بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على سيد المرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الإخوة الكرام :
يقول المولى عز وجل في سورة محمد الآية 24
"أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها"
واستجابة لهذه الدعوة الكريمة نبدأ موضوعنا وهو يتعلق هذه المرة ببعض اللطائف القرآنية
والتي قد تصل إلى درجة الإعجاز القرآني .
وتحديدا يتعلق هذا الموضوع بواحدة من أهم قواعد لحام المعادن
ولعله من أكثر الأخطاء شيوعا عند الذين لا يحسنون لحام الأسلاك إنهم يقومون بإذابة القصدير ثم وضعه
على الأسلاك الباردة فتكون الوصلة غير جيدة وعادة ما تظهر كأنها كرة من القصدير محيطة بالسلك
والطريقة الصحيحة في اللحام هي تسخين السلك المراد لحامه ثم وضع القصدير عليه ليذوب بفعل حرارة
السلك فتكون الوصلة قوية وشكلها مفلطح ومتماسك .
ونفس الشيء ينطبق على لحام الأكسجين فمن يمعن النظر في الحدادين وهم يقومون باللحام سيلاحظ إنهم
يحمون القطع المراد لحامها أولا ثم يلصقون عليه سلك النحاس فتتم عملية اللحام وتكون الوصلة قوية
ما علاقة هذا الموضوع بالقرآن العظيم؟
إن ما ذكرته لكم وارد في كتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
وهو دليل آخر على إن هذا الكتاب هو حق نزل بالحق من عند الحق جل جلاله
وكيف لنبي امي أن يعرف مثل هذه الأمور الدقيقة وهو يعيش في قوم يشتغلون بالتجارة والزراعة والرعي ؟
حتى لا أطيل عليكم فالآية الكريمة التي تلخص ما ذكرته لكم سابقا واردة في سورة الكهف
في قصة ذلك العبد الصالح ذي القرنين في الآية رقم 96
{آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتوني أفرغ عليه قطرا}
سبحانك ربى بحمدك
وغفرانك على تفريطنا في التدبر في كتابك العزيز
فالمعنى واضح
والإعجاز بيّن
والقاعدة الصحيحة في لحام ذلك السد هي في تسخين قطع الحديد أولا حتى تصبح نارا ثم يصب عليها القطر
وهو إما أن يكون نحاسا أو قصديرا أو خليط منهما .
سبحان الله وبحمده
والصلاة والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله
أشهد انك بعثت بالحق وان هذا القرآن منزل من عند عليم خبير
"أفـلا يتـدبرون الـقـرآن ولـو كـان من عـنـد غـيـر اللـه لوجـدوا فيه اختلافا كثـيرا " النساء الآية 82
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته