عشرون عثرة في طريق الزواج
أريد أن أتزوج ولكن !
تأليف
سلمان بن ظافر عبدالله الشهري
الإهــداء
إلى الذين يقفون حجر عثرة في طريق الراغبين في الزواج أهدي لهم هذه الرسالة راجيا من الله عز وجل
أن ينفع بما فيها، وأن يرينا جميعاً الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه إنه
جوا د كريم.. آمين.
المقدمة
الحمد لله الذي جعل لنا من أنفسنا أزواجا نسكن إليها وجعل لنا من أزواجنا بنين وحفدة، وجعل لنا أزواجنا وأولادنا زينة الحياة الدنيا.
قال الله تعالى: ((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ))الروم: 121.
وقال عز وجل:: ((وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً )) النحل: 72.
وقال: ((زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ )) آل عمران: 114.
وقال تعالى: ((الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا )) الكهف: 46.
والصلاة والسلام على خير خلقه محمد بن عبدالله الذي أوصى بالزواج فقال (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج) وكان خير الناس لأهله عطفاً وكرما ً وحباً.
أما بعد:
فإن الزواج سنة من سنن الله تعالى فطرها في خلقه ليحصل التوافق والانسجام والتكاثر والبناء، قال تعالى: ((وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )) لذاريات: 49. ولاشك أن ثمة أموراً تحول دون تحقيق هذه الفطرة الربانية وإذا نظرنا في واقعنا اليوم وجدنا معوقات كثيرة تصد الراغبين في الزواج من تحقيق ما يصبون إليه، ولا يخفى على أحد ما لهذا الموضوع من أهمية دينية واجتماعية، وكذلك عظمة مناحيه واتساع تفريعاته، وقد تناولت هذا الموضوع رغبة مني في بسط ما أراه من معوقات متناولا إياها بشيء من التفصيل وعرض حلول بسيطة، ولا يعني أن ما أشرت إليه هو كل المعوقات، أو أنه هو كل ما يقف حجر عثرة أمام الراغبين في الزواج، بل إن هناك معوقات أخرى أمامهم قد غابت عن ذهني أو لم يدركها عقلي أتمنى من وقف عليها أن يظهرها للناس، حتى نصل إلى حلول مثلى، وحينما أطرح هذه المعوقات للمناقشة أدعو الجميع أن يقف منها موقف المذلل للصعوبات حتى يتم تحقيق الهدف الذي يطمح إليه كل شاب، وتتمناه كل فتاة "زواجاً سعيداً وحياة يملؤها الحب " حتى ينمو المجتمع نمواً مستقراً زاهياً.
ثم أسأل الله العلي القدير أن يكون فيما أقدمه الفائدة للجميع وأن يعفو ويغفر زلاتي يوم الدين.. إنه ولي ذلك والقادر عليه.
توطئـــة
الزواج في الإسلام استقرار وهدوء وبناء مجتمع، وحفظ للنفس وعفة وطهارة.. ومع تقدم سن الشاب والفتاة وحينما يرغب الشاب في بناء أسرة يجد أمامه معوقات كثيرة قد يكون هو سبباً لها. أو يكون هو ممن يرتكبها قاصداً ذلك أو غير قاصد.
ومن هذه المعوقات:
1- إكمال الدراسة
يظن كثير من الشباب والشابات موضوع إكمال دراسته حائلاً دون الزواج، وذلك بإقناع نفسه أن الدراسة أصبحت عاملاً رئيسياً يتوقف عليه نجاح مستقبله وإشراقه، ويصر كل واحد منهم على أناً الشهادة هي أساس الحياة السعيدة!! وبدوري اسأل كل واحد منهم: ما هي شهادات أجدادنا الذين ربوا آباءنا وعلموهم؟ وهل الشهادة عائق يحول دون الزواج المبكر. صحيح إن العلم ضروري ومهم جداً من أجل بناء مجتمع متعلم ذو فائدة على أوطاننا.. ولكن لا يمنع ذلك من زواج سليم مبني على الحب ليصبح المجتمع مستقراً.
نعرف الكثير من أصحاب المنازل الرفيعة والمناصب العالية لم يحققوا ما وصلوا إليه إلا بعد زواجهم واستقرارهم، وكم هن شاب استطاع بعد الزواج أن يحصل على درجات علمية باهرة بعد زواجه، ولم تعطله زوجته ولا أولاده بل ساعدته الزوجة على مواصلة نجاحه وتفوقه!؟ وكم من شابة نالت مراتب مشرفة وصعدت سلم العلم التصاعدي بعد زواجه من شاب ناجح واع مدرك لقيمة العلم!!.
