حكم موضوع: عظم الله أجوركم لوفاة النبي صلى الله عليه وسلم
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتـه
شيخنا الكريـم/ عبدالرحمن السـحيم حفظكم الله تعالى
لقد طرحت احد الفتيات في منتدى هذا الموضوع، ولقد قمت بغلق الموضوع حتى تصدر فتوى بحكم مثل هذه المواضيع، وهل هي من البدع او ما فيها بأس.
----------------------------
محمد قرَّبهُ ربه حتى كقوسين غدا قًرْبُهٌ
محمد حسبي في شدتي طوبى لمن محمد حسبه
صلى عليه وعلى من هم عترته صفوته صحبته
صلى عليه وعفى رحمة عن مسلمين ربهم ربه
عــظــم الــله أجــوركــم على ذكرى وفاة
حبيبي وسيدي و مولاي وشـــفـــيعـــي
مــــــحــــــمـــــــد صلى الله عليه وآله
وهو في 28 من صـــفـــر 11 هـ
ونــسأل الله تــعالى أن يجمعنا وإياه في الجنه ويرزقنا شفاعته .. ويرحمنا بـه برحــمتـه ..وهو أرحم الراحمين
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وحفِظك الله ورعاك .
لا يجوز مثل هذا ، لِعدّة أمور :
الأول : قول القائل : ( محمد حسبي في شدتي طوبى لمن محمد حسبه ) ، وهذا قَدْح في التوحيد ، لأن الْحَسْب : هو الكافي .
والله جل جلاله هو الكافي .
ولذا قال الله تبارك وتعالى للمنافقين في حياة النبي صلى الله عليه وسلم : (وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ) .
فالعطاء الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعطيه أثبته الله له ، والْحَسْب والكفاية لم يُثبتها الله لرسوله صلى الله عليه وسلم ، وإنما قال : (وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ) ، ولم يَقُل : حسبنا الله ورسوله .
وقال الله تبارك وتعالى عن نبيِّه صلى الله عليه وسلم وأصحابه : (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) .
وهذه عقيدة الأنبياء والموحِّدين على مرّ العصور .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : (حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) قالها إبراهيم عليه السلام حين ألْقِي في النار وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا : (إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) . رواه البخاري .
فالْحَسْب والكافي هو الله في كل شِدّة وفي كل رخاء .
وأما التعزية بموت النبي صلى الله عليه وسلم فلم يَكن عليه العمل ، وإنما يُخفف به مُصاب من أُصيب بمصيبة ، فيُذكّر بمصابه بالنبي صلى الله عليه وسلم .
قال عليه الصلاة والسلام : ا أيها الناس أيما أحد من المؤمنين أُصِيب بمصيبة فلْيَتَعَزّ بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري ، فإن أحدا من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي . رواه ابن ماجه .
كتب بعض الحكماء إلى أخ له يُعَزِّيه عن ابن له يُقال له : محمد :
اصْبِر لكل مُصيبة وتَجَلّـد ***واعلم بأن المرء غير مُخَلَّدِ
وإذا ذَكَرْتَ مُحَمَّدًا ومُصَابه *** فاذكر مُصابك بالنبيّ مُحَمَّدِ
والله تعالى أعلم .
الشيخ عبد الرحمن السحيم