شرح العقيدة الوسطية للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
قال هنا في بيان هذا الاعتقاد: " وهو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والإيمان بالقدر خيره وشره ".
اعتقاد أهل السنة والجماعة مبني على هذه الأركان التي بينها الشيخ -رحمه الله تعالى- في هذه الكلمات, وهذه الكلمات هي أركان الإيمان التي جاء الأمر بها في الآيات وفي الأحاديث الصحيحة، قال جل وعلا: {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين}, فذكر هذه الخمسة, وقال جل وعلا في آخر السورة نفسها: {كلٌ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله}, وقال جل وعلا في القدر: {إنا كل شيء خلقناه بقدر}, وقد جاءت هذه الستة في حديث جبريل المشهور وهي أركان الإيمان حيث سأل جبريل النبي عليه الصلاة والسلام فقال: أخبرني عن الإيمان ؟ فقال: ((الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر, وبالقدر خيره وشره)) من الله تعالى, هذه الأركان الستة هي أركان الإيمان، والإيمان إذا قرن بالإسلام فيعنى به الاعتقاد الباطن, وهذه الرسالة فيها ذكر الاعتقاد, اعتقاد أهل السنة والجماعة فتحصل أن الإسلام يعني به الأمور الظاهرة والإيمان يعنى به الأمور الباطنة, يعني أمور اعتقاد القلب, وهو مبني على أركان ستة: الأول: الإيمان بالله, الثاني: الإيمان بالملائكة الثالث:الإيمان بالكتب الرابع: الإيمان بالرسل, الخامس: الإيمان بالبعث بعد الموت أو الإيمان باليوم الآخر, السادس: الإيمان بالقدر خيره وشره من الله تعالى...
الإيمان ما هو قال هنا: ((وهو الإيمان ))، يعني: اعتقاد أهل السنة والجماعة هو الإيمان، الإيمان له معنى في اللغة وله معنى في الشرع؛ لأنه من الألفاظ التي نقلت من معناها اللغوي إلى معنى شرعي مثل الصلاة والزكاة ونحو ذلك، فأما معناه في اللغة: فهو التصديق أو التصديق الجازم كما قال تعالى مخبراً عن قول إخوة يوسف لأبيهم: { وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين } يعني:ما أنت بمصدقنا ولو كنا صادقين، فالإيمان في اللغة هو: التصديق، آمن لفلان يعني: صدقه, آمنت لكلامك يعني: صدقت لكلامك بحيث أنه لا ريب عندي فيما أقول.
أما معناه في الشرع: فإن الإيمان:قول وعمل قول القلب وعمل القلب وكذلك قول اللسان وقول القلب وعمل الجوارح والأركان فإذاً الإيمان في اللغة له معنى أما في الشرع فالزيادة على معناه اللغوي أنه له موارد القلب والجوارح قول وعمل، حصّل هذا أهل العلم بقولهم: إن الإيمان في الشرع هو القول باللسان, يعني: بشهادة التوحيد والاعتقاد بالجنان، الاعتقاد المفصل الذي سيأتي هنا, والعمل بالجوارح والأركان فهذا هو معنى الإيمان في النصوص وهو المراد بالإيمان عند أهل السنة والجماعة.
قول القلب هو اعتقاد القلب، الإيمان قول وعمل قول القلب وقول اللسان وعمل القلب وعمل الجوارح والأركان هذه أربعة أشياء تحتاج إلى تفصيلها قول القلب: هو اعتقاده, لا بد من أن يكون ثَمَّ قول وهو اعتقاد القلب, اعتقادات القلب هي أقواله؛ لأنه يحدِّث بها نفسه قلباً فهو يقولها في قلبه، فأقوال القلب هي الاعتقادات وهي التي ستأتي مفصلة في هذا الكتاب.