وعلى العكس كم من عانس لم تنل حظ الشهادة العالية وفاتها قطار الزواج، وجلست مع نفسها متحسرة نادمة، وكم من شاب جلس على المقاهي وطرقات الشوارع دون مسؤولية يتحملها، وظل يفكر ويفكر ولم ينل ما يتمنى، ووقف على درجة علمية لم تفده، وأراد إكمال دراسته فتقدم به العمر وخاب ظنه في حلمه.
فما فائدة أعلى الدرجات العلمية إذا فات قطار الزواج من الجنسين؟
ما أصعب أن نجد طبيبة مشهورة تنادي بأعلى صوتها: خذوا كل شهاداتي واسمعوني كلمة (ماما)!. أختي أخاف عليك من أن تكرري هذا النداء مع نفسك أنت هل تقبلين لنفسك ما سبق؟ لا أعتقد.
2- غلاء المهور
يجعل الكثير من الآباء ابنته سلعة ليلتهم من ورائها المبالغ الباهظة، فهو يجعل من زواجها مزاداً ليرى من يقدم له أغلى الثمن فيها، لذلك أهمس في أذن والد تلك الشابة وأقول "أليست هذه الشابة المسكينة فلذة كبدك؟ وألست مسؤولاً عنها أمام الله سبحانه وتعالى"؟
فلم لا تراقب الله فيها؟! ألم تعلم أن غلاءك في مهرها قد يفوت عليها قطار العمر ولاسيما ما يجره تأخير الزواج من أمراض نفسية قد تصاب بها العانس، إن نجاح ابنتك في زواجها لا يكون بطلب المبالغ الباهظة إنما هو باختيار الزوج الصالح ذي الدين والخلق، فلا تجعل منها سلعة لتحصل من ورائها المبالغ الباهظة على حساب مصلحتها، ولا تجعلها سبباً في دخول النار، واعلم أنك سوف تقف معها أمام الله سبحانه وتعالى في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
3- الإعاقة
قد يبتلي الله سبحانه وتعالى ببعض أفراد المجتمع ببعض الإعاقات كفقدان البصر أو السمع أو النطق أو الحركة. وحينما يفقد أحد من أفراد المجتمع شيئاً من تلك النعم فإنه لم يخرج من دائرة الإنسانية، بل هو باق له كرامته وطموحه واعتباره. فلم ينظر له البعض تلك النظرات الغريبة وكأنه مخلوق آت من كوكب آخر ألا يخاف صاحب تلك النظرات أن يبتليه الله سبحانه وتعالى بمثل ما ابتلي به ذلك المعاق؟!
ولو نظرنا إلى أولئك المعوقين لوجدنا أنهم لم يعودوا كالسابق عالات على أهاليهم ومجتمعهم بل أصبحوا بفضل الله ثم يفضل ما أتيح لهم أنهاراً متدفقة من العطاء والإبداع، وأصبح لهم عطاؤهم المتميز في مختلف الميادين مما قد يصعب على الكثير من الأسوياء الوصول إلى ما وصلوا إليه والحديث عن المعوقين كبير، ولكنني أحببت أن أتوصل إلى أمر ألا وهو عزوف بعض الأسوياء عن الزواج بالمعاقين، وأنا هنا أتساءل وأقول: هل يمكن أن تكون الإعاقة حائلة دون تحقيق السعادة الزوجية؟ إن الملاحظ ممن تم لهم الزواج من المعاقين أنهم يعيشون السعادة الغامرة، والواقع يثبت ذلك فانظر أخي الشاب أختي الشابة إلى من حولكما من زيجات واسألاها عن السعادة التي تعيشها لتعلما أن الإعاقة لا يمكن أن تحول دون جعل عش الزوجية ترفرف عليه السعادة، ولا أدل على ذلك من ندرة حالات الطلاق لدى المعوقين، وقد يتبادر إلى الذهن أن تلك الندرة في حالات الطلاق عائد إلى كون المعاق يخشى ألا يتكرر له الزواج إذا طلق. ولهذا يصبر على مر الزوجية، ولكنني أجيب بالقول إن هناك من المعاقين من طلق وتزوج بأخرى أفضل من السابقة، وما هو الذي يصبر زوجة المعاق على البقاء في عش الزوجية إن لم تكن سعيدة أليس بإمكانها طلب الطلاق. لماذا لم تسأل أخي الشاب السوي نفسك هذا السؤال وأنت أختي الشابة السوية لِم لَم تسألي نفسك هذا السؤال أيضاً.
