أرجل البعوض المعجزة
يمكن للبعوض المشي على الماء كأفضل الحشرات المتخصصة، كما يمكنها التشبث بالجدران كأفضل الزواحف الصحراوية، أما إذا كانت نبحث عن الغذاء فإن التصاقها بالجلد لامتصاص الدم فأمر عجيب يجعلك لا تنتبه إليها مطلقا.
والسؤال هو كيف يمكن لهذه الأرجل أن تقوم بكل هذه الوضائف، وبطريقة الخبراء أو أفضل منهم؟ سؤال حير مجموعة من الفيزيائيين من جامعة داليان الصينية و جامعة سايمن فريزار الكندية، فأعدوا تجربة لدراسة فيزياء الحشرة الصغيرة.
أرجل البعوض مجهزة بشبه أضافر تمكنها من التعلق بالجلد، كما أن وجود الشعيرات الدقيقة يسمح لها بالتشبث بأي سطح أملس، لكن القدرة على المشي فوق سطح الماء هو المعجزة الحقيقية.
تعتمد الحشرات الماشية على الماء على أجل منفرة للماء (هيدروفوبيا)، عند الحشرات العادية يسمح شكل الأرجل من القيام بذلك بسهولة إذ يمكنها من أن تحمل 15 ضعف وزنها وهي على سطح الماء، لكن البعوض يمكنه التفوق على ذلك، حيث أثبتت التجارب أن كل واحد من الأرجل الستة يمكنه أن يحمل ما يعادل 23 ضعف وزن البعوضة نفسها.
التجربة صممت بتثبيت رجل معزولة لبعوضة بمؤخرة إبرة و تسجيل القوة الناتجة عند تقريب الرجل من سطح الماء.
السر فيما يبدو يكمن في وجود بنيات ريشية (من الريش) بطول بضع ميكرونات على الأرجل، وهي مغطاة بغلاف دقيق بأبعاد نانومترية مشكلا ما يعرف عند الفيزيائيين ببنية ميكرونانوية (micronanostructure).
البحث نشر في مجلة فيزيكال ريفيو إي، من إنجاز وو، كينج و ديان وو.
فإذا رأيت بعوضة في المرة القادمة فتدبر في أرجلها و لا تقل إلا ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار.