قراءة فى كتاب بداية السول في تفضيل الرسول(ص)
الكتاب تأليف العز بن عبد السلام السلمي وتحقيق محمد ناصر الدين الألباني وهو ثلاث وريقات وكل ما فعله الألبانى هو أنه أضاف لكل رواية من الروايات التى جمعها العز كلمة صحيح أو ضعيف
الكتاب رواياته العشرة لا يوجد بها أى جملة تدل على تفضيل الرسول(ص) محمد على باقى الرسل (ص) وعقيدة تفضيل أى نبى على أخر تتناقض مع أمر الله المسلمين بعدم التفرقة بين الرسل فى قوله تعالى بسورة آل عمران:
"قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتى موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون"
ولذا قال المسلمون فى سورة البقرة أنهم لا يفرقون:
"آمن الرسول بما أنزل عليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله "
كما أن هناك روايات قيلت على لسان النبى (ص) تنهى المسلمين عن تفضيله مثل :
"لا تخيرونى على أو عن موسى"
" لا ينبغى لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى "
"جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا خير البرية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ذاك إبراهيم "
والروايات موجودة فى الصحيحين
والآن لروايات الكتاب :
( صحيح ) قوله صلى الله عليه و سلم : لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها فيستجاب له فيؤتاها وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة )
الخطأ أن لكل نبى دعوة ويخالف هذا أن القرآن ذكر أدعية كثيرة للنبى (ص)مثل قوله بسورة طه"وقل رب زدنى علما "وقوله بسورة الفرقان"وقال الرسول يا رب إن قومى اتخذوا هذا القرآن مهجورا "فهنا دعوتان
وكون الشفاعة للأمة كلها يناقض قولهم "شفاعتى لأهل الكبائر من أمتى "الترمذى فالشفاعة فى الأول لكل الأمة وفى الثانى لأهل الكبائر فقط منهم وهو تناقض
( صحيح ) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ما من الأنبياء من نبي إلا قد أعطى من الآيات ما مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحى الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا إلى يوم القيامة "
الخطأ إيمان البشر بالآيات المعجزات فى عهد الرسل(ص) السابقين وهو ما يناقض تكذيبهم بها كما قال تعالى بسورة الإسراء "وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون "فكل الأقوام البشرية كفرت عدا قوم يونس كما قال تعالى بسورة يونس:
"فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما أمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزى فى الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين"
والخطأ الأخر هو اختصاص القائل بالوحى مع أن الوحى وهو الكتاب نزل على كل الرسل كما قال تعالى بسورة البقرة:
"كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه"
( صحيح ) عن جابر بن سمرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن
والخطأ هنا هو حدوث معجزة تسليم الحجارة والجبال على النبى (ص). لأن الله نص على منع الآيات المعجزات فقال بسورة الإسراء "وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون "وطالبه أن يعلن أنه بشر فقال "إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى "فالفرق هو الوحى فقط
( صحيح ) عن أنس بن مالك وابن عباس رضي الله عنهما معا أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يخطب على جذع . فلما اتخذ المنبر ذهب إلى المنبر . فحن الجذع فأتاه فاحتضنه فسكن . فقال : لو لم أحتضنه لحن إلى يوم القيامة
والخطأ هنا هو حدوث معجزة الحنين لأن الله نص على منع الآيات المعجزات فقال بسورة الإسراء "وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون "وطالبه أن يعلن أنه بشر فقال "إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى "فالفرق هو الوحى فقط
( صحيح ) عن أنس بن مالك أنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم وحانت صلاة العصر فالتمس الناس الوضوء فلم يجدوه فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء فوضع رسول الله صلى الله عليه و سلم في ذلك الإناء يده وأمر الناس أن يتوضئوا منه قال : فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه فتوضأ الناس حتى توضئوا من عند أخرهم