4- سمعة الشاب والشابة
الشيطان حريص على إغواء الإنسان فهو يقف له بالمرصاد للإيقاع به في هاوية الردى، يقول الله سبحانه وتعالى: {وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً}[النساء:60] وقد أخرج أبانا آدم وأمنا حواء من الجنة لكيده لهما، قال تعالى: {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ} [البقرة:36] وقد توعد بني آدم بالعداوة الأبدية، وقد بين الله تعالى لنا عداوته بقوله:{إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ}[الأعراف:22]، وقال:{إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [يوسف:5]، فطفق الشيطان يزين للإنسان أعماله ليضله عن سبيل الهدى والرشاد قال تعالى: {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ} [النمل:24]
وقد ذكر الله الشيطان في كتابه العزيز في 88 آية ليحذر ذرية آدم منه مبيناً عداوته لهم تلك العداوة الأبدية، ولست في معرض الحديث عن الشيطان وعداوته للإنسان وإنما أقول: إن الكثير من أفراد المجتمع قد يقع في مهاوي الردى بسبب إطاعته للشيطان، وقد تلطخت سمعة الكثير من الشباب والشابات بسبب جنايتهم على أنفسهم أو غيرهم، ولكن يا ترى لماذا ننظر إلى أولئك الذين هوت بهم الأقدام وجنحت بهم أفعالهم عن طريق الصواب تلك النظرات الأبدية فليس معصوم من الخطأ إلا الأنبياء والرسل وخير الخطائين التوابون، وقد تقبل الله توبة العاصي فلو لم يتقبل المجتمع توبة أولئك العائدين إلى الله سبحانه وتعالى ويقومون اعوجاجهم ويغضون عن زلاتهم. قال تعالى:{وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأعراف:153] فهل من دخل السجن وأخذ عقابه ثم عاد إلى رشده وتاب نظل نعيره بغلطته ناظرين إليه على أنه عضو فاسد في المجتمع؟ ولماذا ننظر إلى تلك الفتاة على أنها منبوذة من المجتمع، وقد تابت عما اقترفت من ذنب، فهل ذلك الشاب وتلك الشابة سوف يبقيان دون زواج؟.
هل جميع المتزوجين لم يقترفوا في يوم أي ذنب أو معصية؟! هذا غير صحيح، فما من بشر إلا وقد أخطأ، ولكننا لا نعرفها بستر الله عز وجل لهم فما من شجرة إلا وحركها الهواء، ولكن عين الناقد بصيرة وعيب المجتمع تناقل أخبار أولئك الجانحين عن الصواب، وقد أمر الله سبحانه وتعالى بالستر قال عز وجل:{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النور:19].
روى عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم –قال:"المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يما القيامة ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة".
وعن أبي هريرة قال:"أتي النبي- صلى الله عليه وسلم- برجل قد شرب خمراً قال اضربوه، قال أبو هريرة فمنا الضارب بيده والضارب بنعله والضارب بثوبه فلما انصرف قال بعض القوم: أخزاك الله، قال:لا تقولوا هكذا لا تعينوا عليه الشيطان".
وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: لا يستر عبد عبداً في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة" رواه مسلم، وهكذا فإن الشرع الحنيف لا يأخذ بالشدة على التائب النادم، بل يفتح له أبواب الصلاح والاندماج في المجتمع، حتى لا تنتشر الجريمة ولا يتسع الفساد، فعلى أولياء الأمور فتح صدورهم وكذلك عقولهم إذا تقدم لها شاب يريد الزواج من ابنتهم ولا يجب فتح ملفات الماضي مادام قد تاب، ورب توبة أورثت سعادة، وليضع كل ولي أمر حديث النبي- صلى الله عليه وسلم- والله لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه.
5- المبالغة في الاختيار
يتأخر الكثير من الشباب والشابات في الزواج بسبب المبالغة في الاختيار فيبقون في دوامة من التخيلات والتصورات ويفوتهم بذلك قطار العمر، ولو عدنا إلى المنهج الصحيح الذي رسمه لنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لوفر كثيراً من الجهد ولاختصر الوصول إلى الهدف بأيسر الطرق وقد بين المصطفى الكريم المنهج القويم يا اختيار الزوجة، وكذلك اختيار الزوج فلم لا يدع الشباب والشابات أحلام اليقظة فما هم فيه من تخيلات إنما يعد واحدا من معوقات الزواج الذي هم في غنى عنه.