قول اللسان بالشهادة لله بالتوحيد بقول: (لا إله إلا الله محمد رسول الله), ثم عمل القلب, عمل القلب أوله نيته وإخلاصه، أنواع أعمال القلوب من التوكل والرجاء والرغب والرهبة والخوف والمحبة والإنابة والخشية ونحو ذلك من أنواع أعمال القلوب، عمل الجوارح بأنواع الأعمال مثل:الصلاة والزكاة والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحو ذلك من الأعمال، هذا هو الإيمان, بعضه, بعض هذا الإيمان هو قول القلب الذي هو اعتقاداته، وهذا هو الذي سيأتي تفصيله في هذه الأركان فإذاً هذه الأركان *[هي أركان الإيمان وهي بعض الإيمان، هي الأركان التي يقوم عليها الإيمان, إذا تحققها] المعتقد لها فإنه سيتبع قول اللسان سيتبع بعد ذلك عمل القلب سيتبع بعد ذلك عمل الجوارح والأركان وكلها من حقيقة الإيمان.
قال هنا (( وهو الإيمان بالله وملائكته ))،الإيمان بالله قبل أن ندخل فيه, هذه الستة تفصيلها في هذه الرسالة إما باقتضاب أو بتفصيل أولها: الإيمان بالله, الإيمان بالله يشمل أشياء الأول: أول درجات الإيمان بالله أن يؤمن بأن الله جل وعلا موجود, بأن له ربا موجودا وأنه لم يوجد من عدم وأن لهذا الملكوت موجد, هذا أول درجات الإيمان بالله.
الثاني: أن يؤمن بأن هذا الذي له هذا الملك أنه واحد فيه واحد في ربو بيته لا شريك له في ملكه يحكم في ملكه بما يشاء لا معقب لحكمه ولا مراجعَ له في أمره جل وعلا, نعني بالمراجع: عدم المنفذ في أمره جل وعلا وهذا هو الذي يُعنى به توحيد الربوبية.
الثالث: الإيمان بأن هذا الذي له ملكوت كل شيء وأنه صاحب هذا الملك وحده دونما سواه الذي ينفذ أمره في هذا الملكوت العظيم, أن له الأسماء الحسنى والصفات العلى, له النعوت الكاملة له, الكمال المطلق بجميع الوجوه الذي ليس فيه نقص من وجه من الوجوه بل له الكمال في أسمائه, له الكمال في صفاته, له الكمال في أفعاله, له الكمال في حكمه في بريته وفي خلقه, وهذا هو الذي يعنى بتوحيد الأسماء والصفات, ويعتقد مع ذلك أنه في تلك النعوت وتلكم الصفات أنه ليس ثم أحد يماثله فيها ولا يكافؤه فيها كما قال جل وعلا: { هل تعلم له سميا }, وكما قال جل وعلا: { ولم يكن له كفواً أحد }, فليس له جل وعلا مثيل ولا كفء ولا نظير ولا ند ولا عدل تبارك ربنا وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
الرابع: وهو الأخير, وهو المهم الأعظم في الإيمان بالله، الإيمان بأن هذا الموجود الذي له الملك وحده دونما سواه والذي له نعوت الجلال والجمال والكمال على وجه الكمال أنه هو المستحق للعبادة وحده دونما سواه وأن كل ما سواه فلا يستحق شيئاً من العبادة، وأن أنواع العبادات عبادة القلب أو عبادات الجوارح -أن المستحق لها بقليلها وكثيرها هو الله جل وعلا وحده دونما سواه، فمن أتى بهذه الأربعة فقد أتى بالإيمان بالله الذي هو ركن من أركان الإيمان ومن ترك الأولى منها فهو ملحد لا شك يتبع ذلك أنه لا يعتقد شيء بعد ذلك, وكذلك من أشرك في الربوبية من لم يعتقد الربوبية الكاملة لله جل وعلا وحده فإنه يتبع ذلك, وكذلك من لم يوحد الله جل وعلا في العبادة فإنه لا يسمى مؤمناً بالله ولو كان يعتقد أن الله جل وعلا موجود وأن له الربوبية الكاملة له وحده دونما سواه وأنه ذو الأسماء الحسنى والصفات العلى, فإذا لم يوحد الله جل وعلا في العبادة في نفسه أو أقر عدم توحيد الله جل وعلا بتصحيحه لذلك أو بتجويزه له فهو لم يؤمن بالله.