والخطأ حدوث آيات معجزات نبع الماء من بين أصابعه وكل هذا يخالف منع الله للآيات المعجزات فى عهد النبى (ص)وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء"وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون "
(صحيح بتعدد طرقه )عن عاصم بن عمر بن قتادة عن أبيه عن جده قتادة ابن النعمان أنه أصيبت عينه يوم بدر فسالت حدقته على وجنته فأرادوا أن يقطعوها فسألوا النبي صلى الله عليه و سلم فقال : ( لا فدعا به فغمز عينيه براحته ) فكان لا يدري أي عينيه أصيبت
الخطأ هنا حدوث معجزة رد العين وهو ما يناقض منع الله للآيات المعجزات فى عهد النبى (ص)وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء"وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون "
( صحيح ) عن أبي سعيد الخدري مرفوعا بلفظ : يقول الله عز و جل يوم القيامة : يا آدم يقول : لبيك ربنا وسعديك فينادى بصوت : إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار قال : يا رب وما بعث النار ؟ قال : من كل ألف - أراه قال - تسعمائة وتسعة وتسعين فحينئذ تضع الحامل حملها ويشيب الوليد وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد
فشق ذلك على الناس حتى تغيرت وجوههم . فقال النبي صلى الله عليه و سلم : ( من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعين ومنكم واحد ثم أنتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود وإني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة ) فكبرنا ثم قال : ( ثلث أهل الجنة ) فكبرنا ثم قال : ( شطر أهل الجنة ) فكبرنا
الخطأ خروج ناس من النار بعد دخولهم إياها وهو يخالف قوله تعالى بسورة البقرة "وما هم بخارجين من النار "وقوله بسورة السجدة "وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذى كنتم تكذبون "فهنا لا أحد يخرج من النار بعد دخوله لها كما أن المسلمين لا يدخلون النار لأنهم لا يصيبهم أى فزع يوم القيامة مصداق لقوله تعالى بسورة النمل "وهم من فزع يومئذ آمنون "وقوله تعالى بسورة الحج "لا يحزنهم الفزع الأكبر "
( ضعيف جدا ) عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : عرض علي ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهبا فقلت : لا يا رب ولكن أشبع يوما وأجوع يوما وإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك وإذا شبعت حمدتك وشكرتك "
الخطأ أن الله عرض على نبيه(ص) أن يجعل له بطحاء مكة ذهبا وهو ما يتعارض مع الأتى :
الأول منع الله الآيات المعجزات ومنها تحويل البطحاء ذهب وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء"وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون "
الثانى أن الله اعتبر طلب الكفار من نبيه(ص) ان يكون له بيت من زخرف أى ذهب أمرا محالا لكونه بشر فقال بنفس السورة:
"وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتى بالله والملائكة قبيلا أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى فى السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه قل سبحان ربى هل كنت إلا بشر رسولا"
( صحيح ) عن أبي هريرة قال جلس جبريل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فنظر إلى السماء فإذا ملك ينزل فقال له جبريل : هذا الملك ما نزل منذ خلق قبل الساعة فلما نزل قال يا محمد : أرسلني إليك ربك أملكا جعلك أم عبدا رسولا ؟ فقال له جبريل : تواضع لربك يا محمد فقال صلى الله عليه و سلم : لا بل عبدا رسولا )
والخطأ هو أن الله خير نبيه (ص)بين أن يكون عبدا رسولا أو ملكا نبيا وهو تخريف لأن محمد نبى كأى نبى بدليل قوله بسورة الأحزاب "ولكن رسول الله وخاتم النبيين "كما أنه عبد مصداق لقوله بسورة الإسراء "سبحان الذى أسرى بعبده ليلا"كما أنه ملك أى حاكم بدليل قوله بسورة النساء "إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله "
(صحيح )عن بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( لا يجمع الله أمتي على ضلالة أبدا ويد الله على الجماعة )
الخطأ أن يد الله مع الجماعة وهو يخالف أن يد الله وهى قوته مع المطيعين لحكمه وهم المؤمنين سواء فردا أو جماعة مصداق لقوله تعالى بسورة الحج "إن الله يدافع عن الذين أمنوا "وهو يناقض قولهم "اختلاف أمتى رحمة "فهنا الخلاف رحمة بينما المخالف فى النار فى القول .