تطبيق البصمة بالهويات السعودية.. فكيف تعمل؟!
أكدت تقارير إخبارية سعودية أن مشروعاً قيد التنفيذ من قبل وزارة الداخلية سيقوم باستبدال الصور الشخصية بالبصمة، وذلك في الهويات المحلية من أجل التحقق من الشخصية.
وجاء ذلك المشروع بشكل أساسي لخدمة المواطنات اللاتي لا يفضلن استعمال الصورة، لكنه سيتضمن حسب صحيفة الشرق السعودية إدخال بصمات المواطنين والمواطنات.
وسيتولى مركز المعلومات الوطني السعودي تنفيذه تحت رقابة وزارة الداخلية التي تتوقع تسجيل وإدخال بيانات أكثر من 80% من أفراد المجتمع السعودي.
وقال نايف بن ناشي الظفيري المستشار السابق بديوان المظالم السعودي عن المشروع بأن في حال تطبيقه سيساهم في الكشف عن بعض القضايا الجنائية التي تهدد أمن الوطن وقضايا الإرهاب، مشيرا إلى إن الإرهابيين كثيراً ما تنكروا في أزياء النساء.
وكان مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل شيخ طالب باستبدال الصور الشخصية للطالبات في البطاقات الجامعية بالبصمة “إن كان ذلك ممكنا”، موضحا أن ذلك “أفضل”، ولكن كيف تعمل تلك التقنية؟!.
إستعمال دولي
تلك التقنية معمول بها في كثير من الدول، وكانت مؤخراً وتحديداً منتصف العام الماضي، قضت محكمة استراليا باستخدامها للسيدات اللواتي يرتدين النقاب، خاصة بعد أن طالبت الشرطة الاسترالية بحل لعدم قدرتها على الكشف عن هوية هؤلاء السيدات باستخدام بطاقة الهوية العادية خاصة مع رفضهن الكشف عن النقاب وعدم قدرة الشرطة على إجبارهن على ذلك لعدم التعدي على حرياتهن الشخصية.
وجاءت الموافقة على استخدام التقنية بعد توصية من مايك جالتشر مدير الشرطة بولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية، الذي طلب تغيير سياسة التعرف على الشخصية في الهويات القومية.
ولا تحتاج التقنية لكي تعمل سوى لجهاز قارئ للبصمة سواء من الأصبع أو من الهوية القومية، لكي يظهر لضابط الأمن أو المسئول أي كان، كافة المعلومات المتاحة عن صاحب البصمة.
وتعتمد تقنيات قراءة البصمة بشكل أساسي على النتوءات الموجودة في بصمة كل شخص والتي يستحيل تطابقها بنسبة 100% بين شخصين حتى وإن كانا تؤام متطابق الشكل.
وهناك نوعين منتشرين من أنظمة قراءة البصمة وهي أنظمة القراءة الضوئية وأنظمة القراءة الكهربائية، ويختلف النظامين بشكل كبير في طريقة عملهما.
القراءة الضوئية
ويناسب نظام القراءة الضوئية أجهزة التحقق من بطاقات الهوية الموضوع عليها البصمة لأنه يقوم بأخذ صورة ضوئية كآلات التصوير الرقمي ويضاهيها بالبصمات الأصلية الموجودة بقاعدة البيانات.
وكالكاميرات الرقمية يحتوي هذا النظام على قارئ ضوئي ذو أشعة ثنائي Light emitting diodes، بجانب حساسات للضوء (Photosites) تقوم بتسجيل كل نقطة (Pixel) من الضوء الساقط من الصورة المسجلة سواء النقاط المضيئة او المظلمة، والهدف هو تصوير النتوءات الموجودة بالبصمة لصنع نسخة تحول لقارئ الإشارة الذي يضاهي البصمات.
وترفض تلك الانظمة أي صورة غير واضحة أو مظلمة كوسيلة لتخطي محاولات تزييف البصمة أو وضع بصمة تم تصويرها من مصدرها الأصلي (بطاقة الهوية)، ويظل النظام يرفض البصمة حتى يتم وضع صورة واضحة للبصمة مع إضاءة مناسبة لمقارنة النتوءات.
ولكن مع قليل من الاحترافية في تصوير وطباعة البصمة يمكن تزييفها وخداع تلك القراءة الضوئية للبصمة، لذا تفضل تلك الأنظمة للاستخدام في الأماكن التي يتواجد فيها مشرف متخصص في تسجيل ومضاهاة البصمة.
المسح الكمي أو القراءة الكهربائية
أما القراءة الكهربائية فهي تقوم بقراءة فقط البصمة المأخوذة من إصبع بشري وهو نظام أكثر تطوراً وتعقيداً من القراءة الضوئية ويستخدم في الهيئات العالمية التي تحتاج لأنظمة أمنية متطورة يصعب خداعها.
وتتكون الأنظمة العاملة بتلك النوعية من القراءات، من حساس يحتوي على شريحة من الخلايا الرقيقة شبه موصلة بالكهرباء والمزودة بطبقة عازل خارجية لوضع اليد.
وتقوم تلك الخلايا الرقيقة متناهية الصغر، والتي يصغر حجمها عن حجم نتوءات البصمة، بقراءة بصمة الإصبع وتحويلها إلى الـ integrator والذي يمثل المرحلة الثانية من قراءة البصمة.
ويتكون الـ integrator من دائرة كهربائية ومجموعة من أشباه الموصلات والترانزيستورات والمقاومات والمكثفات، ووظيفته تحويل نتوءات البصمة إلى شحنة وجهد كهربي يقوم بقراءتها المعالج الموجود في نظام قراءة البصمة وفصل أجزاء البصمة (نتوءات ومنخفضات) ومن ثم يكون بصمة الأصبع ويضاهيها بقاعدة البيانات.
ولا تستغرق عمليات قراءة البصمة إلا بضع ثوان رغم كثرة العمليات التي تقوم بها أجهزة القراءة، ولا يتم عرض معلومات صاحب البصمة إلا بعد التدقيق والتأكد من صحتها بنسبة لا تقل عن 75%