بقي الثالث: وهو توحيد الأسماء والصفات, هل من لم يؤمن بهذا نقض عدم إيمانه بذلك، إيمانه أصلاً فيصبح كافراً؟!،يقال: من لم يؤمن بتوحيد الأسماء والصفات ففي حقه تفصيل، تفصيله يأتي إن شاء الله تعالى في هذه الرسالة لأن شيخ الإسلام, هذه الجملة وهي الإيمان بالله، سيأتي بعد قليل ويقول: (( ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه )) وسيذكر الإيمان بالأسماء والصفات من الكتاب والسنة على وجه التفصيل. نرجئ تفصيل هذا الحكم إلى موضعه، إذاً من أنكر توحيد الأسماء والصفات يعني من لم يثبت لله جل وعلا جميع الأسماء والصفات أو قال بالتشبيه في بعض المواضع أو نحو ذلك فهل يقال: إن هذا ليس بمؤمن بالله؟ ليس بمؤمن بهذا الركن؟ الجواب ثم تفصيل يأتي في موضعه إن شاء الله وهو من المهمات لأن من الناس من غلا في هذا الجانب وكفر بالإخلال بشيء من أفراد توحيد الأسماء والصفات.
الثاني من أركان الإيمان: الإيمان بالملائكة، والملائكة: جمع ملأك, وتخفف إلى ملك, وأصل ملأك: مألك من الأُلوكة وهي الرسالة الخاصة كما قال الشاعر:
ألكني إليها وخير الرسول أعلمهم بنواحي الخبر
يعني: أرسلني إليها برسالة خاصة, تقول العرب:له ألوكةٌ وألكْنى, وألكَنى إذا أرسل برسالة خاصة, والملائكة: جمع مألك أو ملأك وهم المرسلون برسالة خاصة من الله جل وعلا، فإذاً مبنى هذا الاسم على الإرسال, والملائكة هم الموكلون من الله جل وعلا المرسلون في تصريف ملكوته فهم موكلون بتصريف ملكوت الله جل وعلا كما قال سبحانه: { قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم}والإيمان بالملائكة مرتبتان:
إيمان إجمالي, وإيمان تفصيلي، والإيمان الإجمالي: هو المعني بهذا الركن, ومعنى الإيمان الإجمالي أن يؤمنَ العبدُ بأن لله جل وعلا خلقاً وهم الملائكة وأنهم مطهرون عباد مكرمون ليسو بمعبودين ولا يستحقون ذلك وأن الله جل وعلا خصهم بأنواع من الرسالات لإنفاذ أمره في خلقه, وهذه الأخيرة قد تدخل في التفصيل, الإيمان التفصيلي،فمن اعتقد هذا الإيمان الإجمالي وهو أن لله جل وعلا خلقاً هم الملائكة وأنهم مطهرون لا يعصونه لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون وأنهم عبيداً لله وليسو بمعبودين فقد حقق هذا الركن, أتى بهذا الركن, وهذه هي المرتبة الإجمالية يعني من اعتقد هذا من العوام أو غيره إذا سألته هل تؤمن بالملائكة؟ فقال نعم الملائكة موجودون، يُعبدون أو يَعبدون الله قال يَعبدون الله حقق هذا الركن،المرتبة الثانية:الإيمان التفصيلي: وهي الإيمان بكل ما أخبر الله جل وعلا به في كتابه أو أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في السنة من أحوال الملائكة وصفاتهم وخلقهم ومميزاتهم وما وكِّلوا به وأنواع مهماتهم ونحو ذلك.