6- المبالغة في شروط العقد وتبعات الزواج
ما أن يفلت الشاب من شرك المهر الذي استغرق منه الوقت الطويل لجمعه، إلا ويقع فيما هو أدهى وأمر منه وهو شروط العقد وتبعات الزواج فالمبالغة فيهما تجعل الشاب إن لم يترك الزواج يعيش زواجه مثقلاً بالديون الباهظة، ولربما غير نظرته عن تلك الشابة التي كانت سبباً لتلك الديون فبعض الشابات تشترط لها البيت الشرعي، مع أن المجال واسع في بيت أهل الشاب، وأحرى تشترط البقاء في مدينة أهلها، وثالثة تشترط عدم عيش أم الزوج معها في البيت، أو تشترط الرابعة وربما تورط معها في ذلك أسرتها أن يقام الزواج في أفخم الصالات أو أرقى الفنادق، وخامسة تشترط إحضار المطربة الفلانية، والمطرب الفلاني وسادسة تشترط قضاء شهر العسل خارج مكان الإقامة سواء داخل المملكة أو خارجها، وتتعدد الشروط على حساب جيب ذلك المسكين الذين قد لا يتجاوز راتبه قيمة شبكة الخطوبة ليس الغالي منه بل الرخيص.. الرخيص فلماذا لا يكون التيسير ديدن أولئك الشابات وأسرهن فيما ينفق من مال في تلك البهرجة والمظاهر الزائفة، أليس الأولى أن يبقى للزوج ليسدد به ما تحمله من ديون من ذلك الزواج وليكمل به ما قد ينقص عن عش الزوجية من متطلبات ويدخل ما يتبقى لتتحقق النصيحة: احفظ قرشك الأبيض ليومك الأسود.
7- عدم الرغبة في المطلقين والمطلقات
قد يرفض الكثير من الشباب القادمين على الزواج من المطلقات، وفي المقابل ترفض الشابات الزواج ممن سبق لهم الطلاق، وتلك النظرة عند كل من الجنسين ليست صحيحة لأنه لا يمكن أن تكون كل زيجة مكتوباً لها النجاح، لأنه قد يطرأ ما يفكك أواصر ذلك الزواج مما يؤدي إلى الطلاق فلماذا يرفض الشاب المطلقة ولماذا ترفض الشابة المطلق فهل كل مطلق فاشل وهل كل مطلقة فاشلة، ليس ذلك بصحيح، ولكن الظروف جعلتهما فيما هما فيه، فكم من شابة بكر تزوجت بمطلق وعاشت حياتها هنيئة، وكم من شاب تزوج مطلقة ووجد ضالته في تلك الزوجة، ووجد الراحة التي كان ينشدها، فيا من ترفضين المطلق ألم ترين الكثير ممن تزوجن بمن سبق له الطلاق، ونجح زواجهن، ويا من ترفض الزواج بالمطلقة، هل أنت أفضل من سيد الخلق محمد- صلى الله عليه وسلم- ألم يكن لك فيه الأسوة الحسنة فقد تزوج عليه الصلاة والسلام بأم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وتزوج غيرها من المطلقات رضي الله عنهن أجمعين.
8- رفض الزواج من المتزوج بأخرى
أحل الله سبحانه وتعالى للرجل التعدد في الزوجات فقال عز من قائل{ فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ}[النساء: من الآية3] فمن كانت لديه زوجة، وأراد الزواج بأخرى، فإنه يجابه كثيراً بالرفض ليس من قبل زوجته الأولى فحسب، بل من قبل من يريد الزواج منها لكونه متزوجاً بأخرى ولماذا يرفضن أولئك تلك الزيجة ألم يحل الله سبحانه للرجل التعدد ما دام هو مؤمن بقدرته على العدل بينهن ألم يكن لهن في أمهات المؤمنين الأسوة والقدوة الحسنة فقد رضين بالتعدد مع الرسول- صلى الله عليه وسلم- وحق الرجل في التعدد حينما يكون قادراً على العدل صريح بنص الكتاب والسنة فكيف يغفل أولئك عن هذا الحق الشرعي يقول سبحانه وتعالى{أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ}[البقرة: من الآية85]فالواجب على كل مسلمة أن ترضى بما شرع الله وأحله، وأن تسلم به قال تعالى{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً} [الأحزاب:36]
9- نظرة المجتمع
يرغب الكثير من الأرامل في الزواج، ولكن في المجتمع الظالم الجائر الذي لا يتركهم في حالهم، وهذا ما يخشاه تلك الأرامل حيث إنهن يخشون من امتداد ألسنة بعض أفراد المجتمع بالحديث عنهن وعن زواجهن وكم سمعنا أقوال أولئك الذين يرون أن زواج الأرملة والأرمل خطيئة وذنب دون نص يحرمون ما أحل الله دون علم أو هدى، فمتى يكف أولئك ألسنتهم من الخوض فيما لا يعنيهم، وعلى أولئك الأرامل ألا يلقوا بالاً لألسنة المجتمع الحادة لأن الزواج فطرة أباحها الله لمن يرغبها وينشدها بل وحث عليها في كتابه وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم-.
