[align=justify]وقف تسويق جميع مشروبات الطاقة غير المسجلة في وزارة الصحة
محمد السلامة من الرياض ـ الاقتصادية
24/11/2004 /
ألزمت لجنة وزارية تضم وزارة الصحة ووزارة التجارة والصناعة، الشركات المنتجة والمسوقة لمشروبات الطاقة بعدم استخدام مسميات وعبارات وادعاءات طبية وغذائية للمشروبات مخالفة للمحتوى الحقيقي للمنتج.
وأفادت اللجنة إلى أن تلك الادعاءات ينتج عنها تضليل المستهلك ودفعه لتناول المشروب بناء على ما ورد فيها، وذلك باعتبار أن مشروبات الطاقة هي مشروبات منبهة وليست معنية بتقديم الطاقة الغذائية.
واقترحت اللجنة في هذا السياق عدم ذكر أي عبارات أو مسميات أو ادعاءات طبية على علبة المشروب التي من شأنها تشجيع المستهلك على شربها، مثل عبارة "مشروب الطاقة أو مشروب القوة أو مشروب الحيوية أو مشروب منبه .. وغيرها"، ولكن يكتفى بذكر الاسم التجاري على علبة المنتج فقط.
وأوصت اللجنة، والتي شكلت لدراسة الخلفية العلمية ومحتويات مشروبات الطاقة وآثارها الصحية والجهة المسؤولة عن فسحها للتأكد من وجود أضرار لهذه المشروبات من عدمه واتخاذ الإجراءات الكفيلة بإيقاف الضرر إن ثبت، بوقف تسويق جميع مشروبات الطاقة غير المسجلة في وزارة الصحة، وفي حالة عدم التقيد بذلك يجب سحب جميع مشروبات الطاقة غير المسجلة وعدم السماح بتداولها في الأسواق لحين إنهاء جميع إجراءات التسجيل، مع تحديد فترة زمنية لذلك.
يشار إلى أن تشكيل هذه اللجنة جاء بعد إفادة الشؤون الصحية في منطقة الرياض حول مشروبات الطاقة والتي تطرقت إلى أن الآثار الضارة بهذه المشروبات تتمثل بالشعور بالقلق وزيادة حرارة الجسم وزيادة معدل ضربات القلب واضطرابات النوم وزيادة التبول وتسوس الأسنان والتعود والأعراض الانسحابية. كما نصحوا بعدم تناولها من قبل الأطفال صغار السن ومرضى القلب والنساء الحوامل وخاصة في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
وألزمت اللجنة الشركات المنتجة لهذه المشروبات التقيد بما جاء في قواعد تسجيل المستحضرات الصحية الخاصة بمحتويات بطاقة العبوة وهي: أن تكون المعلومات مكتوبة باللغة العربية بخط واضح مقروء، كتابة رقم تسجيل وزارة الصحة بعد إجازتها، تدوين معلومات كاملة عن محتوى المنتج ومخاطر سوء استخدامه إذا وجدت، وذكر الحد الآمن على الصحة المسموح بتناوله في اليوم.
كما أكدت على الشركات المنتجة بضرورة التقيد بالكتابة على العبوة العبارات التحذيرية التالية "يجب عدم تناوله من قبل الحوامل والمرضعات والأطفال أقل من 16 سنة والأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب والرياضيين أثناء ممارسة الرياضة وذلك لثبوت ضررها علميا"، وكذلك ضرورة تفعيل والتقيد بجميع القواعد والمواصفات القياسية السعودية الخاصة بتسجيل وتداول المستحضرات الصحية في المملكة.
وطالبت اللجنة في توصياتها الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس بضرورة إصدارها مواصفة خاصة لمثل هذه المشروبات.
وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور محمود علي الصعيدي طبيب أخصائي تغذية من الإدارة العامة للتغذية في وزارة الصحة، أن مشروبات الطاقة والتي تحتوي مواد منبهة لا تزيد الطاقة الحرارية للجسم بل الطاقة المنبهة من خلال الكافيين، التورين، والجنسنج وغيرها من المنبهات، وبالتالي يجب أن يتم تناولها عند الضرورة وباعتدال ودون إسراف، مشيرا إلى أنه من الأفضل تناول المشروبات الطبيعية التي تفيد الجسم، مثل عصائر الفواكه الطازجة، وتناول غذاء متوازن، فإن ذلك هو الطريقة الصحيحة لنشاط الجسم وطاقته.
