[align=center] رجل عصي ربه سبعة ايام
حكي ان رجلا عبد الله سبعين سنه , فبينما هو في معبده ذات ليله اذ وقفت به
امراة جميله فسالته ان يفتح لها الباب وكانت ليله شاتيه فلم يلتفت اليها
واقبل على عبادته فولت المراة, فنظر اليها فاعجبته فملكت قلبه وسلبت لبه
فترك العباده وتبعها وقال : إلى اين ؟
فقالت : إلى حيث اريد
فقال : هيهات ! صار المراد مريدا والاحرار عبيدا
ثم جذبها وادخلها مكانه فاقامت عنده سبع ليالي , فعند ذلك تذكر ما كان
فيه من العباده وكيف باع عباده سبعين سنه بمعصيه سبعة ايام فبكى حتى غشي
عليه فلما افاق قالت له : يا هذا والله انت ما عصيت الله مع غيري وانا ما
عصيت الله مع غيرك واني ارى في وجهك اثر الصلاح فبالله عليك اذا صالحك مولاك
فاذكرني
فخرج هائما على وجهه فآواه الليل إلى خربه فيها عشرة عميان وكان بالقرب
منهم راهب يبعث اليهم في كل ليله بعشره ارغفه فجاء غلام الراهب على عادته
بالخبز فمد ذلك الرجل العاصي يده فاخذ رغيفا فبقي من العميان رجل لم
ياخذ شيئا فقال : اين رغيفي ؟؟
فقال الغلام: قد فرقت عليكم العشرة
فقال: ابيت (اي انام ) طاويا
فبكى الرجل العاصي وناول الرغيف لصاحبه وقال لنفسه : انا احق ان ابيت
طاويا لانني عاص وهذا مطيع
واشتد به الجوع حتى اشرف على الهلاك فامر الله تعالى ملك الموت بقبض روحه
فاختصمت فيه ملائكه الرحمه
وملائكه العذاب فقالت ملائكه الرحمه: هذا رجل فر من ذنبه وجاء طائعا
وقالت ملائكه العذاب : بل هو رجل عاص فاوحى الله تعالى اليهم ان زنوا عباده
سبعين سنه بمعصيه سبع ليالي
فوزنوها فرجحت المعصيه على عباده سبعين سنه
فاوحى الله اليهم ان زنوا بمعصيه سبع ليالي بالرغيف الذي اثر به على نفسه
فوزنوا ذلك فرجح الرغيف فتوفته ملائكه الرحمه وقبل الله توبته ...
" ان مغبه المعصيه سببها قبولك من الشيطان ولم يعذر الله تعالى احدا بذلك
الا ترى ان ادم وحواء لما وسوس لهما الشيطان فقبلا منه اخرجا من الجنه
ونودي عليهما بما سمعت وهوما اقرب الى العذر لانهما لم يتقدم قبهما من
يعتبران به وانت قد سمعت وحذرك الله تعالى من الفتنه وبين لك عداوة
الشيطان واوضح لك الطريق فما لك عذر ولا حجه في ترك السنه والقبول من
الشيطان "
اللهم انا نسالك طاعتك ورضاك واجتناب معصيتك اللهم امين امين
[/align]