مسكت قلمي هذا اليوم ودموعه تنهمر كالمطر
رحمةً به ورفق بحالي
أغرقت دموعه كتبي
طفح حبره ُ بمكتبي
كتب حتى جف
رثيت حاله ُ
جهشت نفسي معه
مسكته سقط مني
احاول مجدداً بأمساكه
يبتعد راكضاً
لحقت به أخيراً والتقطته من الارض !
جريته ُ علي دفتر
أجد أوراقه تتباعد !!
وأسطرة تتواسع !!
وكلماته تعادي بعضها الاخر !!
كل حرف ينهش بدايته وينهش نهايته !!
كل جملة تكبر حتى لايكون مكان للأخرى ! !
أنظر لصغرى !
وهي قائلةً ( إذا تواسعت القلوب تواسعت الجنوب ) !
حبري ينزف دمً قلمي يمسك رأسهُ من الألم
أرى يداه تتحرك ببطئ شديد
كأنه يحمل اسفاراً واطنان من الحديد
وأمسكه بين يداي من جديد
ويحاول بكل قوةً هي فيه
أن يبتعد ولا يتكلم عن فيه
عليه تصبؤ الأمال
وبه تحيا الاجيال
ياقلمي ياحبيبي
يا أصدق من أصدقائي !
ماذا بك َ حل ؟
راد علي ويلي من كلام الليل !
ألتفت له ُ بذهول ؟!
لماذا أنت همل ؟!
راد علي بقول
هطلت علي كلمات من الويل !
وتساقطت علي أحجار من سجيل !
أقتربت منه ماداً يدي علي خدهي
أعطاني ظهره !
قربت يدي منه مرةً تلو مره
لا شعورياً رجعت يدي لوضعها الطبيعي
به ناراً علي مسطحاته !
رجعت للورى القليل
نظر بي قائل
لماذا بي تتئمل ؟ومشيتك عني تميل ؟
راداً عليه
ياعسى الله يذهب عنك كل هم يزيل
هل تنوي الرحيل ؟
نظر لي بنظرات تذبحني
لم ينطق شيء اسمع خشخشته ولا افهمها
رجع لمكانه الطبيعي
وقال لي
انا حبرك و انت فني
وانا قلمك وانت جميلي
علاقتك خير علاقة
وسأفيك كل عمري
وأياك ألا تفيني كل عمري
وقال لي
ردني لمكاني بجيبك صديقاً لقلبي
قلت له حقاً تريد ذالك ؟
قال مهلاً مهلاً علي نفسك
لقد مملت من بكائي
وأنت تعلم انني بدون قلب
فلماذا أنت تبكي؟ وأنت تملك قلب ؟
أتعلم لماذا أبكي ؟ لأنني أملك قلب( أبكي عليك )
وأنت تبكي من ذالك الأنين الذي بي
نظر لي ببسمة حزن وقال
أبكيك قبل أن تبكيني
فأبيك تحتويني , تحتويني
حبيبي الغالي
جسدك نحيل
سأمليك بكل جليل
وبقائك معي هيل
خلقت منذ الأزل
وستبقى حتى يأتيك الأجل
ستنقش حروفي لتعبر عما بروحي
وتبيد الحزن من جوفي
حبيبي بنهاية كلامي
ترتجف يداي ترتجف قدماي
لم أعد أجد مسكة القلم
فهل من ماسكاً يعلمني كيف أمسك القلم ؟
وهل من مدرباً يعلمني كيف أكون متدرباً في مسكة ؟
وهل من كاتباً يستيطع الكتابة بدون قلم ؟
حبيبي
أنت صديقي الوفي
انتهـــــى