وأفاد الصعيدي بأن مشروبات الطاقة ظهرت على مستوى العالم منذ ثماني سنوات وبمعدل نمو سنوى ملحوظ، وذكر أن قسم مبيعات المشروبات الغازية غير الكحولية "منها مشروبات الطاقة" قد زاد في بريطانيا، حتى إنه في عام 2000 وحده زادت المبيعات 17 في المائة.
وفي أسواق المملكة، بدأت هذه المشروبات في الظهور بعد موافقة الجهات الرسمية عليها، ومشروبات الطاقة Energy drinks هي اسم تجاري يطلق على مشروبات غازية أضيفت لها مواد منبهة مثل الكافيين بصورة مباشرة أو غير مباشرة "بإضافة خلاصة نباتية مثل الجورانا الأساس فيها الكافيين والثيوفللين والثيوبرومين، كما يضاف إلى هذه المشروبات جذور نبات الجنسنج والتورين، إضافة إلى بعض الفيتامينات وبعض الأملاح المعدنية وبعض المواد الأخرى.
والناظر إلى تسمية مشروبات الطاقة والحيوية ـ والحديث لا يزال للصعيدي ـ يعتقد أنها تحتوي على طاقة حرارية كبيرة أكبر من المشروبات الغازية التي تنتمي إليها، ولكن التسمية جاءت لتأثير محتواها من المواد المنبهة للجهاز العصبي والدوري بالمواد مثل الكافيين والتورين وغيرها من المنبهات حسب نوعها.
ولتوضيح محتوى الطاقة بالمقارنة بالمشروبات الغازية التي نعرفها فإن محتوى السكريات في مشروب ما منها على سبيل المثال هو 107 جرامات لكل لتر من المشروب، وهو مشابه لمحتوى السكريات في الكوكا كولا التي تحتوى على 105 جرامات لكل لتر، والفانتا التي تحتوى على 108 جرامات كل لتر، وحتى الآن لم يوافق الاتحاد الأوروبي على مشروبات الطاقة كاصطلاح غذائي لأن تأثيرها مقصود به الطاقة المنبهة من الكافيين ـ التورين ـ الجنسنج وغيرها من المواد الأخرى، وليس من السعرات الحرارية كما هو متعارف عليه غذائيا.
وتشير المواصفات السعودية والقياسية الخليجية الخاصة بالمشروبات الغازية غير الكحولية، إلى أن استهلاك الفرد البالغ من الكافيين يجب ألا يتعدى 200 جزء في المليون أي 50 مللي جرام لكل العبوة، يتراوح مقدار الكافيين في مشروبات الطاقة بين 110 ـ 350 مللي جرام لكل لتر، أي 27 ـ 78.5 مللي جرام لكل لعبوة 250 ملليلتر. بينما يقدر الكافيين في المشروبات الغازية مثل الكوكا كولا ـ البيبسي وغيرها بين 33 ـ 127 ملي جرام لكل لتر، 8 ـ 32 مللي جرام لعبوة 250 ملليلتر.
حساسية من الكافيين
وأبان الدكتور الصعيدي أن المواصفة البريطانية تشير إلى أن المشروبات التي يزيد تركيز الكافيين فيها على 127 مللي جرام لكل لتر يجب أن يكتب على بطاقتها محتواها من الكافيين وباقي المنبهات وأنها لا تصلح لاستهلاك الأطفال والأشخاص المصابين بحساسية من الكافيين.
وفيما يخص الحوامل فإن الزيادة في الكافيين عن 200 مللي جرام في اليوم تكون مضرة للأم الحامل وجنينها حيث يؤدي ذلك إلى عيوب خلقية في قلب الجنين وزيادة الاحتمال في الإجهاض.
الأطفال
وعند الأطفال، فإن تناول الكافيين بتركيزات عالية يؤدي إلى تغيرات سلوكية مثل القلق ـ عدم التركيز ـ وحدة الطبع، والأطفال غير المتعودين على تناول الكافيين يمكن أن يسبب لهم اضطراب التناسق بين العين واليد، كما يمكن أن يحدث إسهال وخفقان في القلب. والمعروف أن مادة الكافيين مادة منبهة للجهاز العصبي والدوري وأنها تحسن القدرة على التركيز وأداء النشاط الجسماني بالجرعات المحددة لكل فئة عمرية. فيما قد تسبب الزيادة في الكافيين لدى بعض الأشخاص الإصابة بالقلق ـ قلة النوم ـ الصداع ـ حرقان بالمعدة وتقلصات بها ـ وخفقان بالقلب.[/align]