رحم الله ابو جعفر المنصور
الخليفه العبـاسـي
باني بغــداد
رغب الخليفة أبو جعفر المنصور في بناء عاصمة جديدة لدولته بعيدة عن المدن التي يكثر فيها الخروج على الخلافة.. كالكوفة والبصرة،
عاصمة تتمتع باعتدال المناخ وحسن الموقع، فاختار " بغـداد " على شاطئ دجلة،
ووضع بيده أول حجر في بنائها سنة (145هـ = 762م)
واستخدم عدداً من كبار المهندسين للإشراف على بنائها، وجلب إليها أعداداً هائلة من البنائين والصناع، فعملوا بجد وهمة حتى فرغوا منها
وانتقل إليها الخليفة وحاشيته ومعه دواوين الدولة، وأصبحت منذ ذلك الحين عاصمة الدولة العباسية.
الأمر الغريب والمحزن في نفس الوقت ,
أن فكـرة بنـاء بغـداد بدأت بإشعـال النيـران,
كما تنتهـي الآن بإشعـال النيـران.. لكن بطريقـة مختلفـة..
عندما قرر أبو جعفر المنصور إنشاء بغـداد أراد أن يعرف مخطط المدينة قبل بنائها..
أراد أن تخط الشوارع بالرماد أولاً..!!
فقام بوضع كرات من القطن مبلله بالنفط , وأشعل فيها النار..
ثم نظر إليها والنار مشتعلة.. فبانت له شوارعها وأقسامها..
رحم الله الخليفه المنصور ..
لم يكن يعلم أن تلك النيران سوف تشتعل مرة أخرى
ولكن هذه المرة كانت لتعلن النهاية.. لتعلن الهدم لا البناء
هذه المرة النيران تشتعل على يد القردة والخنازير
على يد أمريكا.. تتـار العصر الحديث
وبطريقة أخرى مختلفة..
ولهدف مختلف..
وبنفط مختلف..
نفط أحرق التاريخ.. أحرق الجمال.. أحرق أثارها.. وعلومها
وما تبقى من مكتبات سقطت سهواً من أيدي التتار..
أحرقوا أثر جيوش المعتصم بالله التي فتحت عمورية..
بعد أن سرجتها.. ليلى العراقية..
أيها الخليفة..
إن بغــداد التي بنيتها تحترق الآن .. قصر باب الذهب يحترق.. القبة الخضراء تحترق ..
الحدائق المعلقة.. المساجد.. بيت الحكمة.. أبراج بابل العاجية.. كلها احترقت..
اغتصبوا نسائها.. هتكوا أعراضها.. صلبوا رجالها.. أحرقوا أطفالها ..
كل ما في بغــداد.. يحترق الآن ..
أما نحن أيها الخليفة..
اكتفينا بالمشاهدة بألم وحزن.. مع إرسال أحر التعازي القلبية..
إلى الجماهير العراقية الشريفة..
وهي تحترق..
نعم.. شعب يحترق..
أحرقه طائر عملاق.. لم يكن موجوداً في عصركم..
يسمـى ( بي اثنين وخمسين )..
مولاي الخليفة..
كم أتمنى أن لا يطول حزننا..
وأن نرى العلوج وقد نحروا على الأبواب..
التي أنت شيدتها..
وحتى ذلك الوقت .. لك منا أيضاً أحر التعازي..
وأصدق المواساة .