الدوار Vertigo
دكتورة سعاد يحي المستكاوي
استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة
كتوراة جراحة الأذن والأنف والحنجرة أستاذ مساعد بكلية الطب - جامعة الأزهر
الدوار هو حالة يشعر فيها المريض بأنه يدور أو أن المكان يدور به أو بمعنى آخر شعور المريض بعدم الاتزان سواء بإحساسه أن جسمه يتحرك أو الأشياء المحيطة به تتحرك وقد يصاحب الحالة غثيان أو قيء أوطنين بالأذن أو ضعف سمع أو تعرق بارد وشحوب في الوجه وقد يضطر المريض إلى الجلوس لتخفيف حدة الدوار وقد يفقد الوعي في أحيانا نادرة.
ويجب أن نعرف أن وضع الجسم يحدد بمعلومات تصل إلى المخ عن طريق العينين و مراكز الاتزان بالأذن الداخلية التي تحدد اتجاهات حركة الرأس ومراكز حس الاستقبال العميق
(في أطراف الجلد والمفاصل والعضلات) التي تحدد وضع الجسم.
العين ترى ما يجري حولها وتنقل الصورة التي تراها إلى المخ. المستقبلات الحسية في الجلد والمفاصل والعضلات تعطي فكرة للمخ عن وضع الجسم. الأذن الداخلية وهي مسئولة عن السمع
(عن طريق القوقعة والعصب السمعي) والاتزان وهذا مسئولة عنه ثلاثة قنوات هلالية تحتوي على سائل لزج تسبح به حبيبات صغيرة وأهداب ترسل إشارات دائمة عن وضع الرأس والجسم على شكل نبضات كهربائية تصل إلى عصب الاتزان.
يحدث الدوار نتيجة اختلال التوافق بين عضو الاتزان بالأذن الداخلية و جهاز البصر و الجهاز الحسي الطرفي عند التأثير بمؤثر خارجي.
أنواع الدوار
الدوار المصحوب بفقدان الوعي حيث يشعر المريض بخفة مفاجئة بالرأس وغشاوة بالعين مصحوبة بالقيء ثم يتمايل الجسم حتى يقع إذا كان واقفا ويفقد الوعي للحظات وتحدث الدوخة نتيجة نقص وصول كمية كافية من الدم إلى المخ والسبب يمكن أن يكون في الجهاز العصبي المركزي.
الدوار بدون تأثير على السمع ويرجع إلى سبب مرضي عام ومن الأسباب الشائعة حدوث خلل في ضغط الدم انخفاض أو ارتفاع و الأنيميا الحادة وارتفاع أو انخفاض مستوى السكر بالدم.
الدوار المصحوب بضعف في السمع ويكون سببه غالبا في الأذن الداخلية أو الأذن الوسطى مؤثرة على الأذن الداخلية ونادرا ما يحدث دون تأثير على السمع مع الالتهاب الفيروسي لعصب التوازن.
أسباب الدوار
الدوار الفسيولوجي الذي يحدث بدون سبب مرضي ومن أمثلته:
الدوار عند ركوب البحر: نتيجة اضطراب في جهاز التوازن بالأذن الداخلية مع غثيان وقيء و صداع وشحوب بالوجه مع تعرق بارد ولعلاجه يجب أن يجلس الشخص المصاب بالدوار في مكان متجدد الهواء مع تتأوله أدوية مضادة للغثيان وتناول وجبات خفيفة.
الدوار عند النظر من نافذة قطار سريع أو سيارة أو مصعد أو طائرة: عند بعض الأشخاص نتيجة الحركة غير المنتظمة أو غير المألوفة يحدث اضطراب في أعضاء التوازن بالأذن الداخلية مع صداع وتعب وقلق وميل إلى القيء وشحوب وتعرق يزول عند انتهاء الرحلة، ويجب الاستلقاء على مقعد والنظر إلى الأمام أو أحد الجانبين إلى أشياء بعيدة واضحة المعالم أو غلق العينين وتجنب الأماكن السيئة التهوية.
الدوار عند النظر من ارتفاع شاهق: نتيجة عدم التوافق بين ما تراه العين وترسله إلى المخ وبين الإشارات المرسلة من الأقدام فيشعر الشخص بالدوخة لا تلبث أن تزول.
دوار الجبل وعند التواجد في المرتفعات: نظرا لنقص الهواء وهبوط مستوى الأكسجين في الدم.
