الاختلاط الجرثومة القاتلة
كتبه / ماجد بن محمد الجهني
الدعوة إلى الاختلاط بين الرجل والمرأة ليست بالأمر الجديد فهي صوتٌ نشاز نسمعه في عالمنا العربي والإسلامي منذ فترة ، وهذه الدعوة تأخذ أشكالاً مختلفة فمرةً تكون بالقول وأحياناً بالفعل من خلال بعض اللقاءات والمؤتمرات التي تُعقدُ في أنحاء متفرقة وتظهر خلالها دعوات باللسان للاختلاط ومرات دعوات بالفعل من خلال الممارسة العملية للاختلاط وهو ما تشهده كثيرٌ من المؤتمرات الاقتصادية أو ذات الطابع الاجتماعي والثقافي التي تعقد في العالم العربي.
يبدو أننا أمةٌ لا تقرأ الأحداث بشكل جيد أو أننا إذا قرأنا لا نفقه الكثير مما نقرأ لأننا نسمع بين ظهرانينا دعوات غريبة مريبة العالم الغربي نفسه بدأ يتذمر منها ويعلن عن رغبته في التخلي عنها ومن ذلك الاختلاط بجميع صوره سواء منها ما كان في مراحل التعليم المختلفة أو ماله علاقة بأي وجه من أوجه الحياة العامة.
الاختلاط بين الرجال والنساء في التعليم العام وأماكن العمل جرثومة قاتلة وفيروسٌ خطير بدأت بعض الدول الغربية المتقدمة علمياً في محاربته عملياً من خلال التحذير المتزايد من عقلائهم من عواقبه الوخيمة وآثاره المدمرة.
لقد أكدت النقابة القومية للمدرسين البريطانيين في دراسة أجرتها أن التعليم المختلط أدى إلى انتشار ظاهرة التلميذات الحوامل سفاحا،وعمرهن أقل من ستة عشر عاما،كما تبين أن استخدام الفتيات لحبوب منع الحمل في المدارس يتزايد كمحاولة للحد من هذه الظاهرة دون علاجها واستئصالها من جذورها.
إن حقائق الواقع ودروس الأيام وتجارب الدول الأخرى في هذا المجال تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن عملية الاختلاط كانت هي البوابة الكبرى التي دلفت منها ألوان الشرور على تلك المجتمعات حيث أصبح سبباً لتفشي مرض الإيدز في بعض البلدان ففي سوازيلاند قرر المسؤولون إلقاء اللوم على التنورات القصيرة في انتشار مرض الإيدز لأنها تعمل على إغواء المدرسين،وفي دراسة أُجريت في إحدى المدن الأمريكية على تلميذات المدارس الثانوية بلغت الحبالى منهن (48%).
لقد أوضحت مجلة(سفنتيز) الأمريكية في استطلاع أجرته أن أعداداً كبيرةً من الفتيات يتعرضن لتحرشات غير أخلاقية ليست في المدارس الثانوية فقط،وإنما تبدأ-أيضاً- من المدارس الابتدائية حيث يتعرضن لهذه المضايقات من التلاميذ الذكور ومن المعلمين ، وقالت المجلة بأن ما لا يقل عن(89%) من الفتيات المراهقات أوضحن بأنهن تعرضن لمعاملات غير مهذبة من زملائهن الطلاب.
وهذا طبيب فرنسي متخصص في جراحة الأمراض النسائية يقول:"إن أغلب الأمراض الجنسية التي نعاني منها سببها الاختلاط غير المشروع بين الرجل والمرأة".
لقد تنبه سلف هذه الأمة إلى خطورة هذه القضية وهو ما حملهم على التحذير منها أشد التحذير حيث يقول الإمام ابن قيم الجوزية في كتابه الرائع الطرق الحكمية في السياسة الشرعية:" ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة ، كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة.واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا وهو من أسباب الموت العام والطواعين المتصلة ولما اختلط البغايا بعسكر موسى عليه السلام وفشت فيهم الفاحشة أرسل الله عليهم الطاعون فمات في يوم واحد سبعون ألفاً".
إن مما يرفع رؤوسنا عالياً بين الأمم ويشرفنا في المحافل الدولية أننا في بلاد ولله الحمد تمنع التعليم المختلط وتفصل بين الذكور والإناث وتقدم للعالم أجمع تجربةً علمية وعصريةً رائدة حيث حفظت للمرأة خصوصيتها تتعلم في جو رائع مصون عن العبث وتعمل فيما يتوافق مع فطرتها في جو محفوف بالحشمة والوقار ولذا وجب على الجميع أن يكون عوناً لهذه السياسة الشرعية وعدم الافتئات على ولاتها فيما ارتضوه لحكمهم فإن الأصل هو هيمنة الشريعة على جميع مناحي الحياة في بلادنا حرسها الله وأي دعوة بخلاف ذلك فحكمها حكم الشاذ والشاذ لا قيمة له عند من ارتضوا الله ورسوله دستوراً لحكمهم...ودمتم بخير.
منقول بتصرف