علاج بديل للمضادات الحيوية قد يؤدer
ي لثورة طبية
علاج بديل للمضادات الحيوية قد يؤدي لثورة طبية
تمكن علماء هولنديون من التوصل إلى دواء فعال يمكن أن يكون بديلاً للمضادات الحيوية، التي يتراجع مفعولها بشكل متزايد أمام الالتهابات التي تصيب الإنسان، فيما يتوقع أن يشكل الابتكار الجديد تطوراً كبيراً في عالم الأدوية وعلاج الأمراض.
وبحسب التجارب الأولية، فقد أظهر العقار الجديد قدرة كبيرة وفعالية عالية على القضاء على البكتيريا والجراثيم، فيما يقول العلماء إنه من غير المرجح أن تتمكن الجراثيم والبكتيريا والالتهابات من مقاومة العلاج الجديد.
كما يتوفر العلاج الهولندي الجديد على شكل كريم يتم دهنه على البشرة، على أن العلماء يعملون من أجل توفيره في شكل حبوب أو لقاحات يتم حقنها في الدم.
ويأتي الاكتشاف الطبي الجديد في الوقت الذي بدأت فيه المضادات الحيوية التقليدية تفقد مفعولها تدريجياً في مقاومة الأمراض التي تتطور بفعل تطور البكتيريا والجراثيم والفيروسات والالتهابات، فيما تقول الإحصاءات الطبية في بريطانيا - على سبيل المثال - إن أكثر من 5 آلاف شخص يفقدون حياتهم سنوياً، بسبب فشل المضادات الحيوية في أن تؤدي الدور المطلوب منها بفعالية.
ونقلت جريدة "التايمز" البريطانية عن أطباء متخصصين قولهم إن أحدث تطور طرأ على المضادات الحيوية طرأ في الثمانينيات من العقد الماضي، في الوقت الذي تمكنت فيه الجراثيم والبكتيريا من أن تتطور بما يتيح لها مقاومة المضادات الحيوية، وبالتالي يتغلب المرض على العلاج في جسم الإنسان.
وقال مارك أوفرهاوس، الرئيس التنفيذي لشركة (Micreos) الهولندية التي تمكنت من ابتكار العقار الجديد: "إننا ندخل عصراً جديداً في الكفاح ضد البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية"، مشيراً إلى أن "ملايين البشر في العالم سوف يستفيدون من الاكتشاف الجديد"، وأضاف: "إنه أمر مثير جداً ويثلج الصدور".
ووفقاً للشركة المنتجة، فإن العلاج الجديد مستوحى من فيروسات طبيعية تهاجم البكتيريا عبر أنزيمات يطلق عليها اسم (Endolysins).
وذكر الطبيب بجورن هيربرز، الذي قام بتجربة العلاج الجديد، أن "الأنزيمات المستخدمة في الدواء الجديد موجودة في الطبيعة، حيث تم فقط إنتاج نسخة معدلة منها، بما يجعلها ذات قوة أكبر في مواجهة البكتيريا والقضاء عليها"، مضيفاً: "إنها جزيء جديد مصمم من فتات موجود في الطبيعة أصلاً".
يشار إلى أن الأطباء أصبحوا يتحفظون مؤخراً في عمليات صرف المضادات الحيوية للمرضى، وذلك في أعقاب الفشل المتزايد لهذه المضادات في علاج الأمراض والقضاء على الالتهابات والمشاكل الصحية لدى المرضى، مع ازياد قدرة البكتيريا والجراثيم على مقاومة هذه المضادات التقليدية