10- تشويه صورة الزواج من قبل الأعداء
بعض ما يتلقفه الناس والشباب من معلومات وتصورات في المقالات والمسلسلات والصحف والإذاعات بطريق مباشر أو غير مباشر عن الزواج على أنه شبح ومسؤولية عظيمة وارتباط وقيد له الأثر الكبير في اختلال النظرة إلى الزواج ولاسيما أنهم يلقنون أولئك الشباب ما يتناول جوانب الزواج السلبية، كما يزعمون، فهم لا يتطرقون إلى حسناته ومنافعه، وهذا الطرح من التصورات قلب المفاهيم وأفسد الأمزجة عند الكثيرين من أبناء وبنات الإسلام الذين نسوا أهداف أعداء الإسلام الذين يتربصون بالإسلام والمسلمين الشر والفساد. أ. هـ.
11- الطمع في رواتب الموظفات
أصبح راتب الموظفة يشكل حجر عثرة في طريق زواجها إما من قبل ولي أمرها الذي يسوف أمر زواجها إن لم يمنعه بالفعل في سبيل التهام راتبها كلقمة صائغة في نهاية كل شهر، وإما من قبل الموظفة نفسها التي تمانع الزواج خوفاً من أن تكون زوجة لأحد الذين لا هم لهم في الحياة إلا الحصول على المال وجمعه من أي طريق كان والضحية في كلتا الحالتين تلك الموظفة التي لا حول لها ولا قوة، تكدح وتشقى لتكون النتيجة في نهاية الشهر مأساة إذ لم تجن من ثمرة شقاها وتعبها أي شيء ليذهب كل ذلك العناء، وكما أسلفت لقمة سائغة إما في فم الأب الظالم الجائر أو فم الزوج الذي لا يرعى لحقوق الزوجة لا ذمة ولا ضميراً فعلى أولياء أمور الموظفات أن يراقبوا الله سبحانه وتعالى في السر والعلن وألا يأخذوا شيئاً من مال من يقعن تحت أمرهن إلا عن رضا أو طيب نفس منهن.
12- فقر الزوج وحاجته
مما يندى له الجبين ويتفطر له القلب أن يبقى الزواج على الوضع الذي نراه ونشاهده في وقتنا هذا من بهرجة وتكاليف ومصاريف تثقل كاهل الزوج، علاوة على ما قد يتحمل من ديون نتيجة لتلك المظاهر الزائفة وعلى هذا فإن ذا الدخل المحدود قد يضيق ذرعاً في تحمل أعباء الزواج وتبعاته ولكنني أضيء طريق مثل هذا لكيلا يتحطم أو يتردد في الإقدام على الزواج فأقول له
* اعلم أخي المسلم- رحمك الله تعالى- أنه ما من عبد سار في طريق الخير إلا وكان الله معيناً له، روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة- صلى الله عليه وسلم- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ثلاثة حق على الله عونهم، الناكح يريد العفاف".
* أن هناك من الأسر من لا تنظر إلى الترف أو المظاهر البراقة، فالمقصد عندها أن تحظى بالزوج الصالح لبناتها فعليك بالتقدم لمثل هذه الأسر الخيرة ودع عنك غيرها من الأسر التي لا تنظر للزوج غير النظرة المادية فقط والبهرجة الزائفة.
* لتعلم أخي المسلم أن الزواج مفتاح كل خير ولا تنس أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين وأن كثيراً من الأغنياء كانوا بالأمس القريب فقراء لا يملكون شيئاً فأغناهم الله ويقول جل وعلا { إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}[النور:32] وروي عن أبي بكر الصديق- رضي الله عنه- أنه قال:"أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح ينجز لكم ما وعدكم من الغنى".
13-الخوف من تحمل المسؤولية
يتهرب الكثير من أبناء وبنات المسلمين من قضية الزواج لما يحملونه في قرارة نفوسهم وفي عقولهم من أفكار سيئة دخيلة على الزواج من أنه مسؤولية وقيد وارتباط، كما وسبق أن ذكرنا نتيجة لتأثرهم بالثقافات الدخيلة المعادية للإسلام عبر القنوات المختلفة المسموعة والمرئية والمقروءة علاوة إلى ما يفتقر إليه أولئك الأبناء والبنات من تربية حسنة من قبل أسرهم مما جعلهم يعيشون حالاً يرثى له من التميع والضعف، فلا تكاد تتجاوز هموم الواحد منهم حدود مطعمه ومشربه وكرته وملعبه ومتابعة ما يشغل تفكيره من متابعة لقنوات الخنا والفساد أو المجلات الماجنة والاهتمام بملاحقة آخر أخبار الفنانين والفنانات والممثلين والممثلات، فهل مثل هؤلاء يستطيعون تحمل أعباء الزواج؟!
