آية من كتاب الله سمعتها في آخر جمعة من شهر شعبان لعام 1422هـ، وكثيراً ما سمعتها ولكنني سمعتها وللأسف بأذني لا بقلبي أكثر من مرة، آية كثير ما يرددها الخطباء في شهر رمضان المبارك على الناس، وقد قدر الله لي أن اسمعها بأذني و بقلبي تعجبت عندما سمعتها، تعجبت لأنني حاولت أن اربط واقعتا كصائمين فهذه الآية بل خاتمة هذه الآية آية عظيمة فيها عظه لمن يسمعها بقلبه يسأل نفسه كثيراً وقد يجد جواباً وقد يعجز أن يجده إلا إذا قلب في الكتب وبحث بين السطور، نعم أنها آية تجعل كل مسلماً يتساءل هل الصيام صيام المعدة عما احل الله ؟ أم صيام القلب عما حرم الله ؟أم هما جميعاً لا يفترقان؟ وإذا افترقا نخسر الفائدة العظمى من صيام البطن عما احل الله0
قال تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {183}البقرة
عندما سمعت هذه الايه يا إخواني كما قلت في السطور الأولى سألت نفسي سؤالاً ما معناها؟
بحثت كثيراً
تأملت كثيراً
وعلمت أن المسلم إذا صام رمضان لابد بأمر الله أن ينفعه صيامه هذا في زيادة تقواه يعنى إذا كان مسلماً أو مسلمة صاحب ذنباً ما، غيبه، نميمة، زنا، سماع أغاني، وغيرها من المعاصي والذنوب
فأنه بصيامه هذا الشهر ينفعه الله ويعينه على زيادة تقواه بتركه ذنوبه أو بعضها وعندما استقر ذلك في فكري، سألت نفسي سؤالاً آخر:
لماذا لا يزيد تقوى كثيراً من المسلمين إذا صاموا رمضان؟
ولماذا هم هؤلاء يصومون الشهر وينقضي ولم تتناقص ذنوبهم؟
وايضاً لم تزيد تقواهم؟
وبدأت ابحث في هذه المسألة وأفكر واسأل، حتى وقعت على حديث عظيم جليل فسر لي المسألة؟ وحل لي المعظله، حديث يرويه أبي عبيده عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيقول رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال"الصيام جنة مالم يحرقها وقيل بما يحرقها قال بكذب أو غيبة" الحديث عندما وقعت على هذا الحديث الذي عبر المصطفى صلى الله عليه وسلم أن الصيام:
درع يلبسه المسلم
يحميه من الوقوع من الذنوب
ويعينه على التوبة
وأن هذا الدرع الحصين لا نحرقه ويضعفه ألا الكذب والغيبة 0
استطعت الآن أن افهم المسألة ولماذا كثيراً من المسلمين:
يصومون ولا يتوبون وفي التقوى قد ينقصون ولا يزيدون،
للأسف كثيراً من المسلمين يحرق صيامه أما بغيبة أو كذب، كثيراً من المسلمين يصلي التراويح ساعة أو ساعتين وبعدها ينسى انه صلى ويجر الشيطان لسانه من فيه ليحرق بلسانه درعه الذي لبسه في النهار، عجيب ما أقوى هذا اللسان الذي يستطيع أن يحرق درعا منيعاً كالصيام فيفسده، نعم أن الصيام ليس صيام البطن عن الأكل بل صيام القلب عن الحرام وصيام البطن عن الحرام فمتى ما اجتمعا فهما يشكلان درعاً منيعاً للإنسان ومتى ما افترقا وصام البطن عن الحلال ولم يتبعه القلب عن الحرام من غيبه ونميمة وبها000 وكذب فلن يكون هناك ذاك الدرع الذي اخبر عنه صلى الله عليه وسلم وصدق صلى الله عليه وسلم عندما قال " رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع، و رب قائم ليس له من قيامه إلا السهر" وقال صلى الله عليه وسلم " ليس الصيام من الأكل والشرب وإنما الصيام من اللغو والرفث" الحديث
إخواني أخواتي لنتعاهد الآن بأن لا نحرق الدرع الذي يمنعنا بأمر الله من المعاصي وذلك ليزداد تقوانا ونستفيد من الصيام في شهر رمضان المبارك بزيادة تقوى ومغفرة ورحمة 0 ويجب أن نحرص أن لا ينطبق علينا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم " رب قائم حظه من قيامه السهر، و رب صائم حظه من صيامه الجوع و العطش" الحديث
ولنتذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم حثنا على أن نقول خيراً أو نصمت
والله وراء القصد،،،،،،
خالد بن عبد العزيز الجبير