>
>>>
>>>>
>>>>>>
>>>>>>>>>
>>>>>>
>>>>
>>>
>>
>
>>>>>
يشتكي بعض الناس من عدم قدرتهم على الاستيقاظ لصلاة الفجر رغم حرصهم عليها، وقيامهم بضبط الساعات المنبهة .
وأقول لمن يشتكي مثل ذلك :
قبل أن تضبط ساعتك على الوقت اضبط قلبك على الحب لله ولأداء فرائضه ، إنك إذا أحببت الله فسوف تتشوق للوقوف بين يديه مصلياً خاشعاً.
لقد كان الصالحون قبلنا لا يملكون هذه المنبهات التي ظهرت في زماننا ومع ذلك لم تكن تفوتهم فريضةٌ رغم صعوبة معيشتهم وقلة وسائل الراحة والرفاهية عندهم ، وأنهم بالإضافة إلى ذلك كانوا يُحيون الليل تهجداً وقياماً .
كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون ، ومع ذلك لا تفوتهم فريضة الفجر .
إنها محبة الله في قلوبهم التي جعلت تلك القلوب حيةً بذكر الله ، خاشعةً له ، طالبةً لرضاه ، إنهم وإن أجهدهم السفر على الرواحل إلا أنهم لا يتركون الوتر ، ولا يضيعون الفرض.
لله درها من أجيالٍ مؤمنةٍ صالحة غايتها رضا الله ، وسعيها لما يقربها من محبته ورحمته.
ولقد رأيت من كبار السن من إذا استيقظ أحدهم كان أول سؤالٍ يسألُه عن الأذان : هل أذَّنَ للصلاة ؟
فيا أيها الإخوة و الأخوات إن أردنا أن نكون من التابعين لهم بإحسان فلنحرص على مراجعة أنفسنا ، وتطهير قلوبنا من أي محبة تُنافي محبة الله ، أو تقف عائقاً دوننا ودون ما افترضه علينا ، لنحرص على أن تكون القلوب معلقةً بالمساجد ، توَّاقةً للوقوف بين يدي ربها تناجيه ، وأن تكون الصلاة راحةً لنا لا أن نرتاح منها بأدائها مقتدين في ذلك بنبينا الكريم صلى الله عليه وسلم الذي قال : ( أرحنا بها يا بلال ) .
لنحرص على أن لا يكون سهرنا في المحرمات بل في القيام وتلاوة كتاب الله لنتقوى على أداء فرائض الله ، وليعلم الجميع أن المعاصي سببٌ للحرمان من الطاعات ، قال أحد السلف : حُرمت قيام الليل بسبب ذنبٍ اصبته ، فلله درهم يعرفون الذنب الذي حرموا بسببه لقلة ذنوبهم ، وويحٌ لنا إذ تكاثرت ذنوبنا حتى لم نعد ندري من أين أُتينا.
آهٍ من تلك الجوارح التي اجترحت السيئات من النظر الحرام وغيره من الآثام حتى رانت الذنوب على القلوب فمنعتها من الانضباط لأداء فرائض الله ، وما أحوجنا أن نجدد التوبة والإنابة وأن نستغفر ربَنا لعل تلك التوبة تغسل القلوب من أدران معاصيها فتعودَ لها القوة على الطاعات
منقول