المحافظة تحتضن أمير الكويت بعد ساعات من الغزو العراقي
العطيشان يروي لـ الأقتصادية الساعات الـ 6 للراحل في الخفجي
أحمد العبكي ـ الدمام - 16/12/1426هـ
لم يكن فجر الخميس الثاني من آب (أغسطس) في 1990، عاديا لأهالي الخفجي، وشمس ذاك اليوم تشرق عليهم وبين أحضان مدينتهم أمير قلوب الكويتيين الشيخ جابر الأحمد الصباح.
وتضامنت الخفجي، كما تضامنت جل المدن العربية مع الكويتيين وهم يواجهون الموت، بعد أن احتلت القوات العراقية بلدهم غيلة وغدرا، إلا أن الخفجي تميزت عن باقي المدن بعد وطئت قدما أمير الكويت ترابها، ليستقبله في الساعات الأولى من فجر الخميس الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية.
ووصفت عدد من الشخصيات القيادية والبارزة في المنطقة الشرقية الشيخ جابر الأحمد الصباح بعد ساعتين من غزو العراق بأنه كان متماسكا وهادئا للغاية.
وقال لـ " الاقتصادية" خالد بن تركي العطيشان محافظ الخفجي السابق, الذي رافق الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية لاستقبال الشيخ جابر، في منفذ جمارك الخفجي الحدودي، بعد أن غزا الجيش العراقي الكويت، إن الهدوء كان يلازم أمير الكويت طيلة الساعات الست التي مكثها في المحافظة، قبل أن يصطحبه أمير الشرقية بسيارته الخاصة للدمام، ثم إلى الطائف، حيث مقر الحكومة الكويتية المؤقتة آنذاك.
وقال العطيشان إن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز, رحمه الله, وجه أمير المنطقة الشرقية في الرابعة فجرا بضرورة توجهه لمحافظة الخفجي لاستقبال الشيخ جابر، بعد أن غادر الأخير الكويت إثر غزو القوات العراقية الكويت.
وبين العطيشان وهو المسؤول السعودي الثاني الذي استقبل أمير الكويت بعد أمير المنطقة الشرقية فور الغزو إن الشيخ جابر كان متماسكا للغاية، ومستوعبا للموقف الكبير الذي تعرض له بشكل كبير، ولم يبد عليه التأثر حينما تحدثت معه في الصالة الرئيسية لمحافظة الخفجي، بفضل إيمانه الكبير بالله سبحانه وتعالى.
فيما ذكر زيد بن عبد العزيز العتيبي وكيل محافظة الخفجي حاليا أنه كان ضمن فريق العمل الذي شكل لاستقبال الشيخ جابر في مقر المحافظة، موضحا أن الشيخ جابر طمأن حينها الموجودين على الشعب الكويتي وتماسكهم لصد العدوان.
من جانبه، قال فؤاد سعد الدين مرسي صاحب فندق شاطئ الخفجي الذي تحول إلى مقر سكن للأسرة الكويتية الحاكمة بعد ساعات قليلة من الغزو، إنه أفاق من نومه في ساعة مبكرة من صباح الخميس بعد مكالمة من خالد العطيشان محافظ الخفجي حينها يدعوني فيها للحضور فورا لمقر المحافظة، وحينما قابلت العطيشان طلب مني رسميا حجز الفندق بالكامل لفترة مفتوحة، كما طلب تأمين الغذاء اليومي للقادمين من الكويت، ولم أكن أعلم حينها بالغزو، وحينما كنت أتحدث مع محافظ الخفجي عن الأسباب فتح باب المجلس الرئيسي للمحافظة ورأيت أعضاء القيادة الكويتية يتقدمهم الشيخ جابر الأحمد أمير الكويت، توجهنا للسلام عليه والاطمنئان على صحته، ولم يبد عليه أي حالة من الارتباك وعدم الاستقرار والرهبة، كما توقعنا، بل إنه بدا على العكس من توقعاتنا، حيث بين أنه متماسك وهادئ في حديثه، ويذكر الله كثيرا، وكان حديثه طيبا للغاية معنا، وكان يشجعنا بعد أن علم أن أسرنا توجد في الكويت.
وأمس بدأ الحزن يدب في الخفجي, بعد إعلان نبأ وفاة الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير الكويت، تلك المحافظة الحدودية التي تقع في أقصى شمال شرقي السعودية، وهي تناظر جارتها الشمالية، التي تقاسمها نفس المصير والمسير.
ويعيش في الخفجي عدد كبير من المواطنين الكويتيين، حيث يعمل معظمهم في عمليات الخفجي المشتركة التي تنتج ما يقارب 300 ألف برميل يوميا مناصفة بين السعودية والكويت، إضافة إلى وجود أعداد كبيرة من الطلاب الكويتيين الذين يتلقون تعليمهم الثانوي في مدارس المحافظة المجاورة لهم، وترتبط عدد من الأسر في الخفجي بوشائج النسب والقربى بالأسر الكويتية. وكانت الخفجي منطقة كويتية قبل أن يتم التقسيم الحدودي، بعد أن تم نقل منطقة الوفرة السعودية إلى السلطة الكويتية، ونقل الخفجي الكويتية لتكون تحت الإدارة السعودية.
http://www.aleqt.com/news.php?do=show&id=8993
تحياتي
سلطان