الدوار الطرفي لأسباب داخل الأذن أو عصب الاتزان، ومنها ما هو مصحوب بضعف سمع حسي عصبي مثل داء مينيير أو الالتهاب الفيروسي لقوقعة الأذن ومضاعفات التهاب الأذن الوسطى أو غير مصحوب بضعف سمع مثل الدوار الوضعي الحميد والالتهاب الفيروسي لعصب الاتزان.
دوار الوضع الانتيابي الحميد: وهو اضطراب شائع عند متوسطي العمر والمسنين ومسئول عن الدوار بنسبة 25% من الحالات ويأتي على شكل نوبات يشعر المريض خلالها بالدوار الشديد عند حركة الرأس في أي اتجاه وعادة ما يستمر لدقيقة أو أكثر فقط حتى لو استمر المريض على الوضع نفسه المسبب للدوار. هذا النوع من الدوار غير مصحوب بضعف سمع ولكن يصاحبه ما يسمى بالرأرأة وهي حركة العين من جهة إلى أخرى دون سيطرة المريض عليها وتحدث نتيجة خلل في توازن شبكة عصبية تشمل البصر وتأثيرات الحس بالرقبة والمخيخ.
ومن أسبابه، إصابات الرأس أو جراحات الأذن أو عدوى فيروسية للأذن الداخلية أو مضاعفات التهاب الأذن الوسطى أو نتيجة تصلب الشرايين وتلف الأذن المصاحب للشيخوخة أو مرض التصلب المتعدد.
الالتهاب الفيروسي لعصب الاتزان: ويشكو المريض من حدوت دوار حاد وشديد بحيث لا يستطيع الوقوف أو الجلوس ويستمر لمدة 24 ساعة أو أكثر ثم يبدأ في التحسن التدريجي خلال 48 ساعة إلى 72 ساعة ولا يصاحبه طنين أو ضعف بالسمع.
التهاب أنسجة الأذن الداخلية (القوقعة والقنوات الهلالية): وتنتج عادة من الإصابة المباشرة ويشكو المريض من الأعراض الأساسية للمرض ثم يشكو من نوبات دوار وطنين أو ضعف سمع وتزول الأعراض بعلاج المرض المسبب لها وعلاج التهاب الأذن الوسطى سواء بالأدوية أو بإجراء جراحة .
داء مينيير
وهو مرض يصيب الأذن الداخلية ويؤدي إلى نوبات تظهر فجأة نتيجة خلل في القوقعة والدهليز من دوار شديد من طنين الأذن المصابة مع ضعف السمع وتستمر النوبة من ثوان معدودة إلى ساعات ولا تزيد عن يوم وغالبا ما تستمر ساعتين يعود بعدها المريض إلى الحالة الطبيعية وقد يصحبها غثيان وقيء وشحوب بالوجه وتعرق وتحدث الأعراض على فترات متقاربة أو متباعدة وبعد كل مرة يزداد ضعف السمع وقد تصاب الأذن الأخرى لدى 10% إلى 50% من المرضى ولا تختفي النوبات إلا مع زوال السمع تماما.
العلاج أثناء النوبة يكون بالراحة التامة وعلاج السبب وتناول الكورتيزون تحت إشراف الطبيب وتناول مدرات البول أحيانا واستعمال مهدئات لجهاز التوازن وموسعات الشرايين والابتعاد عن الأملاح في الطعام.
تيبس عظمة الركاب
هذا المرض يصيب السيدات بين 20 إلى 30 عاما ويصيب الأذن الأخرى لدى 75% منهم والحمل يزيد من مضاعفاته كما أنه يصيب عائلات وتتمثل الأعراض بضعف في السمع يزداد مع الوقت ويصحبه طنين وأحيانا دوار أثناء الحالة أو بعد الجراحة. والعلاج إما بالجراحة لاستئصال أو تبديل عظمة الركاب أو ارتداء سماعة.
ورم عصب الاتزان
ويشكو المريض من طنين بأذن واحدة ثم يشعر بضعف سمع مع دوار خفيف وقد يتطور إلى ألم في نصف الوجه مع
ضعف الرؤية وشلل عصب الوجه وقيء وصداع شديد وأحيانا فقدان الوعي.
