الساعة التاسعة والربع من صباح يوم 25/5/1985 الموافق 16 من رمضان من العام الهجري
1405 كان الموكب المعتاد لصاحب السمو امير البلاد
الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح قادما من قصر دسمان
في طريقة الى قصر السيف متخذا سبيلة الى شارع الخليج
العربي .
وكان الموكب مؤلفا من عدة سيارات تتقدم وتلي سيارة سمو الامير
بحيث كانت في المقدمة سيارة تابعه لادارة المرور تليها احدى سيارات الحرس الاميري ومن خلفها
سياراتان اخريان ثانية تاتي سيارة سمو الامير حيث كان سموه يجلس كعادته في المقعد المجاور
لسائقه ويحف بهذه السيارة من جانبيها والى الخلف قليلا
سيارتان من سيارات الحرس الاميري احدهما من الناحية اليمنى والاخرى
من الناحية اليسرى ثم تاتي من بعد احدى السيارات وحدة الامن الخاص
التابعة للحرس الاميري وتليها السيارة الاحتياطية لسمو الامير
واخيرا كانت سيارة النجدة ..
وقد جرت الترتيبات الامنية الخاصة بسير موكب سمو الامير على ان تصدر الاموار
قبل يغادر للموكب قصر دسمان باغلاق اشارات المرور الضوئية
في وجه السيارات التى تغدو وتروح على جانبي الطريق الذي يسلكه الموكب دائما.
بحيث يضحى خاليا الا من بعضها التى تتسرب من فتحات جانبية فيما بين الاشارات الضوئية
وتكون مهمه السيارات المرافقة للموكب مراقبة هذا الامر
والعمل على تجنب اي اعتراض لمسير الموكب الى ان يصل غايته ..
وفي ذلك اليوم السبت 25/5/1985
جاء موكب سمو الامير الى ان شارف الى الوصول الى قصر السيف
ولدى اقترابه من موقع محطة البنزين لاحظ سائق سيارة المرور الامامية
ان هناك سيارة بيضاء من طراز نيسان يابانية الصنع قادمة من الجانب الاخر من الطريق
وقد اعطى سائقها اشارة ضوئية تشير الى اعتزامه دخول فتحة الرصيف الاوسط لينعطف الى الجانب الايمن
الذي يمر به الموكب فكان طبيعيا وفي نطاق الاجراءات الامنية المتبعه في مثل هذه الحالات
ان تندفع سيارة المرور نحو فتحة الانعطاف للحيلولة دون دخول تلك السيارة الى مسار الموكب
ولكن السيارة لم تكن قد بلغت بعد فتحة الانعطاف
فمضت سيارة المرور في حين تولت السيارة التالية وهي سيارة الحرس الاميري بقيادة العريف محمد استكمال المهمة
مسرعة نحو فتحة ولوج السيارة مستخدمة وسائل التحذير من المضي في الانعطاف
فتوقفت السيارة بداخل الفتحة لحظات استغرقها مرور مقدمة سيارة الحرس الاميري
ثم ما ان لبث قائد السيارة الدخيلة ان اندفع ليقتحم مسيرة الموكب فاصدمت سيارته بالمؤخرة اليسرى لسيارة الحرس فدوى انفجار هائل اعقبه اندلاع النيران في مكان
الاصطدام ودخان كثيف خيم على تلك البقعه المنكوبه بالشظايا
والاشلاء البشرية التى تطايرت وتناثرت هنا وهناك.
وترتب على شدة الانفجار ان اندفعت سيارة الحرس الاميري الجانبية اليسرى نحو سيارة الامير واصطدمت من جانبها الايسر
فدفعتها بدورها الى الناحية اليمنى من الطريق بعيدا عن مكان الانفجار واللهب الى ان توقفت
الى جوار الرصيف الايمن قربيا من موقع محطة البنزين حيث
كان يقف العريف بالمباحث الجنائية المنوط به مراقبة موكب صاحب السمو في ذلك المكان
تاركا سيارته خلف محطة البنزين في منطقة رملية تجاه الخليج والذي ما ان راي صاحب السمو من الباب الايمن
لسيارته حتى خف لمساعدته بمعاونة الملازم اول عبدالوهاب والنقيب جعفر والرقيب سليمان والجندي حسين ..
وسارعوا الى نقل سموه بسيارة رجل المباحث الى المستشفى الاميري
حيث تم بحمدالله اتخاذ الاسعافات اللازمة له .
فقد شاءت عناية الله جلت قدرته أن تكلأ سمو الامير
على نحو لا قبل لاية قوة بشرية ان تتخذه ...
كلمة سمو الامير ....
ولم تهدأ نفوس المواطنين والمقيمن الذين هز مشاعرهم خبر الحادث
الا عندما ظهر سمو الامير على شاشة التلفزيون وقد بانت على وجهه اثار الحادث
ولاول مرة يشاهد المواطنون سمو الامير وهو يتحدث لهم دون ان يرتدي (( العقال ))
وذلك من مركز العناية في المستشفى الاميري بالجناح الثالث ..وبكثير من العفوية والحب التف المواطنون والمقيمون حول شاشات التلفزيون والاذعة ليسمعوا كلمة سمو الامير قال فيها (((
بسم الله الرحمن الرحيم ...الحمدالله رب العاليمن
والصلاة والسلام علة سيد المرسلين ..
اخواني وابناء بلدي ** قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا **
صدق الله العظيم
فهو الحافظ وبيده كل شئ وأود ان اطمئنكم جميعا انني الان بخير والحمدالله ومهما نتعرض له من حوادث فان ذلك لن يثنينا ويثني الكويت عن السير في طريق الخير
للجميع وان نعمل من اجل الخير لابنائنا ولامتنا العربية والاسلامية انني اشكركم جميعالما اظهرتم من مشاعر صادقة وادعو الله الله سبحانه ان يبعد عنكم كل مكروه
كما اود ان اشكر اخواني الرؤسا الذين اتصلوا بي معربين عن مشاعرهم الاخوية
التى اعتز بها حفظ الله الجميع من كل مكروه ورحم الله الذين ذهبوا
ضحية هذا الحادث الاليم ..وشفى الله المصابين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته )))
..... لحظات ....
فللموضوع بقية ...