الشاعر عبدالرحمن صالح العشماوي شاعر عربي مسلم من المملكة العربية السعودية .. ولد في قرية عــراء في منطقة الباحة بجنوب المملكة عام 1956م وتلقى دراسته الابتدائية هناك وعندما أنهى دراسته الثانوية التحق بكلية اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ليتخرج منها 1397 للهجرة ثم نال على شهادة الماجستير عام 1403 للهجرة وبعدها حصل على شهادة الدكتوراة من قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي عام 1409 للهجرة ..
شاعرنا عبدالرحمن العشماوي شاعر إسلامي كبير خرج بالشعر الإسلامي من الظلام إلى النور,شاعر نشيط وكاتب متفتح الذهن ومن الجميل حقاً أن ترى شاعراً مسلماً يتفاعل بقوة مع أحوال أمته ومشكلاتها وبشكل دائم
بعض من روائع قصائده للمقبورين الطغاه
عدلُ الإله يُقوِّمُ الميزانا= وعلى اليقين يُثبتُ الأركانا
ويُنبه الإنسانَ من غفلاته=ويُريه عُقبى ماجناه عِيانا
عدل الإله يريكَ أبعدَ ماترى=أدنى وأشجعَ من رأيتَ جبانا
ويُريكَ غطرسةَ الطغاةِ تذلُلاً=ورجالَهم من حولهم قُطعانا
عدلُ الإله ومن يُحاربُ قادراً=خلقَ الوجود وسيِّر الأكوانا؟
يا من جَلبت إلى العراقِ دمارَهُ=وظننتَ أنكَ ترفع البنينا
أشعلتَ أعواماً بنيران الأسى= حتى غدا استِحسانُها استهجانا
ما أنتَ أولَ ظالمٍ في أرضنا=لقي النهايةَ ذِلةً وهوانا
سبقتكَ آلاف الرؤوس تساقطت=وكأنها ما قارفت عدوانا
أوْدى بها ظلمُ العبادِ وقهرَهم=والظلمُ نارٌ تَحرقُ الإنسانا
اسأل بها النمرودَ حين استوثقت=منه البعوضُ ودوِّختهُ زمانا
واسأل بها فرعونَ ضلَّ مُكابراً=واسأل بها قارونَ أو هاماناَ
ما كنتَ إلا عبرةً مشهودةً=للعالمينَ تُنبه الأذهانا
وثناً جثَمْتَ على العراقِ وهكذا=عدلُ الإله يُحطمُ الأوثانا
مهلاً أبا الجُرحَ العراقيَ الذي=مازال ينزفُ،قد خسرت رهانا
عَلقتَ مِشنقةً لنفسك منذ أن=صيرت أرضكَ للهوى مَيدانا
وقتلتَ نفسك منذ أن صيَّرتَها= فوقَ الجميع مكانةً ومكانا
وحَفرتَ قبرَك منذُ أن أطلقتَها=حرباً تُصيبُ الأهلَ والجيرانا
أنتَ الذي مَزّقتَ شملك حينما=نَحَّيت عن أَحكامك القُرآنا
منذ ابتدأتَ رسمتَ دربَ نهايةٍ= سوداءَ لو فكرتَ فيهِ لَبانا
مَكَّنت جيشَ الاحتلال وذيلهُ= في الرافدينِ فحركَ الطوفانا
أسلمتَ جَوْقَتهُ الزمامَ وإنما= هو ظالمٌ بكَ قربَ القُربانا
وغداً ستُدرِكهُ العدالةُ إنها= كالشمس يَفضَحُ نورها الفئرانا
إني أقولُ وأنتَ موعِظةٌ لنا=ليتَ الطغاةَ يُفكرونَ الآنا
ليت الذين يُحطمونِ عراقَنا=ويُؤججونَ لأهله النيرانا
ويُوطِّئون لمن يُُمزقُ أرضه=كََنفاً ويُعطونَ العدوَ أمانا
ياليتَ من قطعوا حبالَ أخوّةٍ= في الرافدينِ وأعلنوا النُكرانا
يالتيهم يستيقظون وقد رأوا= بكَ عبرةً كُبرى تَفيضُ بَيانا
ياليتَ من نظروا إليكَ مُسوَّداً=ورأوكَ في سجنِ الطُغاة مُهانا
ربطوا البدايةَ بالنهايةِ فاتقوا=ربَّ العبادِ وجددوا الإيمانا
يا موقد النارِ التي ما خَلفت =إلا رَمادا كالحا ودخانا
لما سمِعتُك بالشهادةِ ناطقاً=أحسستُ أنَّ الصخرَ عندكَ لانا
وفرِحتُ فرحةَ من يُحِب لغيرهِ=خيراً ومَنْ يرجو له اطمئنانا
أوكلتُ أمركَ للمهيمنِ إنه =من يِعلمُ الإسرارَ والإعلانا
قد نلتَ في الدنيا جزائَكَ قاتلاًً=والحكمُ في الأخرى إلى مولانا
مهلاً أبا الجُرحَ العراقيَ الذي=جرفَ الطريقَ وغيّرَ العُنوانا
من ظَن أن الأرضَ مُلكُ يمينِه=فقد استطالَ وطاوعَ الشيطانا
ما قيمةُ الوطنِ الكبيرِ إذا غدا =سجناً ًوصارَ رئيسُهُ السَّجانا
يا من تزكونَ المقارفَ ذنبَهُ=أنّى يُزكِي التائهُ الحيرانا
هو فارسٌ بطلٌ وكم من فارسٍ= بطلٍ يُقبحُ ظُلمُه الإحسانا
إني أرى في الشَّنقِ أسوأَ صورةٍ=تُدمي القلوبَ تُؤرقُ الأجفانا
هي صورةٌ نكراءُ تُوحِي بالذي=تُخفي القلوبَ وتُشعلُ الأضغانا
ما أَحسنَ القتلَ الذين تضوروا=جوعاً إليك وأحرقوا الأغصانا
قتلوكَ في العيد الكبيرِ فشوَّهوا=وجهَ الإخاءِ وهيَّجوا الطوفانا
لكنَّ ذلك لا يُقرِبُ ظالماً منا=ولا يَستَحسِنُ الطغيانا
أسفي لأمتِنا العزيزةِ أصبحت=تَنسى ويَنسى ذهنُها النُسيانا
نَسيت حلبجةَ والكويتَ وما طوت=عنا السجونُ ولو بدا لكَفانا
ياقومُ،آثارُ الجريمةِ لم تزل=في الأرضِ يكشِفُ سمُها الثعبانا
توقيتُ آجالِ العبادِ مؤقَّتٌ=ممّن يُصرفُ حُكمهُ الأزمانا
(كُن) ما جرى حكمُ القضاءِ بأمرها=في الكونِ إلاّ في الحقيقة كانا
بُشرى لأهل الظلمِ بُشراهم فهم=سيواجهون من الأسى ألوانا
ما ظالمٌ إلا سيلقى ظالماً أقوى=ويَلقى الظالمُ الخسرانا