إن علماء التربية يؤكدون على وظيفة الأسرة في تربية الناشئة، على تحمل المسؤولية وقوة الإحساس بها، ولنا في رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قائد البشرية الأسوة الحسنة، في ذلك فقد كان يربي أصحابه على تحمل المسؤوليات فقد اختار- رضي الله عنه- أسامة بن زيد- صلى الله عليه وسلم- وهو في السابعة عشرة أو الثامنة عشرة ليقود جيشاً جنوده من كبار الصحابة، وهناك النماذج الكثيرة لأبناء وبنات المسلمين الذين تحملوا المسؤولية على أكمل وجه نتيجة لما كانوا عليه من تربية حسنة، فعلى أولياء الأمور أن يربوا النشء التربية الإسلامية الصحيحة زارعين فيهم الاعتماد على النفس كي لا يركنوا إلى الكسل والاتكالية وغير المبالاة.
14- السفر إلى الخارج
عندما يسافر الشاب إلى الخارج فإنه يجد ما لا يجد داخل بلاده من تيسر الشهوات والملذات الزائفة التي جعلت الكثيرين من أبنائنا الذين خلعوا رداء الإيمان ليلبسوا الخنا والفسق جعلتهم يركنون لتلك المحرمات والشهوات التي تتيحها لهم تلك البلدان بكل سهولة ويسر، بل وتدعوهم إليها للإيقاع بهم في شرك تلك الرذائل، وما أن يستعذب الشاب تلك البلاد حتى يجعلها شغله الشاغل وهمه الدائم، وبذلك يسوف في أمر الزواج لوجود البدائل عن ذلك كما يزعم وشتان بين الأمرين ليت شعري هل عرف ذلك الشاب البون الشاسع بين الزواج الحلال، وبينما يرتكبه من المحرمات في تلك البلاد، إن السفر إلى الخارج لا يقل ضرره عند حدود إشغال الشباب عن الزواج فحسب، بل إن هناك الكثير من المضار التي لا تخفى لحينا جميعاً من تغيير لعقيدة المرء، وكذلك إيقاع له في المخدرات علاوة على ما قد يبتلى به من أمراض نتيجة لارتكابه للمحرمات التي من أبرزها الإيدز الذي أقلق العالم فهلا فطن الشباب لذلك؟؟.
15- العقم
يقول عز وجل: {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ* أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} [الشورى: 49-50]
ومعنى هذه الآية أن الله هو الواهب المعطي يهب لمن يشاء إناثاً، ويهب لمن يشاء الذكور والإناث معاً ويهب لمن يشاء الذكور ولا يهب بعض الناس شيئاً بل يصيبهم بالعقم فلا ينجبون، وعلى ذلك فإن العقم عند كلا الجنسين قد يشكل عقبة في طريق زواجهما، لأن الرغبة في الحصول على كل من الرجل والمرأة حيث جعل الله الأبناء زينة الحياة الدنيا. قال الله تعالى{الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً} [الكهف:46]
وبلا شك إن العقم يقف مانعاً دون التمتع بهذه الزينة الدنيوية، ولكن المسلم أمره كله خير إن أصابته سراء شكر وإن أصابته ضراء صبر، ومتى ما كان الإنسان مؤمناً صادقاً فإنه يرضى بما قسمه الله له سواء أعطاه أم منعه، وأياً كان نوع عطائه تعالى فإن عطاءه سبحانه فضل ومتعة عدل، فما على المسلم إلا الاستسلام لقضاء الله وقدره وسوف يعوضه الله خيراً.
16- رغبة الزوج في الظهور بمظهر الغنى
هناك البعض من أفراد المجتمع الذين جعلوا أنفسهم مبتلين بداء التعالي والظهور بمظهر الغنى المتصنع يكلفون أنفسهم فوق طاقتها ويكلفونها حالهم من المشقة والعناء ما الله به عليم، فهم لم يرضوا بما قسمه الله لهم من رزق يلبسون أوسع من ثيابهم فيبعثرون فيها، وهذا حال عائل مستكبر، وهذه الظاهرة مشكلة متفشية عند الكثيرين، وهي أكثر ما تعود إلى شعور أولئك الناس بأقليتهم عن غيرهم، فهم ينظرون من النافذة التي ينظرون منها الوسعاء في الرزق لم ينظروا إلى نافذة مستواهم لكي يروا الحياة جميلة هنيئة، وهذه المشكلة جعلت الكثيرين يعزفون عن الزواج أملاً منهم في تحسن الحال مما يفوت عليهم قطار العمر بدون مبرر مشروع ولا حول ولا قوة إلا بالله.
