بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف
الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله
وصحبة أجمعين أما بعد: اعلموا أن
الزمان لا يثبت على حالٍ واحد في هذه الدنيا
الفانية ،فتارةً فقر ، وتارةً غنى ، وتارةً مرض ، وتارةً عافية ، وتارةً
معاصي ومهلكات ، وتارةً طاعات ومنجيات ،
ولكن السعيد من لازم أصلاً واحداً على كل حالٍ وهو تقوى الله سبحانه
وتعالى ، نعم تقوى الله تعالى لأن التقوى أصل السلامة ، وحارسٌ لا ينام
لأن أكرم الناس أتقاهم لله تعالى{ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ
عَلِيمٌ خَبِيرٌ } سورة الحجرات الآية (13)
عن أبي ذر ومعاذ بن جبل _رضي الله عنهما_: أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: (( اتقِ الله حَيثُماكُنت، وأتبع السيئةَ الحسنة تَمحُها، وخالق
الناس بخُلُقٍ حسن)). رواه الترمذي وقال حديث حسن وفي بعض النسخ حسن
صحيح
التقوى وصية الله للأولين والآخرين . قال تعالى: { وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ
أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ
مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا} سورة النسساء
(131).
ومعنى التقوى : أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقاية
تقية منه ،
فتقوى العبد لربه أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من ربه من غضبه وسخطه
وعقابه وقاية تقيه من ذلك ،
سأل رجل أبا هريرة رضي الله عنه ما التقوى؟ قال: هل أخذت طريقاً ذا
شوك ؟ قال: نعم. قال : فكيف صنعت . قال: إذا رأيت الشوك عدلت عنه
أو جاوزته أو قصرت عنه. قال: ذاك التقوى .
وقال الإمام أحمد : التقوى هي ترك ما تهوى لما تخشى .
ويتقي الإنسان ربه بفعل الطاعات واجتناب المعاصي .
خلِّ الذُّنوبَ صَغِيرَها ..... وكَبِيرَها فَهوَ التُّقَى
واصْنَعْ كماشٍ فَوْقَ أَرْ ..... ضِ الشَّوْكِ يَحْذَرُ ما يَرَى
لا تَحْقِرَنَّ صغيرةً ..... إنَّ الجِبَالَ مِنَ الحَصَى
تقوى الله يكون في السر والعلن (( اتقِ الله حيثما كنت )) ولم يقل اتقِ الله
أمام الناس وإذا كنت لوحدك إفعل ما شئت فلا تجعل الله أهون الناظرين
إليك ، ثم إياك أن تنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر إلى عِظم من تعصي،
ألم تعلم بأن الله يراك في السر والعلن؟
ألم تعلم أن الله يعلم السر لا بل وأخفى ؟
تذكر وأنت تعصي الله أن الله يراك كيف تعصي الله وهو يراك ولو كان أحد
الناس يراك ما فعلت المعصية.
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل ... خلوت ولكن قل عليَّ رقيبُ
ولا تحسبن الله يغفل ساعة .... ولا أن ما يخفى عليه يغيبُ
تخاف من الناس ولا تخاف من الله هل تظن أنك تخادع الله لا والله إنك تخادع
نفسك.
لكن المؤمن الكامل إيمانه يتقي الله في السر والعلن وهو المؤمن السعيد
لأن السعيد من أصلح ما بينه وبين الله ، فإنه من أصلح ما بينه وبين الله
أصلح الله ما بينه وبين الناس .
لماذا لا تصلح ما بينك وبين ربك ؟ جاوب بصدق واعلم أنك قد تموت اليوم
فلا تسوف وتعوذ من الشيطان ثلاث مرات عن شمالك وقم وصلي ركعتين وتب
إلى الله ، واعلم أن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ،
اعلم أن الله يفرح بتوبة عبده
حاسب نفسك لأنك غداً ستحاسب !!
فلازم التقوى في كل حالٍ فأنك لا ترى في الضيق إلا سعة وفي المرض إلا
عافية .
ما جزاء المتقين؟؟
بعد ما تعرفنا على التقوى نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتقين آمين
جزاء المتقين
1-معية الله تعالى للمتقين قال تعالى { إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا
وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ } سورة النحل الآية (128) .
2- محبة الله تعالى للمتقين عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( إن الله يحب العبد التقي الغني
الخفي )) مسلم (2965) .
3- مغفرة الذنوب وتكفير السيئات قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ
وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } سورة الأنفال الآية (29) .
4- تفريج الكربات ونيل الأرزاق قال تعالى { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا
(2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ
اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا } سورة الطلاق الآية (3) .
5- دخول الجنات والتنعم بطعام الجنة وشرابها ولباسها والحور العِين
قال تعالى { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51)
فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52)
يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ (53)
كَذَٰلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (54)
يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ (55)
لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَىٰ ۖ وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (56)
فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } سورة الدخان الآية (57) .
يا من يريد الفلاح في الدنيا والآخرة عليك بتقوى الله
يا من يريد الفوز بالجنان والنجاة من النيران عليك بتقوى الله
شمر على ساعدك وابدأ من الآن بتقوى الله
اللهم اجعلني ومن قرأ هذا الموضوع من المتقين اللهم آمين آمين قولوا
آمــــــــــــــــيـــــــــــن
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين .