هذه الأبيات السبعة مطلع لمعلقه عنتره بن شداد:
هل غادر الشعراء مـن متـردم ....أم هل عرفت الدار بعـد توهـم
يا دار عبلـة بالجـواء تكلمـي ... وعمي صباحاً دار عبلة و اسلمي
فوقفـت فيهـا ناقتـي و كأنهـا ...فـدنٌ لأقضـي حاجـة المتلـوم
و تحل عبلـة بالجـواء و أهلنـا .. بالحـزن فالصمـان فالمتثـلـم
حييت مـن طلـلٍ تقـادم عهـده ..أقـوى و أقفـر بعـد أم الهيثـم
حلت بأرض الزائرين فأصبحـت ..عسراً علي طلابك ابنـة محـرمٍ
علقتها عرضـاً و أقتـل قومهـا ....زعماً لعمر أبيك ليـس بمزعـم
أرجع التبريزي سبب نظم معلقة عنتره بن شداد كما تذكر المصادر القديمة إلى الظروف التي أعقبت حرية عنترة واعتراف أبيه به. قيل إن واحداً من بني عبس شتمه وعيّره بأمّه وسخر منه لسواد لونه فانبرى عنترة يفتخر ببسالته ويصف فروسيته متحدّياً خصمه الذي قال له: أنا أعظم شاعرية منك. فإذا صحت هذه الرواية تكون معلقة عنترة أولى قصائده الطوال وأجودها لأنه لا يذكر له قبلها إلا الأبيات المتفرقة والمقاطع القصيرة.
فهو يستهل كسائر أي الجاهليين، بذكر الأطلال ووصف الفراق، ثم ينتقل على ذكر عبلة حبيبته ووصفها، ويعود إلى ذكر عبلة ومخاطبتها، مفتخراً بمناقبه الأخلاقية وفروسيته، ويخلص عنترة إلى وصف الخمرة والاعتداد بكرمه، وينتهي بوصف قوّته ونيله من أعدائه وتفوقه في الحرب والقتال.
يجاريه في تلك المعلقه الشاعر المعروف ناصر الفراعنة في الأفتخار بمناقبة وفروسيتة وكرمة وينتهي الي قوتة وأصلة الذي ينتسب الية,وكأنه يتحدى شعراء زمانة ويذهب الى شعراء العصر الذهبي للشعرمن شعراء الجاهلية.
في قصيده جميلة باللغة العربية الفصحى يقول فيها:
دمي علي من الثرى يا غانية
..........................بالأمـس مـا أبكـاك قـد أبكانيـه
لصبـيـةٍ عمريـةٍ مضريـةٍ
........................ أدركـت أسـرار الثـرى في ثانيـه
وقرعت أبواب السماء مهلـلاً
....................... وهتكـت أستـار الملـوك علانيـه
عرفت ملوك الجن ريح عمامتي
....................... ونكحـت منهمـ سبعـة ً وثمانيـه
ودفنت قرطاً في صفيحة قرمدٍ
....................... وشربت من دمـ ذي الصواع بآنيه
أولمـ تكن تدري نوار بأنني
.................... أعطـي إذا ربّ المـلا أعطـانيـه
أولمـ تكن تدري نوار بأنني
.................... أسقـي كؤوس المر مـن أسقانيـه
ولقد نصرت بدعوةٍ من والدي
................. شيخ علـى حبس الحمـى أسمانيـه
أولمـ تكن تدري نوار بأنني
..................... أثنـي لكـل عـظـيـمـةٍ أركانيـه
أولمـ تكن تدري نوار بأنني
..................... لا يشتكـي ضـرب الرقـاب سنانيـه
أولمـ تكن تدري نوار بأنني
....................... أعـلـو إذا ودَق السـحـاب علانيـه
أولمـ تكن تدري نوار بأنني
........................ أنـِفٌ وعـن مـا لا يـعـز حشانيـه
أولمـ تكن تدري نوار بأنني
........................ فكّـاك خـولـةَ مجـلـسٍ تنخانـيـه
أولمـ تكن تدري نوار بأنني
..................... مطـلـوب أولـةٍ ومطـلـب ثانـيـه
مولود تاسعةٍ ووالـد تاسـع ٍ
.................. قـطّـاع قـفـرٍ لايـلـيـن جنانيـه
ليـثٌ إذا عـضّ الزمان بنابـه
................... غـيـثٌ إذا هـبـت علـي يـمانيـه
نـزّال أوديـةٍ تعـج سباعهـا
..................... لا أرتضـي فـي النـائبـات هوانيـه
متـأبطٍ يومـ الكريهة صارمـاً
..................... هضـب إذا فَـدْمُـ الحِـراب كسانيـه
وحجاب عاريةٍ أجاب لصوتهـا
.................... فخضبـت منـه الرمح حيـن دهانيـه
ولقد حضنت الموت دون حبيبتي
.................. وكـررت بيـن الطارقـات حِصانيـه
أقدمـت معتمداً على ذي عـزةٍ
....................فحمـى حصانـي منهـمـُ وحمانيـه
سبحان من خرت لهيبة ملكـه
............... جـن البرابـر وانجلـت أحـزانـيـه
فكأنني بالرمح أضرب قائـلاً
............... الأرض أرضـي والـزمـان زمانـيـه
نحن الفراعنة الشداد تخالنـا
............. مـن بأسـنـا يومـ اللقـاء زبانـيـه
شِعث المفارق لم أكن لأسودهم
................... لو لمـ يـروا سمَـط الدخـان غشانيـه
من خير عامر كلها في منسبٍ
...................... الأصـل أصـلـي والكـيـان كيانـيـه
لي في علا عليا سبيع ٍ منزل
..................... أفضـي إلـيـه إذا الزمـان رمـانـيـه