل رغم أنك بغفلة عن همومنا و آلامنا...
رغم أنك ترتفع عاليا وبشموخ عن أحزاننا رغم أنك تصم أذنيك عن آهاتنا المتصاعدة تغوص في غياهب ظلامك..
نهواك أيها الليل ننتظر قدومك بفارغ الصبر بعد نهارٍ حبسنا فيه الدموع خشية افتضاح المكنون ننتظر قدومك في غفلة من أعين الحاسدين وشماتة الشامتين
نبكي تحت أستار سوادك المرخي بصمت ....نلوذ من أعين الساهرين في أمور دنياهم ...نختبئ في سوادك المعتم نناجي صور الأحبة تتراءى لنا من بين صفحاتك تثور صدورنا بالبوح
نبوح بنشوة بما يعتلج هذا القلب من هموم وحسرات من أماني شاكيات من عبرات تتصعد في الحلق تطلق الزفرات
آه ياليل حينها ينهار تحت ظلامك عنفوان الكبرياء حين يتصدع القلب ألما وتبكي العيون قهرا يتهاوى صرح الشموخ يندب زمن مجد للحب مضى ..
إذا أضواني الليل بسطت يد الهوى
وأذللت دمعا من خلائقه الكبـــــر
آه ياليل ما أغفل قلبك عن وحيد طريد أتعبه الحنين قتله الشوق فردا في هدوئك السامد
يبقى نبض ذلك العنيد نبض ذلك الصامد الذي يظل أبد العمر يهواك...
نبض ذلك الصامد في مشرق الأرض يظل يهواك يهوى ظلام كواكبك ونجومك ...
يُودِع خفقاته اللائجة ونظرات عينيه الحائرة بين مجراتك وفي سوادك العظيم حين تودعه يظل ينتظر قدومك في اليوم الثاني !!
نعم ياليل رغم أنك غافل لاه عنا رغم كل شيء
إلا أننا نهواك .......
ياليل ما أغــــفل عمـــا بي
حبائبي فيك و أحبابي
ياليل نام الناس عن موجع
ناءٍ على مضجعه نابي
...........................