يا امرأة صلبت اطهر أحلامي
على أسوار قلبها الحجري ... بلا رحمة
وماتت أنقى مشاعري أمام نهر عينيها من الظمأ
(يا سيدة البرود ..)
التي بحثت عن أي شئ منها ..
حبها ... اهتمامها ... عطرها .. عنوان بيتها .. تفاصيلها
أسماء الشوارع التي مرت بها ... والأسواق التي ذهبت لها
وحتى كرهها لي ..
فما نلت إلا الهباء ..والألم
يا امرأة توهمت أن السعادة فيها
فمنحتني حزناً غبياً يبتسم
اليوم يا أنتِ أعلن ...
أني تحررت منكِ
ومن ظلمكِ وقسوتكِ وبرودك ومن ملاحقة الخواء
(يا خريف النساء
يا وهماً من صنع أحلامي
لم يعد يغريني قلبك الأجوف الذي تملكين
ولم يعد هناك رسائل بيضاء ... بعد موت الحمائم .. و انتحار الياسمين
وتلك الأغاني التي أحببتها من أجلكِ تحولت إلى عويل
وأحلامي الملائكية التي طافت على كل الكواكب
ولم تعترف إلا بكِ أنتِ مستقر لها
بهتت كملامحكِ الآن في عيوني وفي قلبي
وكلمات الحب اليتيمة ..
التي كتبتها لكِ .. أصبحت مجرد سخافات بنكهة الخيبة
وملامح الشوق الجميلة لكِ التي كانت تكسوني أصبحت قناعاً بشعاً
والورود التي خبأتها لكِ ..في زوايا عمري كلها تعفنت
وصوت المطر الذي أستحضركِ بهِ .. أصبح موسيقى باهتة حزينة في ليلة تأبين
وحبك.. الذي كان يحتل كل تفاصيلي
لم أقتله بداخلي حتى لا يدفن بي
وتحول إلى مجرد هواء
أنفثه مع أنفاسي
كل شئ لكِ عندي .. وبي
منحته خروج بلا عودة ولن يبعث من جديد
أنا بلا حبك مازلت أنا ولست ابكي وأتحسر
فالمطر يا سيدتي لا يهزمه جفاف الأرض وموتها
وأنتِ ......يا أنت
أصبح حتى حضورك يطفئ النهار
فدعيني يا أغبى امرأة في الكون
يا أكبر قطعة ثلج أبدية
واستسقي ألف عام فلن يزورك المطر
فأنتِ ... بلا حبي الذي تعجز كل أحلامك ِ أن تستوعبه
وبلا كلماتي.. التي لونتكِ وشكلتكِ كامرأة خرافية
ستمطرك السماء كل صباح ٍ في غيابي بحجارة
وستبقين كما أنتِ
صحراء مهجورة وقاحلة للأبد..
تستحمين بالغبار ... بالغبار .. بالغبار