بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله وعلى آله صحبه أجمعين .
وبعد :
أخواني جميعا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا هو الموضوع الأول لي في المنتدى الإسلامي – منتدى العلم والدعوة -
أرجو من الله القبول علما أني لا اعتمد على النقل في جميع مواضيعي بل أجتهد من نفسي فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان . .
احترت في وضع العنوان المناسب للموضوع حتى أخذت وقتا كبيرا أفكر ومن ثم أسميته بعبارة كتبتها في الموضوع .
ماذا فعلنا نحن لتصب علينا كل تلك المصائب صبا ؟ ؟
وإليكم الموضوع / / / /
مما لا يخفى على الجميع ما يحدث للمسلمين من بلايا في شتى أنحاء العالم
فنسمع في بلد انتشر فيه المجاعة وفي بلد آخر اشتدت فيه البرودة
وفي بلد آخر حبس عنها المطر وما إلى ذلك . . .
والكلمة التي نعرفها جميعا ولا تفارق أفواهنا هي /
( هذا امتحان من الله )
لا شك اخواني الكرام هذا امتحان منه سبحانه وفي نفس الوقت لماذا نغفل دورنا نحن المسلمين نعم ماذا فعلنا نحن لتصب علينا كل تلك المصائب صبا ؟ ؟
قال عليه الصلاة والسلام :
((( والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ، ولتأخذن على يد الظالم ، ولتأطرنه على الحق أطرى أو ليسلطن الله عليكم شرركم فيدعوا خياركم فلا يستجاب لكم )))
هل طبقنا ما في الحديث هل أمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر ؟ ؟
هل أطعنا الله ورسوله حق الطاعة ؟ ؟
هل عبدنا الله حق العبادة بفعل الواجبات وترك المنكرات ؟ ؟
هل . . وهل . . وهل . . .؟
لا وألف لا
لم نفعل إلا اليسير الذي لا يذكر تركنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تركنا طاعة الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم –
بل خالفنا أمر الرسول – صلى الله عليه وسلم -
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
( وكل شر في العالم وفتنة وبلاء وقحط وتسليط عدو وغير ذلك
فسببه مخالفة الرسول – صلى الله عليه وسلم – والدعوة إلى غير الله )
خالفنا أمر الله فأذلنا الله بعد العز وأضعفنا الله بعد القوة وهذا هو الحاصل
فلا يمر علينا يوم أو ساعة خالية من الذنوب فتجد هذا يشتم هذا وهذا يسب هذا حتى أصبحت المعصية عادة عند بعضنا والعياذ بالله
فلو قلت لأحدهم يأخي اتق الله لا تشتم أو لا تسب أولا تغتاب
يقول لك : ليش ماذا قلت أنا حتى تقول لي ذلك !
يا سبحان الله ما درى ذاك المسكين عظم تلك المعصية ما درى أنه
( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )
وطبعا حدث هذا نتيجة كثرة المعاصي حتى أصبح القلب ميتا فلا يشعر بشيء نسأل الله سلامة قلوبنا
وإن شئت فانظر إلى مجالسنا اليوم فلا تكاد مجلسا واحدا تخلو من الغيبة
والتي هي ( فاكهة المجالس ) في عصرنا إن صح التعبير والأدهى والأمر أنك تلاحظ هذا في بعض مجالس الصالحين من غير مبالاة فكم من جلس جلسنا فيه إلا وهذا الداء موجود – الغيبة-
وإن شئت فانظر إلى نساء المسلمين إلا من رحم الله
انظر إلى أحوالهن يتقطع القلب حزنا على حالهن هل فعلا هؤلاء حفيدات خديجة وعائشة –رضي الله عنهما-. .
وإن شئت فانظر إلى المهاتفات بين الشباب والفتيات والعلاقات المحرمة
وانظر إلى بيوت المسلمين وما هي أحوالها . . .
المعاصي كثيرة جدا ولا يمكن حصرها
ومن ثم بعد كل ذلك نقول :
ماذا فعلنا نحن لتصب علينا كل تلك المصائب صبا ؟ ؟
نعم أحبتي الذنوب والمعاصي هي السبب الرئيسي في تلك البلايا
وكما في الأثر :
(ما نزل بلاء إلا بذنب )
نحن جميعا مطالبون بمحاسبة أنفسنا لماذا كل واحد منا لا يضع اللوم على نفسه ويقول لنفسه أنت السبب فيما نحن فيه ؟ ؟
أخي المسلم . . أختي المسلمة . .
الكل فينا لا شك أنه مقصر ولكن السعيد من وعظ بغيره
علينا أن نتعظ مما يحدث خاصة في زماننا الذي كثرت فيه البلايا
فالله . . . الله . . بالمبادرة إلى عمل الصالحات وترك المنكرات
والتوبة . . التوبة . . فإن بابها ما زال مفتوحا . . وهي سبب في رفع البلايا
كما قال عمر بن عبد العزيز: ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة.
والله سبحانه وتعالى يفرح بتوبة العبد كما في الحديث
واسألوا الله أن يفرج عنا وعن المسلمين وأن يحفظنا بحفظه . .
واسمحوا لي إن كنت قد أطلت عليكم ولكن الحديث في مثل هذا الموضوع يطول جدا . .
والله تعالى أعلم وأحكم . .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها
******************************************
بقلم أخوكم الفقير إلى عفو ربه / عــابـد , ,