[frame="7 90"]
رحمة الله أوسع ... فلا تيأس ..
يروى أن رجلاً من بني إسرائيل أطاع الله أربعين سنة ثم عصاه أربعين سنة فلما نظر إلى المرآة رأى الشيب في لحيته فقال : يارب أطعتك أربعين سنة فهل تقبلني ؟
فقيل له أطعت ربك فقبلك ، وعصيته فأمهلك ، وإذا عدت إليه قبلك .
إن الملوك إذا شابت عبيدهم
في رقهم عتقوهم عتق أبرار ..
وأنت يا خالقي أولى بذا كرما
قد شبت في الرق فأعتقني من النار ..
ليس للإنسان إلا عمر واحد ، فإذا خسره فقد خسر كل شيء ، قد خسر الدنيا والآخرة ، ولذلك فباب التوبة مفتوح ، وعطاء الله ممنوح ، وخيره يغدو ويروح ، يقول سبحانه في الحديث القدسي : " يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم " .
وفي حديث قدسي رواه الترمذي بسند صحيح يقول الله : " يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي ، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي ، يا ابن آدم لو اتيتني بقراب الأرض خطايا ثم جئتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة " .
وفي " الصحيحين " أن رجلا أسرف على نفسه في الخطايا فلما حضرته الوفاة قال لأبنائه : إذا مت فاجمعوا لي حطبا ثم أحرقوني بالنار ثم اسحقوني وذروني مع الريح .
إن هذا الرجل ظن أنه بهذا العمل لن يجمعه الله ليسأله عما بدر منه !!
فسبحان القائل { وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم } .
فلما توفي هذا الرجل وفعل أولاده بوصيته قال له الله : ( يا عبدي ما الذي حملك على ما فعلت ؟ قال : يارب ، خفتك وخشيت ذنوبي ، قال : يا ملائكتي أشهدكم أني قد غفرت له وأدخلته الجنة ـ وفي لفظ ـ غفرت له ) .
سبحان من يعفو ونهفو دائما
ولم يزل مهما هفا العبد عفا ..
يعطي الذي يخطي ولا يمنعه
جلاله عن العطا لذي الخطا ..
[/frame]