غاليتنا
ليس لليتيم أمراأهم عليه من أن يجد من يسمعه بشغف
و يضيع حق اليتيم ليس فقط عندما يكون فقيرا يحتاج من يعوله
بل يضيع أكثر إن كان غنيا و له مال
فهنا الجميع يطمع فيه إلا من رحم ربك
تمر به الأيام و هو يتسائل ماذا سيحل به غدا
تتقرب منه الناس و هو يسأل في قرارة نفسه هل يتقربون لأجل أمراً ما أم أنهم يتقربون للمرة الأولى لأنه يتيم
تمر الأيام و يسأل هل سيسأل عنه أحد في المناسبات
هل سيعوله أحد (( و لست أٌقصد الإعالة الماديه )) و إنما أقصد الإعاله المعنويه
فمن سيفرح لفرحه و من سيحزن لحزنه و من سينصحه حين يحتاج لنصيحه و يالكثرة إحتياجه لها
من سيشاركه في همومه التي تلقيها عليه السنين
من سيعي نظراته يوم أن يجتمع الأباء في مدرسته
من سيهتم لأمره يوم عيد الأم في البلاد التي تحتفل به
من يدري عن مشاعره في كل عام بالأعياد حين يجد الصغار و قد خرجوا رفقة أبائهم و ليس له أب أو أم
من سيجعل نفسه له زخرا يمده بالعطاء الروحي و النفسي و يمسح دموعه و يؤنس وحدته
من سيتقرب منه دون عائد أو منفعه أو مصلحه
من سينشغل باله عليه إن مرض و يعوده
من سيتمنى له النجاه من كل مرض مميت ليس لأجل أن يستمر إستثمار أموال اليتيم و لكن لأجل أن يبقى لأنه أحبه
من سيدرك شعوره إن كان بعد فتره بدأ يفقد الثقه في جميع من حوله حتى كفيله لأنه يشعر بمطامعهم فيه
من سيشعر به حين تحكم الظروف عليه بأن يغير مسكنه لأجل تعليمه أو لسبب آخر حين يشعر بأنه في كل مره ينتقل فيها لمكان جديد سيحس بأن فقد أهله من جديد
من سيقوم سلوكه من منظور عام و ليس من منظور مربيه الذي قد لا يهتم لتفاصيل مهمه في حياته
من سيشعر بشعوره حين يجد مربيه و هو لا يهتم به بقدر ما يهتم بكلام الناس عنه في ربايته
من سيحس به في ليالي الشتاء حين يود أن يستغرق في نوم عميق و هو يخاف من يومه و قلق من غده و كاره لبارحهه
حين ينام و هو خائف أن يتعرى ليلا فلا يجد من يغطيه
من سيشعر بأن عقل اليتيم ينمو أسرع بكثير من عقل غيره لهول ما قد يلاقيه ممن حوله
تدرين يا عزيزتي شمس الأصيل
إن اليتيم ليستاء جداً من نظرة الناس له على أنه محتاج و أن كل من ينظر له ينظر بعطف مزيف يزول فورا إذا ما آلت إليه الفرصه لإغتنام غنيمه من يتمه
و تدرين
قد أقسم لك أن معناة اليتيم الغني لهي أكبر و أشد من نظيره الفقير
فالفقير يعلم أن هذا قدره أن يخلق في الدنيا و ليس له فيها مال يعول به نفسه و سيتقبل الأمر و يعتاد عليه و ستهون معاناته حين يستطيع أن يكسب قوته بنفسه
أما الغني
فتتأصل فيه فكرة أن جميع من حوله يطمعون فيه
و أن كفيله قد لا يهتم به فقط إلا عند محاسبته من السلطه المختصه
فاليتيم الفقير يتحمل الجوع و لربما العطش و المرض و يعلم سريعا أن فقره و يتمه هو السبب في ذلك و على الرغم من بشاعة هذا الأمر إلا أنه جائز التقبل
أما اليتيم الذي له مال فقد ينهار إذا جاع و هو على علم بأنه يملك ثمن طعامه و لكنه يفتقد رحمة قلب من يرعاه
صدقي أو لا تصدقي
لو أنك سألتي في كل الدنيا كل يتيم فستجدين أنه قد لا يكون في حاجه إلى المال و لكنه في حاجه إلى أب حقيقي أو أم حقيقيه
و لو أن نظرة العالم إلى اليتيم أنه يحتاج أموالا فقط فتلك نظره خاطئه
بل يحتاج اليتيم إلى عائل نفسي أكثر من إحتياجه لعائل مادي
و ثقي تمام الثقه فيما أقوله لك
فحقا أقول لك
إن أردتم أن تخدموا اليتيم فلتوفروا له قلوبا محبه قبل أن توفروا له أموالا طائله فلا فائده من الأموال إن لم يكن هناك قلب حنون بحق بغير فائده أو عائد لذلك
و أعتذر عن الإطاله
و بالنهايه فإن ما سبق ما هو إلا وجهة نظر
خالص تحيتي
فارس الحب