إنه الأستاذ سلمان بن محمد الفيفي ، مدير المعهد العلمي في عرعر رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ، كان مصاباً بمرضٍ عضال ، لم يستطع معه الزواج ، فحُرم من نصف زينة الحياة الدنيا وهم البنون . وهاهو يموت بمرضٍ عضالٍ آخر ( التهاب الكبد الوبائي ) ، فله منا الدعاء ، ومن الله إن شاء الله الاستجابة .
يقول رحمه الله في رثائه لنفسه :
تأزني الطعنة النجلاء في كبدي .. فأتقيها بذكر الواحد الصمد
أحس يابارئي التمزيق في بدني .. فاجعل لهيب المُدى يارب كالبرد
كأن قلبي على السفّود يحرقه .. في جاحم النار يوماً كف مفتئد
يقول لي حضرة الدكتورلا أملٌ .. فقلت لكن على ذي العرش معتمدي
ثم السلام عليكم ليس بي وجلٌ .. مما أتاني من الرحمن ياولدي
ولا ألومك يا دكتور لا عتبٌ .. رغم الجلافة والأعراض والصدد
لا تيأسن أيها الآسي فأنت على .. ما قدر الله لم تنقص ولم تزد
إن المنايا لكل الناس مرصدةٌ .. فهل هنالك من ينجو من الرصد
والموت حق فلا أخشى بوادره .. وسوف ألقاه بالتوحيد والجلد
وكيف أخشى سهام الموت تفتك بي .. ولست أملك لاروحي ولا جسدي
وليس خلفي من أخشى تيتمهم .. بعدي ولا لي من المال ملء يدي
وقد أخذت من الدنيا بهارجها .. وغرني مثل غيري كثرة الزبد
في كل جارحة ذنب يؤرقني .. رباه لم استقم وامتد بي أودي
يارب لو عدّ ذنبي كالمحيط لما .. رددتني خائباً غرقان في العدد
يامنقذي من لهيب النار يا أملي .. يا خالقي صب نور العفو في خلدي
والمسرفون على أنفسهم فزعوا .. فقلت لا تقنطوا من رحمة الأحد
ياسعد من نعمة الإسلام تغمره .. ومن خلا قلبه من وصمة الحسد
ياقابل التوب امح الذنب عني فقد .. مزجت بين طريق الغي والرشد
لكن يقيني بعفو الله يحفزني .. أن لا أخاف من التعذيب يوم غد
فالله معتصمي بل منتهى أملي .. والله ملتجئي والله مستندي
يارب إن كان خيراً لي البقاء فهب .. لي من دوائك ما يشفي من الكمد
فأنت أذهبت عن أيوب محنته .. في شدة الكرب مناً منك بالمدد
ياذا الطبيب الذي أعلنت فاجعتي .. أما ترى أنني كالضيغم الحرد
لم أهتزز عندما قالوا كذا مرضي .. بل زادني قوة إذ لم يطل أمدي
وقد يموت المرء من غير ما مرض .. بل كان يختال في النعماء والرغد
لكن موت أخي قد شل مقدرتي .. وكاد يخنقني حبلٌ من المسد
بكيت سراً وجهراً عندما سمعت .. أذني بنعي أخي لله ياعضدي
والحمدلله ملء الكون خالقنا .. ثم الصلاة على الهادي مدى الأبد