هذا الإيمان تفصيلي يلزم العبد الإيمان به إذا علم النصَّ في ذلك فإذا علم النص،وجب عليه الإيمان بما جاء في النص من هذا لأنه أمر غيبي ومن لم يصل إليه النص فإنه لا يكون ناقضاً لإيمانه بالملائكة إذا كان قد أتى بالإيمان الإجمالي،لأن الإيمان التفصيلي يختلف فيه الناس وهو تبع العلم، فمثلاً لو سألت عامياً وقلت له: تعرف إسرافيل؟ هل تؤمن بإسرافيل؟ فقال: ما أؤمن بإسرافيل من إسرافيل هذا؟ ما أؤمن.قال: ملك من الملائكة،قال:ما في ملك اسمه إسرافيل،فهذا لا يعد كافراً منكراً لوجود هذا الملك إلا إذا عُرِّف بالنصوص وعُلِمَ بها إعلاماً يكون الجاحدُ له كافرا فيكون بعد ذلك ليس بمؤمن بهذا الملك وهذا مرجعه إلى تكذيب النصوص لا عدم الإيمان بالملائكة لأنه قد يكون مؤمنا بجنس الملائكة لكن ليس مؤمناً بهذا على هذا الوجه فيكون مكذباً للنص فيعرَّف ويعلَّم،فإن أنكر كفر.
الملائكة أنواع: منهم الموكلون بالمطر, منهم الموكلون بالموت، فالموكل بقبض الأرواح ملك من الملائكة، اسمه عند أهل الكتاب عزرائيل، وفي بعض الآثار أو بعض المقاطيع سمي ( عبد الرحمن ) هذا هو الموكل بقبض أرواح العالمين كما قال جل وعلا: { قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم }, وتحته أيضا ملائكة هو رئيسهم وهو كبيرهم، تحته ملائكة يتوفون الناس يأمرهم فيقبضون الأرواح كما قال جل وعلا: { توفته رسلنا وهم لا يفرطون }. كذلك منهم الموكل بتبليغ الوحي من الله جل وعلا للرسل أو بتبليغ الوحي من الله جل وعلا للملائكة وهو جبريل عليه السلام, ومنهم الموكل بالقطر والحياة على الأرض وهو ميكائيل ومنهم الموكل بالنفخ في الروح وإعادة الحياة, وهو إسرافيل وهؤلاء الثلاثة وهم جبريل وميكال وإسرافيل هم أشرف الملائكة وهم سادة الملائكة، هذا كله من الإيمان بالتفصيل، الإيمان التفصيلي، وهذا قد ألفت فيه مؤلفات ترجعون إليها في أوصاف الملائكة في خلقتهم وفي منازلهم وفي أحوالهم وفي أعمالهم وفي عباداتهم وما وكلوا به من الأعمال، ومن أحسن ما كتب في هذا كتاب ( عالم الملائكة الأبرار ) للدكتور الأشقر فإنه جمع فيه جمعا حسناً طيباً وتحرى الصواب في كثير من مباحثه.
الركن الثالث: الإيمان بالكتب, والإيمان بالكتب أيضاً له مرتبتان: إيمان إجمالي وإيمان تفصيلي, وكذلك الإيمان بالرسل له مرتبتان: مرتبة إيمان إجمالي وإيمان تفصيلي على نحو ما ذكرنا في الملائكة. وحبذا لو ترجعون إلى تفصيل ذلك حتى ما نطيل في تفصيله والبحث فيها معروف مشهور، ومن أحسن من ذكر تفصيل ذلك الشيخ حافظ الحكمي في كتابه ( معارج القَبُول ) فلو رجعتم إليه لمعرفة المعنى الإجمالي للكتب والمعنى التفصيلي، المعنى الإجمالي للرسل والمعنى التفصيلي، وما يحصل به الكفر من ذلك وما لا يكون عدم المعتقِد له كافراً يرجع فيه إلى ذلك لأجل اختصار الوقت.
