[align=center]شعب يتعدى تعداد سكانه مليار و300 مليون نسمة
يتعرف ذات صباح على شخصية ابن لادن
من خلال صورة ومقال في صحيفة يومية .
في الأيام الأولى من سفر ناصر صلحان السبيعي
إلى جمهورية الصين لعلاج أخوه المصاب بغيبوبة
إثر حادث مروري على طريق الخفجي بالسعودية .
قبل أن يتبدد حلم الشفاء في بلاد الأحلام !!
في أحد الصباحات الكئيبة البائسة التي مرت على ناصر ،
وهو يراقب زهرة شباب أخاهـ محمد تذبل أمام عينيه
في جسد ملقى على سرير ، وغياب عن وعي وإدراك !
في بلد لا سبيل للتفاهم مع شعبه بلغة ولا بإشارة ولا بحركة !!
في وقت أنقطع فيه ناصر عن العالم الخارجي المرئي والمسموع والمقروء !!
انحصرت عقارب ساعته اليومية بين جدران غرفة في مستشفى القوات البحرية
بالصين وأي مستشفى كان !!!
وجد فيه من الشقاء والتعب والإحباطات تلو الإحباطات ما وجد !!
يجلس بجانبه رجل صيني يتصفح جريدته وسيجارته بيدهـ داخل المستشفى ،
و ما إن التفت إليه ناصر ووقعت عينه على صورة تصدرت مقال باللغة الصينية ،
إلا واهتز وجدان ناصر الخليجي !!!
وثار حنين الدم الواحد والبلد الواحد ،
وكأنه يرى أهله وناسه الذين خَلفهم في " ديرته "
وما بين نظراته الزائغة للصورة !! وسؤال حائر تطويه الدهشة !!
لم يتردد ناصر عن الاستفسار الذي ملأ مسافة الزمن
بين الحرف والحرف باستفهامات تعجبية !!؟
ما حكاية هذه الصورة
صورة : ( أمير القلوب )
الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثرآهـ !!
استفهام ، تشويش ، ارتباك ، خوف , دهشة ، حيرة !!
مشاعر ، انفعالات تتصارع بأقل من الجزء من الثانية !!
تهزه ، تلعثمه ، تدفعه ليمسك بالجريدة !!
مالذي يجري في العالم !!؟؟
صورة الشيخ جابر الصباح طيب الله ثراه ،
بعد وفاته بأكثر من عام في صحيفة صينية !!
شغل الفضول والحيرة تفكير ناصر !!!!!!!
وأسرع باستدعاء مترجم صيني يتحدث الإنجليزية ،
وطلب منه ترجمة المقال .
فرد المترجم بلغة ركيكة :
هذا مقال بعنوان :
" من أثرياء العرب الإرهابي أسامة بن لادن !! "
والمقال يسرد معلومات تفصيلية عن أسرة ابن لادن وثرائها !
أمتلأ فم ناصر بصرخة !!
يريد أن يصرخ بأعلى صوته بين قوم لا يفقهون حديثاً !!
ألهذه الدرجة يصل مستوى الجهل عند الصحافة الصينية !!؟؟
ويصل بهم الخلط بأن يضيفوا صورة زعيم من زعماء العرب
وأمير قلوبها إلى موضوع عن شخصية إرهابيه يعرفها العالم أجمع !!؟؟
وناصر يحدث نفسه ، والكون ، والهواء ، وكل شئ حوله متسائلاً :
لم تجدوا إلا الشيخ جابر الأحمد الصباح لكي تتمادوا بجهلكم وغبائكم
واستهتاركم وتضعوا صورته !!!
أي خطأ فادح تعثر به ناصر هذا الصباح ؟؟!!
هل يسكت السعودي المهموم المشغول بمرض أخيه !؟
هل يتجاهل ما رأت عينه !؟
هل يُخْرص دقات قلبه التي تسارعت ترتطم بضلوعه !؟
لا ؛ لن يكون إبن الجوار وحامي الدار إن صمت وتجاهل الصورة والمقال !؟
لن يكون سبيعي لو رضا بضيم على جاره !
وأي جار .. وأي بلد !!؟
فابن الخفجي هو ابن الكويت ،
تحركت بداخله مشاعر الغَيَّرَة
لن يرضَ بالمساس بسيرة جابر الخير العطرة ,
سيرة وطن وتاريخ مشترك ..
لن يسامح عيون صينية ترى العرب بشكل واحد ووجه واحد ،
صيني اختلطت عليه الأشباه في أرشيف الصور بدار صحيفته !
وربما .. وربما !!
اتصل ناصر بالسفارة الكويتية ليبلغهم بما رأى !
وكانت هذه بداية معرفة ناصر بأعضاء السفارة الكويتية في الصين ،
الذين رفعوا البلاغ للسفير ،
وأتصل سعادة السفير بناصر ، وتم استدعاءه بالسفارة الكويتية ،
وقَدَّمَ له الشكر على حسن صنيعه ،
وتم التعامل دبلوماسياً مع خطأ الصحيفة ،
وحصلت السفارة الكويتية على اعتذار من وزارة الإعلام الصينية ،
ومن الصحيفة ناشرة المقال .
وتوثقت علاقة ناصر بأعضاء السفارة الكويتية من ذلك الحدث ,
لتبقى الكويت وشعبها بجانب ناصر بعد ذلك ، فيما استجد من أحداث
خبأها القدر لناصر ومحمد !!
فياأهل الكويت :
وقفتكم الإنسانية مع ناصر الإنسان ماهي إلا رد جميل لوقفة ناصر الرَّجُل معكم ،
مع الكويت ،
مع جابر حياً و ميتاً ،
مع الوفاء لكل الخير وأهل الخير ..
وقفتم معه وبكيتموه .. أمام العالم كله ، وعلى الهواء وفي الفضاء ..
دون أن تعلموا أنه صاحب يد وفضل على كل كويتي !!
أحتفظ ناصر بهذه الموقف العزيز على نفسه ولم يخبر به أحد
لكنَّ وعد رب العزة والجلال الذي بشر به العاملين في محكم تنزيله
بقوله :
" هل جزاء الإحسان إلا الإحسان "
أبى إلاَّ أن يظهر هذا الموقف ، ونعرفه جميعاً ،
اعتذار :
ناصر السبيعي : السموحة للنشر ،
فالموقف لا يخصك وحدك ، فحق لك أن نفخر بك ،
ويفخر بك كل سعودي ،
وكل سبيعي ،
ويحمل لك الجميل كل كويتي .
____ منقول ____[/align]