حين يستقر في نفس العبد أن الله يراه،
وأنه سبحانه معه في كل حين،
فإنه يستحي من الله أن يراه مقصرًا في فريضة،
قال الله عز وجل: {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى}..[العلق:14].
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه:
"استحيوا من الله حق الحياء.
فقالوا: يا رسول الله! إنا نستحي.
ولكن من استحيا من الله حق الحياء
ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا،
فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء".
خلا رجل بامرأة فأرادها على الفاحشة،
فقال لها: ما يرانا إلا الكواكب.
قالت: فأين مكوكبها؟ (تعني أين خالقها)
وإذا خـلـوت بــريبــة فـي ظلمـــة
وقل لها إن الذي خلق الظلام يـراني
ثانيًا: الحياء من الملائكة:
وقد نبه سبحانه على هذا المعنى بقوله:
{وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ *
يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ}.. [الانفطار:10- 12].
[أي استحيوا من هؤلاء الحافظين الكرام،
وأجلُّوهم أن يروا منكم ما تستحيون
أن يراكم عليه مَنْ هو مثلكم،
والملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم،
فإذا كان ابن آدم يتأذى ممن يفجر ويعصي بين يديه،
وإن كان قد يعمل مثل عمله،
فما الظن بإيذاء الملائكة الكرام الكاتبين؟!].
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال:
لا خير فيمن لا يستحي من الناس.
وقد نصب النبي صلى الله عليه وسلم
هذا الحياء حكمًا على أفعال المرء وجعله ضابطًا وميزانًا، فقال:
"ما كرهت أن يراه الناس فلا تفعله إذا خلوت".
رابعًا: الاستحياء من النفس:
من استحيا من الناس ولم يستحِ من نفسه،
أن يتصور أحدًا من نفسه كأنه يراه،
وصيانة الخلوات وحُسن السريرة.
فسيكون استحياؤه منها أعظم
من عمل في السر عملاً يستحيي منه في العلانية
رزقنا الله وإياكم كمال الحياء والخشية وختم لنا ولكم بخير..