هنا مناسبة وهو أن الإيمان بالله هو الأصل، هو المقصود والملائكة هم الواسطة بين الله جل وعلا وبين خلقه، فهم الذين ينـزلون بالوحي إلى الرسل، وينـزلون بالكتب وبالشرائع، ولهذا رتبت هنا أحسن ترتيب فقدِّم الإيمان بالله لأن منه جل وعلا المبتدأ وإليه المعاد والإيمان به هو المقصود وكل أمور الإيمان هي كالتفريع للإيمان بالله، والملائكة لأنهم يأخذون الوحي من الله جل وعلا ويسمعونه فينقلونه إلى الرسل وينـزلون بالكتب فثلث بالكتب ثم الرسل فالترتيب بين هذه الأربعة إيمان بالله، ملائكته؛ لأنهم هم الواسطة، الكتب؛ لأن الملائكة تنـزل بها الرسل لأنهم هم ختام هذه السلسلة ثم الرسل ينقلونها إلى الناس.
ثم لا بد من الإيمان بالبعث بعد الموت, الإيمان باليوم الآخر وهو الإيمان بالموت وما بعده إلى أن يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، الإيمان بالبعث بعد الموت، وهذا الإيمان بالبعث بعد الموت يأتي تفصيله إن شاء الله تعالى في هذه الرسالة فقد أطال عليه شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في موضعه، فيدخل في الإيمان بما بعد البعث جميع ما يحصل في عرصات القيامة حتى دخول أهل الجنة الجنة وأهل النار النار.
(( والإيمان بالقدر خيره وشره )) ، يعني: الإيمان بأن الأمور التي تجري في ملكوت الله وإنما هي بقدر سابق بعلم سابق ليست عن غير علم من الله وعن غير تقدير من الله بل كل شيء بقدر كما قال جل وعلا: { إنا كل شيء خلقناه بقدر }, ويأتي تفصيل هذه الجملة في موضعها في هذه الرسالة.
هذه أركان الإيمان الستة عند أهل السنة، وأما عند غير أهل السنة ونعني بغير أهل السنة المعتزلة والرافضة والخوارج ومن شابههم من لم يدخل في الالتزام بالسنة بوجه عام فهؤلاء عندهم أصول الإيمان غير هذه الستة، فهذه الستة هي أصول الإيمان عندنا وهي التي تنبني عليها العقيدة عندنا وكل ما في الاعتقاد تفصيل لها، أما عند أهل الاعتزال فأصول الإيمان عندهم خمسة مشهورة بالأصول الخمسة عند المعتزلة وهي: التوحيد والعدل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, والمنـزلة بين المنـزلتين, ذكرنا الخمسة التوحيد والعدل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمنزلة بين المنزلتين, وإنفاذ الوعيد.
وأما الرافضة فعندهم الأصول أربعة أصول الإيمان أربعة، أركان الإيمان التي تنبني عليها عقيدتهم أربعة وهي: الإمامة والنبوة والعدل والتوحيد، ويرتبونها هكذا: التوحيد، العدل،النبوة،الإمامة.
فإذا أردت أن تعرف معتقد أهل السنة والجماعة فمعتقدهم تفصيل لهذه الستة، ومعتقد المعتزلة تفصيل لتلك الخمسة، ومعتقد الرافضة تفصيل لتلك الأربعة. بعض السلف زاد على هذه الأركان، قال: والإيمان بالجنة والنار، والإيمان بالجنة والنار هو من الإيمان باليوم الآخر.
هذه خلاصة لمعنى هذه الجمل التي ذكرها شيخ الإسلام رحمه الله تعالى أسأل الله أن ينفعني وإياكم بما سمعنا وأن يزيدنا علما وهدى واهتداء وأن يوفقنا للعلم النافع والعمل الصالح وصلى الله وسلم على نبينا محمد.