17- التقليد لغيرهم من الناس
يوجد عند البعض ما يسمى بداء التقليد ومجاراة غيره وبلا شك أن هذه المشكلة تواجه الكثيرين ممن يريدون الإقدام على الزواج حيثما إن أولئك المقلدين ينظرون إلى ما يصنعه الآخرون مما يبهر العقول ويدمي العيون ويفني ما في الجيوب من ألوان المظاهر البراقة للزواجات، وحيث إن أولئك المقلدين يرغبون في التقليد والمحاكاة فإنه قد لا تسعهم مستو، تهم للسير في خط أولئك، وهذا ما يعرقل طريق القادمين على الزواج من الشباب والشابات، أو ما يجعلهم يتكبدون المشاق النفسية والمالية والجسدية عندما يحاكون غيرهم.
18- إسناد الحكم في هذه الأمور إلى النساء
حينما نقول: إن المرأة نصف المجتمع فإن هذا لا يعني أفضليتها على الرحل يؤكد ذلك قوله تعالى {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ}[البقرة:228]
وما فضل الله الرجل على المرأة إلا لما جعله فيه من مقومات أسبغها الله عليه جاعلة إياه محل استحقاق القوامة والقيادة، وهذا لا يعني التقليل من شأن المرأة، فإن لها اعتبارها الشرعي، ولكن وكما أسلفت فإن ثمة أموراً كثيرة ما تخفى على المرأة بل إن فطرتها وسيكولوجيتها لا تتناسب وطبيعة الكثير من الأمور، ولهذا كانت تلك الأمور مناط مهام الرجل وخصائصه، ومما يؤسف له أن الكثير من الأمور التي هي من شؤون الرجال قد أسندت إلى النساء مما جعل الكثير من الموازين تنقلب لتغير طبيعة الفطرة البشرية والزواج من أهم الأمور التي يرجع الجانب الأكبر فيه للرجل إن طبيعة الرجل تتيح له التعرف على أحوال وشخصية المتقدم لخطبة الفتاة ومعرفة أسرته، فهو بذلك يكون ذا رأي معتبراً شريطة ألا يكون رأيه ذلك مخالفاً للشرع، وحينما نؤكد للرجل هذا الجانب فإن للأم الحق في إبداء وجهة نظرها، لكنها لا تملك الرأي القطعي حينما يكون رأي الزوج هو الأصوب والأصح وما جعله الكثيرون من إسناد أمر تزويج الأبناء والبنات إلى النساء حطاً أدى إلى عرقلة سير قطار الزواج، والأمثلة على مثل هذا كثيرة ومتعددة، أكتفي بذكر ما أورده صاحب كتاب فتاوى المرأة الشيخ محمد المسند من تساؤل لإحدى الفتيات تقول فيه:"أريد حلاً لمشكلتي وهي أنني أبلغ من العمر 24سنة، وقد تقدم لخطبتي شاب قد أنهى دراسته الجامعية، ومن عائلة متدينة وحيث إن والدي قد وافق عليه وطلب مني الحضور إلى المجلس لأرى الشاب، وقد رأيته ورآني وأعجبت بالشاب وأعجب بي علماً بأن هذا نص عليه ديننا الحنيف بأن أراه ويراني وعندما علمت والدتي بأن هذا الشاب من عائلة متدينة أقامت الدنيا عليه وعلى والدي وأقسمت ألا يتم هذا الموضوع ولا بأي شكل كان فقد حاول والدي الكثير معها ولكن بدون فائدة، فهل لي الحق في أن أطلب من الشرع أن يتدخل في موضوعي؟.
وقد أجاب على هذا التساؤل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز- رحمه الله- بقوله: "إذا كان الواقع هو ما ذكرته السائلة فليس لأمها الاعتراض في الموضوع، بل ذلك حرام عليها، ولا يلزمك أيتها المخطوبة طاعة أمك في ذلك لقوله – صلى الله عليه وسلم – إنما الطاعة في المعروف، وليس من المعروف رد الخاطب الكفء بل قد روي عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير وإذا دعت الحاجة إلى الرفع إلى المحكمة فلا حرج عليك في ذلك. أ. هـ.