في جميع حالات الدوار يجب أخذ التاريخ المرضي للحالة بدقة شديدة، وعمل اختبارات للأذن باستخدام الشوكة الرنانة و تقييم لسمع وضغط الأذن وإجراء اختبار هوول بايك الإكلينيكي لمعرفة سبب الدوار وإجراء اختبارات الاتزان بالكمبيوتر وعمل أشعة مقطعية للرأس لاستبعاد وجود أي أورام.
للدوار المرضي أسباب كثيرة منها:
حالات الفشل الكبدي أو الفشل الكلوي أر نتيجة لإصابة بمرض السكري.
الأنيميا الشديدة أو تتأول بعض الأدوية لأسباب نفسية مثل المهدئات.
أمراض المعدة وسوء الهضم و الإمساك و ارتفاع ضغط الدم أو ارتجاج بالدماغ لإصابة أو وقوع على الرأس وقد يحدث الدوار فجأة في وجود آلام بالرقبة وقصور في الشريان الفقري.
الدوار المركزي بسبب مرضي يؤدى إلى اضطراب نظام التوازن داخل المخ أو جزع المخ أو المخيخ ومن أمثلته نزيف داخل المخ، التصلب العصبي المتعدد، أورام المخ. أمراض التلف والتآكل الوراثية في أغلفة الأعصاب، التهابات ميكروبية مع تجمع صديدي في أقسام التوازن المركزي بالمخ.
ويكون العلاج بالتشخيص السليم ثم عمل جلسات لإجراء تمارين محددة للرأس والرقبة لإعادة تهيئة وضع السائل والحبيبات داخل القنوات الهلالية للأذن الداخلية وبذلك يمكن إنهاء نوبة الدوار.
الرجيم والدوخة
كشفت الدراسات الطبية أن حميات الخفض السريع للوزن يمكن أن تؤدي إلى أعراض سلبية على الصحة مثل الدوار و الصداع والشد العضلي و الإرهاق والإمساك واضطراب في ضربات القلب.
التهاب الجيوب الأنفية عند الأطفال Sinusitis
إن النوع الفيروسي البسيط من التهاب الجيوب الأنفية يحدث بكثرة في الأطفال ، لكنه غالبا يصعب تشخيصه ، ويشخص على أنه رشح أو نشلة ، ما لم يتطور إلى الشكل الجرثومي الحاد ، أو تحت الحاد ، أو المزمن .
وقبل أن ندخل في التفاصيل ، من المناسب أن نأخذ فكرة عن الجيوب الأنفية Sinuses ، حيث يوجد في الإنسان خمسة أزواج جيوب أنفية رئيسية ، وهي :
الجيبان الموازيان للأنف Paranasal sinuses: وهما من حيث التشريح والتكوين النسيجي امتدادان للتجويف الأنفي .
الجيبان الفكيان Maxillary sinuses
الجيبان المِصفويان Ethmoid sinuses
الجيبان الجبهويان Frontal sinuses: وهما لا يتشكلان في الأطفال إلا بعد سنتين من العمر .
الجيبان الوتديان Sphenoid sinuses: لا يتشكلان إلا بعد الخامسة من العمر .
إن حركة الأهداب Ciliae الموجودة في التجاويف التي تبطن هذه الجيوب ، والتي تدفع بالمخاط والإفرازات المتشكلة في تلك الجيوب باستمرار إلى الخارج عبر فتحتي الأنف ، تلعب الدور الأهم في الوقاية من التهاب تلك الجيوب ، وكل سبب يعيق حركة هذه الأهداب ، أو يؤدي إلى تجمع واحتباس المفرزات داخل الجيوب يعرضها للالتهاب ، مثل :
التعرض لدخان السجائر . استنشاق هواء بارد وجاف . التعرض لنشلة فيروسية .
التهاب الأنف التحسسي . السباحة ودخول الماء إلى الأنف ومنه إلى الجيوب .
القلس المعدي إلى المريء والأنف . داء المعثكلة الكيسي . نقص المناعة .
خلل خلقي في حركية الأهداب Ciliary dyskinesia . انسداد الأنف لأي سبب مثل : جسم غريب F. B ، بوليب Polyp ، ضخامة الزوائد Adenoid hypertrophy ، ورم Tumor ، رض Trauma ، أو انحراف شديد في الحجاب الأنفي Septal deviation
وهكذا فإن أية إعاقة لحركة المخاط والإفرازات وركودها داخل الجيوب الأنفية ، تشكل وسطاً خصباً لنمو الجراثيم وبالتالي التهاب تلك الجيوب .
