أخطر أنواع الهجر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن ترك العمل بالقرآن والإعراض عنه
نوع من أنواع هجره الذي حذرنا الله منه وذم فاعله
قال تعالى :
{ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً }
( الفرقان : 30 )
ففي هذه الآية أعظم تخويف لمن هجر القرآن العظيم
فلم يعمل بما فيه من الحلال والحرام والآداب والمكارم
ولم يعتقد ما فيه من العقائد
ويعتبر بما فيه من الزواجر والقصص والأمثال
وقد كان صل الله عليه وسلم حريصاً
كل الحرص على أن يتعلم أصحابه القرآن
ويتعلموا العمل معه،
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال :
كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات من القرآن
لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن
قوله ـ تعالى ـ:
{ وَمَنْ أعرَضَ عن ذكري فإنَّ له معيشةً ضنكًا و نحشُرُهُ يومَ القِيَامةِ أعمى } [طه : 124] .
فالحاصل :
أن الله جل و علا توعد من أعرض
عن كتابه و لم يعمل به في الحياة الدنيا بأن
يعاقبه عقوبة عاجلةً في حياته في الدنيا
و عقوبة آجلة في القبر و العياذ بالله
و في المحشر
و الله ـ تعالى ـ أعلم .
وأسأل الله وأتوجه اليه أن يجعلنا من أهل القرآن
وممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
وأن يجعله لنا فى الدنيا قرينا وفى القبر مؤنسا
وفى القيامة شفيعا وعلى الصراط نورا
وإلى الجنة رفيقا ومن النار سِتْرا وحجابا
وإلى الخيرات كلها دليلا وإماما
بفضلك وجودك ياكرم
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،