قطعة شوكولاته ذائبة
َ
على ذلك السرير الأبيض تعيش فتاة في عمر الزهور
تتلحف أوجاعها ..
كم تمنت أن تذوق طعم الحياة ..
ولكن القدر سخر لها رجل عجوز ليرأف بحالها
انحنى لها ذات يوم ..
وأخذ يتلمس شعرها الناعم ..
و يتأمل عينيها السوداويتين ..
ثم عطف يديه بين يديها ..
و همس لها بصوت يملئه الحنان
يا ابنتي إن الحياة كقطعة الشكولاتة تلك
تعجبت !!
قالت له:
لكن الشكولاتة ذات لن أسود وقد تكون مررررره ؟!!
ابتسم وأنزل رأسه قليلًا
ثم قال :
بالضبط هي الحياة تارة حلوة وتارة مرة ..
فكرت مليًا ثم قالت :
ولكنها بالنسبة لي كحجرتي هذه
لا تحتوي إلا على أربعة جدران وسرير أبيض
و .. و …
ثم سكتت
فشد على يدها بقوة
و ماذا بعد يا صغيرتي ؟!
أكملي .. !!
رفعت رأسها المطأطأ ونظرت إليه بعينين مليئة بالأسئلة
والدموع تحشر نفسها بين كل سؤال
تهربت من الإجابة و لم تنطق بشيء سوى
” عذراً أنا منهكة و لا أستطيع الحديث “..
فجأة علت أصوات ضحكاتها على صوت العصفور الذي يسكن شباكها !!!
ومرت برهة من الزمن ..
إذ بذلك الرجل العجوز يتفاجأ بتلك الفتاة
ترمي نفسها على الأرض بقوة وتتقوقع داخل نفسها
منهارة من شدة البكاء حتى ذبلت تلك الورود التي تسقيها حزنًا عليها
مشاعر مجنونة تسكنها ربما هي نتيجة الوجع الصامت …
بلغت الفتاة من العمر عتيًا ومازالت كما هي متخشبة ..
ومازالت دموعها تنهمر لم تجف مع مرور الزمن ..
كل ما في الأمر ..
أن شعرها أصبح أبيض ..
وجسمها هزيل ..
أما سريرها فغطته الأتربة …
أيام طويــــــــــــلة من الزمن
والرجل العجوز مازال متكأ على جدران حجرتها
وكله أمل أن تفيق تلك الفتاة من أوجاعها
حتى ماتــت وبجانبها عصفورها الأصفر ..
ووردة حمراء مميلة الغصن متيبسة الأوراق ….
دفنت ..
ودفن بجانبها الرجل العجوز ..
وبيده قطعة شوكولاتة ذائبة !!!