أهم البكتريا المسؤولة عن التهاب الجيوب الأنفية هي Pneumococcus
H. influenza
Streptococcus
Staphylococcus
الصورة السريرية Clinical manifestation
يجب أن نعلم بأن أعراض التهاب الجيوب الأنفية في الأطفال ، تختلف عنها في الكبار ، فالأعراض النموذجية التي يشكو منها الكبار مثل ( الصداع ، وألم الوجه ، مع المضض بالضغط عليه ، ووذمة الوجه ..إلخ ) لا نشاهدها في الأطفال ، بل يعتبر ( السعال ، والرشح الأنفي ) من أهم الأعراض في الأطفال الصغار .
السعال : يحدث في ساعات النهار ، لكنه يزداد عندما يستلقي الطفل على ظهره ، سواء في قيلولة الظهر أو في ساعات النوم الليلية .
والرشح الأنفي : قد يكون رائقا أو قيحيا . كما قد نشاهد تقرح الحلق Sore throat نتيجة لارتداد المفرزات الأنفية إلى الحلق أثناء النوم . ومن العلامات التي نشاهدها على الطفل : العطاس Sniff والشخير Snort ، وهي وسائل فيزيولوجية لتنظيف الأنف .
أما الأطفال الأكبر سناً : فقد يعانون من حرارة ، مع إحساس ألم أو مضض أو شبه ضغط في منطقة الوجه ، مع رائحة تنفس كريهة ، ونقصان الإحساس بالشم .
كيف نفرق بين النشلة العادية البسيطة والتهاب الجيوب الأنفية .!؟
ثم ، كيف نفرق بين الحالات المختلفة من التهاب الجيوب .!؟
النشلة : مرض فيروسي بسيط ، يصيب المجاري التنفسية العلوية ، ويترافق مع حرارة ورشح أنفي وسعال ، لكنه لا يستمر لأكثر من أسبوع إلى عشرة أيام ، وكل أعراض من هذا القبيل تجاوزت العشرة أيام فهي التهاب جيوب وليست نشلة ، وهي درجات : التهاب جيوب فيروسي بسيط ، كما ذكرنا أعلاه ، والتهاب حاد لكن جرثومي Bacterial: وأعراضه حمى شديدة ، قد تتجاوز 39 درجة مئوية ، مع ضائعات قيحية ، مع صداع شديد ، وأحيانا تورم أو انتفاخ العينين .
أما إذا استمرت الأعراض – حتى وإن كانت بسيطة ، رشح أنفي مع سعال – لأكثر من شهر ، فتسمى عندها التهاب الجيوب تحت الحاد أو المزمن Sub acute Or Chronic .
بالفحص السريري : نجد مخاطية الأنف حمراء ومحتقنة ، وهنا يجب أن نفرقه عن حالة التهاب الأنف التحسسي Allergic rhinitis الذي يتميز بكون فتحة الأنف مع مخروطها شاحبة وإسفنجية الشكل (Pale and boggy ). كما قد نشاهد بالفحص السريري الضائعات الأنفية وهي تخرج للخارج أو ترتد للخلف إلى الحلق مسببة تقرحه .. ومن العلامات المهمة التي تفيد الطبيب بالفحص السريري ، علامة المضض Tenderness الناتجة عن الضغط الخفيف فوق الجيوب الملتهبة .
مضاعفات التهاب الجيوب
تتراوح ما بين التهاب الأذن الوسطى O . M إلى التهاب النسيج الرخو حول محجر العين Peri orbital cellulitis إلى خراج محجر العين Orbital abscess ، إلى التهاب العصب البصري Optic neuritis . على أن أهم المضاعفات هي التهاب الدماغ وملحقاته ، ومنها السحايا Meningitis وهي بحمد الله نادرة نسبياً
الفحوصات المطلوبة أشعة الجيوب الأنفية ، أو التصوير الطبقي لها : حيث نجد واحد أو أكثر من المعطيات الشعاعية التالية :
ثخانة في مخاطية الجيوب Mucosal thickening
نضح مائي Air – fluid level
كثافة وابيضاض الجيوب الملتهبة Sinus opacification
تحليل الضائعات الأنفية بالفحص المجهري : قد نجد فيها
خلايا قيحية Pus celles وهي مخلفات الكريات البيضاء الميتة .