كما يقول فضيلة الشيخ محمد العثيمين- رحمه الله-: (إن المغالاة في المهور وفي الحفلات كل ذلك نحالف للشرع، فإن أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة، وكلما قلت المؤونة عظمت البركة، وهذا أمر يرجع في أكثر الأحيان إلى النساء لأن النساء هن اللاتي يحملن أزواجهن على المغالاة في المهور، وإذا جاء المهر ميسراً قالت المرأة لا إن بنتنا يجب لها كذا وكذا، كذلك أيضاً المغالاة في الحفلات مما نهى عنه الشرع وهو يدخل تحت قوله سبحانه وتعالى{ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}[الأنعام: من الآية141]وكثير من النساء يحملن أزواجهن على ذلك أيضاً ويقلن: إن حفل فلان حدث به كذا وكذا ولكن الواجب في مثل هذا الأمر أن يكون على الوجه المشروع ولا يتعدى فيه الإنسان حده ولا يسرف لأن الله سبحانه وتعالى قال{ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}[الأنعام: من الآية141]
19- سكوت أهل الإصلاح عن الإصلاح
أو معالجته أو التخفيف منه
يقع على عاتق المصلحين في كل زمان ومكان الجانب الكبير من قضايا المجتمع وشؤونه، وذلك لما للدعوة والإصلاح من أثر كبير في تحسين أوضاع المجتمع وإصلاح سلوكياته الخاطئة، أو مفاهيمه الفاسدة، فكلما كان قنديل الدعوة والإصلاح وضاء كلما أشرق المجتمع بنور الهداية والرشاد، ولا غرو أنهم على اختلاف مناصبهم وقنوات إصلاحهم مبددون لدياجير الظلام والضلال ونحوها مما لا يجعل المجتمع يسير وفق نهج الله ورسوله.
ومتى ما توقف أولئك المصلحون عن الإصلاح تهاوى بنيان المجتمع وتصدع، وقضية الزواج من أكبر قضايا المجتمع التي يقع على الدعاة والمصلحين الجانب الكبير في الدعوة إليه ومعالجة ما يشوه صورته من غلاء في المهور أو طلاق أو مشاكل أخرى مما هي ملموسة في مجتمعاتنا وبلا شك إن وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية بالإضافة إلى منابر المساجد وأروقة المدارس والجامعات قد قامت وفي بلدنا هذا خاصة بالعناية بهذا الجانب معطية إياه جل الرعاية والاهتمام مما يجعلنا تحت مثل هذه الوسائل في مختلف أرجاء وطننا الإسلامي للسير على مثل هذا النهج سائلاً من الله العلي القدير للجميع العون والتوفيق.
20- الوضع الصحي
تحدثت إلى أحد طارحاً فكرة الزواج عليه، فما كان منه إلا أن أخذ في التأفف تارة وفي التأوه تارة أخرى.. أطرقت قليلاً ثم سألته ولم كل هذا؟ فما كان منه إلا أن أطلعني على سر أمره شاكياً خبر حاله في العزوف عن الزواج، قال لي:
إن رغبتي في الزواج كبيرة وتطلعي إلى الاستقرار والراحة النفسية أكثر تطلعاً لكنني أعاني من مشكلة صحية كانت حجر عثرة أمام إقدامي على الزواج ونظراً لقربي النفسي من ذلك الشخص فقد أبان لي تلك المشكلة التي تكمن في عدم قدرته على الإيلاج لاعتلال في صحته، وقد كانت هذه المشكلة سبب فشله في الزواج لمرتين، إن مثل هذه المشكلة وغيرها من المشاكل الصحية سواء النفسية منها أو العضوية كثيراًَ ما تكون عائقاً لأي من الجنسين في الإقدام على الزواج.
الخاتمة
الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، أحمده حمداً كثيراً على توفيقه وامتنانه، وأشكره عدد خلقه، ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته على تيسيره، والصلاة السلام على الهادي الأمين محمد بن عبد الله.. أما بعد:
فما تحدثت عنه فيما سبق هي تلك العراقيل أو المعوقات التي تقف عائقة أمام الراغبين في الزواج وهذا الموضوع بلا شك كبير ومهم يجب أن يلقى من المختصين ومن ذوي الشأن العناية والاهتمام، فهو موضوع شائك يحتاج إلى بحث دقيق ودراسة مستفيضة لا يفي حقه لتعرف مسبباته ونتائجه وعلى ضوئها توضع الحلول المناسبة للتخلص من شرك تلك العراقيل والمعوقات.. وإنني أهمس في أذن الراغبين في الزواج ألا يجعلوا تلك العقبات سداً دون تحقيق الزواج، لأن الكثير منها لهم الدور في جعلها أمام طريقهم وما كانت خارجة عن إرادتهم فعليهم الأخذ بالأسباب لتذليلها. ويعلموا أنه لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس، وأن من سار على الدرب وصل