(مبروك ربحت مائتي ألف ريال نقداً.. اتصل وسجل بياناتك واحصل على جائزتك فوراً).. يا جماعة الخير ناظرت الرقم المسجل مرتين وثلاث وتمقلت فيه زين.. إلا متأكد.. مائتي ألف ريال وليس ألفين أو عشرين ألف ريال.. رجعت مرة ثانية وثالثة وقريت الرسالة.. واضحة.. وصريحة ما فيها كلام.. ربحت يعني ربحت.. اتصل وخلصنا..
توكلت على الله واتصلت عشان أسجل البيانات اللي طلبوها ولا تسأل عن المشاعر التي انتابتني قبل وأثناء إجرائي للاتصال.. فرح.. سرور.. ترقب.. آمال.. وش أبسوي بها المائتين ألف ريال أبسدد ديوني وأبشتري سيارة.. وأبصلح البيت.. الخ.. و.. و.. ما أبغى أطول أكثر.. بعد اتصالي.. رد علي مسج يبارك لي فوزي المستحق بهذا المبلغ.. وأن حظي الطيب دون سواي!! هو ما جعل الحاسب يختارني للفوز بهذه الجائزة!! طلب المسج بياناتي الشخصية.. اسمك.. وسنك وعنوانك.. بعد أن انتهيت من هذه المرحلة.. جاءتني مرحلة أخرى.. ومسج أطول يطلب مني خيارات أخرى.. رقم هاتفك.. رقم هاتف شخص آخر تعرفه واسمه.. المدينة التي تسكنها.. الفريق الذي تشجعه!! لونك المفضل.. ما بقي إلا يسألون عن لون الجزمة التي أرتديها - أجلكم الله - ألقيت نظرة سريعة على زمن الاتصال وإذا هو تجاوز العشر دقائق.. (والساعة بخمسه جنيه والحسابة بتحسب).. المهم أني أمام طموح الوصول للمائتي ألف ريال لم يثنن أي شيء وقلت لنفسي ماذا يهم اتصال بمائة أو مائتي ريال وفي النهاية أحصل على 200.000 ريال معناها ربحان.. يا ولد واصل.. واصلت.. وكلي شوق وهمة للوصول لنهاية هذا المسج.
بعد انتهاء هذا المسج.. الممل.. سمعت صوت موسيقى سمعية.. كأنها تبشرني بفوزي بهذا المبلغ.. انتظرت.. وإذا بصوت المسج يعود مرة أخرى ليحدد لي عشرين سؤالاً أجيب عليها بصح أو خطأ بواسطة أرقام الهاتف.. وفي حالة إجابتي الصحيحة عليها سأحصل على مبلغ الجائزة.. (أشوف اللهجة تغيرت شوي).. بس قلت يا ولد ما عليك.. الجماعة يختبرون قوة تحملك خلك جمل وواصل.. واصلت بكل همة ونشاط.. والحق يقال كانت الأسئلة سهلة وبسيطة.. وأجبت عنها كلها.. وإذا بصوت مسج آخر يبارك لي (مبروك لقد اجتزت المرحلة الأولى بنجاح.. إذا أردت المواصلة اضغط على الرقم واحد)..ارتفع ضغطي.. وضغطت على الرقم واحد.. وبنفس الطريقة الأولى كانت الأسئلة الثانية.. لكنها أكثر دقة وصعوبة.. وكل ما اجتزت مرحلة دخلت في أخرى.. وهكذا كان.. وأخيراً.. يأتي صوت المسج ليقول لي نعتذر لك لقد خسرت.. حاول مرة أخرى...
هذا ملخص للموقف الذي تعرض له صديقي وأجزم أن كثيرين غيره تعرضوا لمثل هذه المواقف والرسائل.. من ربح مائتي ألف ريال إلى ربح سيارة مرسيدس إلى سيارة بورش.. الخ.. بقي أن نذكر أن سعر دقيقة الاتصال بهذه الخدمة عشرة ريالات..
نتوجه بالسؤال لأهل الحل والعقد والمسؤولين في شركة الاتصالات السعودية ووزارة التجارة.. من المسؤول؟! ومن المستفيد؟!.. ومن الضحية؟؟!!
منقول عن الضحيه