>بقايا خلايا مخاطية ميتة Cellular debris
أما إذا وجدنا بالفحص المجهري كميات كبيرة من الحامضيات eosinophils فالحالة تكون أقرب إلى الشكل التحسسي Allergic rhinitis
زرع الضائعات الأنفية لا يتطابق مع زرع الجيوب الأنفية ، ولذلك ليس بذي فائدة ، ولا نجريه .
أما الفحص الأهم فهو زرع مخاطية الجيوب الأنفية الملتهبة عن طريق الدخول المباشر بنيدل معقمة من خلال الوجه ، وهي الطريقة الوحيدة التي توصلنا إلى نوع الجرثومة ، ونوع المضاد الحيوي المناسب لها ، ولكننا لا نلجأ لهذه الطريقة عادة إلا في الحالات الخطرة التي تهدد الحياة ، أو حالات نقص المناعة ، أو المرض الذي لم يستجب للعلاج العادي .
العلاج
يجب أن يكون العلاج لهذا المرض فعالا لتجنب المضاعفات أعلاه التي قد تكون خطرة وتهدد الحياة ، ويتحقق ذلك بثلاثة شروط : اختيار المضاد الحيوي الجيد ، والذي يغطي العوامل الجرثومية المسببة لهذا المرض ، والبداية بأموكسيسيلين Amoxicillin هي بداية جيدة ، وغالبا ما نختار الأموكسي المقوى
( أموكسي كلاف ) ، وقد نضيف له واحدا من الجيل الثاني أو الثالث للسيفالوسبورين
2nd and 3rd generation of cephalosporin
الجرعة الجيدة Goad dose
المدة الزمنية الكافية: حيث يجب أن تستمر فترة العلاج من 14 إلى 21 يوما ، أو لمدة أسبوع بعد زوال الأعراض تماماً .
ماذا عن مزيلات الاحتقان deconjestant ومضادات الهستامين Anti histamines .!؟
قد تسبب بعض التحسن في الأعراض السريرية ، لكنها لا تسرع في الشفاء ، بل قد يكون لها مفعول عكسي حيث تزيد ثخانة المفرزات الأنفية ، وبالتالي تعيق حركتها ، وتسبب انحباسها ، وتفاقم الحالة المرضية .
الأفضل من كل ذلك قطرة نورمال سالين للأنف ، نكررها عدة مرات قبل الرضاعة وقبل النوم ، فهي مفيدة ، حيث تساعد على تليين الضائعات وسهولة التخلص منها .
الرعاف أو نزيف الأنف Epistaxis
نزيف الأنف يحدث عادة في الأعمار ما بين سن 2- 10 سنوات و 50 -80 سنة ... غالبا ... و الدراسات في الولايات المتحدة أكدت أن واحد من كل سبعة أشخاص من الأعمار المذكورة أعلاه يصاب بالرعاف. يحصل نزف الأنف من الأوعية الدموية الرقيقة الموجودة في بطانة الأنف في الجزء الداخلي أو الأوسط من التجويف الأنفي.
تحتوي بطانة الأنف على كثير من الأوعية الدموية التي تعمل على تدفئة هواء الشهيق ، وبسبب رقة هذه الأوعية إلى نزف الأنف. معظم حالات الرعاف تكون من الجزء الأمامي للحاجز الأنفي حيث تلتقي شرايين الأنف كما نرى بهذه الصورة
بينما معظم حالات الرعاف عند مرضى ضغط الدم المرتفع من الجزء الخلفي
الأسباب
90% من حالات نزيف الأنف غير معروفة الأسباب و 10% فقط تكون نتيجة أسباب موضعية في الأنف أو أسباب عامة بالجسم .
الأسباب الموضعية
كحادث عرضي بضربة أو إصابة للأنف أو كسر لعظمة الأنف أو الحاجز الأنفي
ضعف بالأوعية و الشعيرات الدموية في الغشاء المبطن للأنف.
خدوش بالغشاء المبطن للأنف يسببه إصبع الطفل أو جسم غريب بالأنف.
جفاف الغشاء المبطن للأنف نتيجة تعرض الطفل لتيارات هواء جاف.
نزلات البرد والتهاب الجيوب الأنفية و اللحمية و حساسية الأنف تؤدى إلى تراكم الإفرازات مع تكوين قشور، كما تسبب ضعف بالأوعية و الشعيرات الدموية في الغشاء المبطن للأنف.
