تمر الأيام وتمضي
فغروب شمس اليوم تأذن برحيله بلا رجعه .. ونرى الطيور تحوم حول
قرص الشمس .. لتعطي صورة جميله بقدر مافيها من الحزن .. لوداع يوم بأكمله لن يعود
إلا يوم القيامة بإذن الله
لنرى بل ولنحاسب عن كل ما عملناه وعن كل ما فعلنا في هذا اليوم
لنتذكر اللحظة التي استيقظنا فيها من النوم وذكرنا الله عز وجل
ونتذكر صلواتنا ودعائنا بل ونتذكر تلك اللحظة التي أمطنا فيها الأذى عن الطريق وتلك اللحظة التي
ابتسمنا فيها في وجه أخ مسلم وتلك اللحظة التي أدخلنا فيها لفرح والسرور لقلب مسلم
ونتذكر تلك اللحظات التي اقترفنا فيها المعاصي قولا وفعلا
نعم فهذه الحياة دار عمل بلا حساب وتلكم الدار للحساب والعمل ليس له وجود
كظل الشجر الذي نجلس تحته في السفر نترقب ونخاف الخطر
نستعد بالزاد لرحلة طويلة مليئة بالمخاطر
ان الحياة الدنيا هي محطة وهي معبر لوقت محدد وعمر غير معلوم
تمر الأيام سريعة وتترى الذكريات أما أعيننا كأنها حصلت بالأمس
وتتقلب الأحوال بين لحظه ولحظه فلا مجال لبقاء الحال إلا باذن الله ... فكم من غني غدا فقير وكم من
صحيح غدا سقيم وكم من حي غدا من الأموات .
يالها من دنيا متقلبة وغريبة
دنيا لا تستحق منا ان نغضب لأجلها ولا تستحق منا كل ذلك القدر من الزعل
دنيا أغرت كثير فعلى على من دونه ، وأغرت أناس منهم بالمال فطغى وعصى
وأغرت أناس بالجاه والمنصب فطغى وتجبر وأبكى أناس وأهان أناس واستحقر أناس
وأغرت أناس بعلمهم وذكائهم فغدا هذا العقل وبالا على مجتمعاتهم يبثون سمومهم الحسيه والمعنوية.
وأغرت أناس بجمالهم وحسن بهائهم فتسلل الكبر في قلوبهم وازدراء غيرهم.
وأغرت أناس بصحتهم وقوتهم فأصبحوا كالسياط التي تجلد الضعفاء وعاشوا بقوانين الغاب.
و في الجهة الأخرى هناك أناس تميزوا بالصبر والثبات والتواضع وحسن الخلق وكل الصفات الجميلة
والرائعة
ولازالت الدنيا مليئة بالأخيار
وتستمر الدنيا في غدرها وتغرير ضعفاء النفوس
( كفـــى يا دنيا كفــــى )
][ همسة ][
عرفنا كيف قدمنا إلى هذه الدنيا محمولين .. وكيف سنخرج منها محمولين
ومع هذا نلهث وراءها كالمجانين