الجاثوم .
الجاثوم هو شعور الإنسان وهو نائم على فراشه بأن شيئاً عظيماً يجثم على صدره وتضيق أنفاسه فلا يستطيع الحراك معه ولا حتى الكلام ، وربما أحس أن روحه ستخرج من جسده ، وأن أنفاسه التي يتنفسها كأنها تخرج من ثقب إبره ، وقد يصحب ذلك فزع وخوف شديد .
وهذا أحبتي الكرام : كله من الشيطان . والجاثوم هذا يعرفه البعض من الناس والبعض لا يعرفه ، وقد يأتي للشخص الذي قد نام على طهارة وصلاة وذكر وأوراد ولكن هذا نادر في حقه .
وهو يزول بذكر الله تعالى ، لأن الشيطان وأعوانه يخنسون ويندحرون ويضعف كيدهم إذا ذكر الرب تبارك وتعالى ، وقد علمنا رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم – الدعاء والذكر والأوراد
الثابتة عنه – صلى الله عليه وسلم – في حياته ويومه بالكلية ، كأوراد الصباح والمساء ، وآية الكرسي , والمعوذات ، والحرص على أدعية النوم المأثورة عنه عليه الصلاة والسلام ، كقول المسلم : ( سبحانك ربي وضعت جنبي ، وبك أرفعه ، إن أمسكت نفسي فأرحمها ، وإن أرسلتها فأحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين ) .
وليستعذ المسلم من الشيطان الرجيم ثلاثاً وينفث عن يساره ثلاثاً حتى يزول هذا الجاثوم الشيطاني ، ويتوكل أولاً وآخراً على ربه الكريم المنان الحافظ ، ويثق به العزيز الجبار ، ويؤمن أن ( كيد الشيطان كان ضعيفا ) . عصمني الله وإياكم من الشيطان وأعوانه ، وجعلني وإياكم من حزبه سبحانه .
.... وقفة : ( تكره على الكفر ! ) : .................................................. .................................................. ......................................
قال رجل لسعيد بن المسيب : يا أبا محمد إني رأيت كأني جالس في الظل فقمت إلى الشمس . فقال سعيد بن المسيب له : والله لئن صدقت رؤياك لتخرجن من الإسلام . قال : يا أبا محمد إني أراني أخرجت حتى أدخلت في الشمس فجلست . قال : تكره على الكفر . فخرج في زمان عبدالملك بن مروان فأسر فأكره على الكفر فرجع ثم قدم المدينة وكان يخبر بهذا . والله تعالى أعلم .