الرعاف بعد عمليات الأنف والجيوب الأنفية والحاجز الأنفي
أورام الأنف والجيوب الأنفية والبلعوم الأنفي
الانحناء الشديد للحاجز الأنفي
الأسباب العامة
أمراض سيولة الدم.
نقص فيتامين ج (C ) أو فيتامين ك ( K ).
ارتفاع ضغط الدم. وهذا أكثر سبب للرعاف في كبار السن وعادة من الجزء الخلفي للأنف والمشكلة هنا انه ليس أن الضغط يسبب الرعاف ولكن إذا حدث الرعاف لأي سبب فان الضغط يجعل الرعاف يستمر وبشدة ولا يتوقف بسهولة لأنه لا يسمح لحدوث التجلط الطبيعي ليقفل الوعاء الدموي المفتوح
الفشل الكلوي المزمن
الفشل الكبدي
الحمى
أمراض القلب مثل ضيق الصمام الميترالى و الفشل القلبي
بعض الأمراض الصدرية
بعض حالات الحمل المتصاحبة بارتفاع ضغط الدم
أعراض الرعاف
يحصل النزيف من الأوعية الدموية في الأنف بسهولة هند التعرض للعوامل السابقة الذكر ، لكن سرعان ما يتوقف بسبب تكون جلطة صغيرة تسد جدران الوعاء النازف . يحصل النزف غالبا فجأة ودون سابق إنذار وأحيانا أثناء النوم ، ويكون من جهة واحدة ، وتتكرر هذه الحالة عدة مرات في الأسبوع الواحد عند بعض المصابين ، بينما تكون أقل عند الآخرين ، وتكون كمية الدم المفقودة عادة قليلة .
علاج الرعاف
إن أهم خطوة في العلاج هي الهدوء وعدم الخوف ، فعلى الرغم من أن منظر الدم مزعج ومرعب لكثير من الناس ، إلا أن الحالة تكون عادة بسيطة ويمكن علاجها في المنزل بالطرق التالية :
الجلوس في وضع قائم مع انحناء الرأس قليلا إلى الإمام لمنع الدم من الدخول إلى البلعوم ومن ثم بلعه. الضغط على الأنف وهنا نركز أن الضغط يجب أن يكون على الجزء الأسفل من الأنف من أسفل العظم وليس على العظم بالضغط بإصبعي الإبهام من جهة والسبابة من الجهة الأخرى مع انحناء الرأس إلى أسفل وليس إلى الخلف كما هو شائع لتجنب نزول دم في البلعوم الذي ينصح المريض بان لا يبلع أي دم ينزل في فمه وبلعومه. يستمر بالضغط حوالي خمس دقائق متواصلة والتنفس من خلال الفم ، فإذا لم يتوقف النزيف يجب الاستمرار بالضغط لمدة 10 دقائق .
ضع قطعة من الثلج أو كمادة باردة على أعلى الأنف لتضييق الأوعية الدموية المؤدية لبطانة الأنف والمساعدة على توقف نزيف الأنف.
وضع وعاء أو مناديل تحت الأنف لمنع اتساخ الملابس.
تجنب القيام بأي مجهود من شأنه أن يعيد النزف بعد توقفه بمدة تصل إلى 12 ساعة مثل تنظيف الأنف أو التمخط.
تجنب وضع الإصبع داخل الأنف لأن ذلك يؤذي النسيج المخاطي الرقيق المبطن للأنف ويسبب الرعاف .
الاتصال بالطبيب إذا استمر الرعاف لأكثر من 15 دقيقة أو إذا تكرر كثيرا أو إذا حدث نتيجة حادث أو إصابة بالأنف .
وضع مرطب في المنزل للتخلص من جفاف الأنف.
ترطيب داخل الأنف بمسحة بقطنة مغموسة بفازلين.
عند زيارة الطبيب بسبب استمرار رعاف الأنف ، يقوم الطبيب بوضع قطعة من الشاش داخل فتحة الأنف للضغط المباشر على الأوعية الدموية النازفة ، بالإضافة إلى بعض المحاليل المطهرة والمساعدة على تضييق الأوعية الدموية موضعيا .
يحتاج بعض المصابين بالرعاف المتكرر لـ " كي الأوعية الدموية النازفة "
يتبع ..