أشرف الفقي
رفض وزير الخارجية السعودي سمو الأمير سعود الفيصل التهديدات التي تتعرض لها سوريا، وقال إننا نرفض تهديد أية دولة عربية، وشدد على أهمية تطوير العمل العربي المشترك في المرحلة المقبلة، وعبر في تصريح لـ " الوطن " عن أمله أن تخرج القمة العربية المقبلة المقرر عقدها في تونس في مارس المقبل بقرارات تدعم العمل العربي المشترك وتفعيل أداء الجامعة العربية، مشيرا في هذا الشأن إلى الأفكار التي قدمها ولي العهد النائب الأول لرئيس الوزراء رئيس الحرس الوطني صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز لتطوير منظومة العمل العربي المشترك.
وكان الفيصل سلم الرئيس المصري حسني مبارك رسالة من سمو الأمير عبدالله، وعقد محادثات تناولت التطورات على الساحة العراقية في ضوء الاتصالات التي تجريها مصر والسعودية مع مختلف الأطراف العراقية، كما انتقد وزيرا الخارجية السعودي سعود الفيصل والمصري أحمد ماهر في المحادثات التي جرت أمس استمرار سياسات العنف الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.
وامتنع الفيصل عن الخوض في تفاصيل رسالة سمو ولي العهد، مكتفيا بالقول "إنها تتعلق بالتنسيق بين البلدين في إطار إصلاح الوضع العربي، لافتا إلى أن محادثاته والرئيس المصري ووزير الخارجية، تناولت الأفكار المقدمة في هذا الشأن للجامعة العربية، وكشف عن اتفاق مصر والسعودية على ضرورة التنسيق بين هذه الأفكار لتمكين القمة العربية من الخروج بالقرارات المناسبة المفيدة للأمة العربية".
وكان سمو الأمير عبد الله قرر عدم طرح المبادرة السعودية على القمة العربية الأخيرة في منتجع شرم الشيخ على ساحل البحر الأحمر، لتمكين القادة العرب من التركيز على قضية العراق بعد تأكد الجميع أن الحرب قادمة لا محالة وأن محاولات منعها لم تكلل بالنجاح.
وكشف الأمير الفيصل عن أن اللجنة الخليجية المكلفة ببحث مبادرة تطوير جامعة الدول العربية ستعقد اجتماعا في الأسبوع المقبل لبلورة موقف خليجي موحد حيال الأفكار المطروحة لتطوير أداء الجامعة والعمل العربي المشترك قبيل عرضها على القمة المقبلة.
وانتقل الأمير سعود الفيصل إلى الجامعة العربية حيث انضم إلى جلسة محادثات أمين عام الجامعة عمرو موسى ونائب رئيس وزراء وزير خارجية التشيك سيرل سفوبودان،وعبر الفيصل في مؤتمر صحفي عقده في الجامعة العربية عن تقديره للجهود التي يبذلها موسى لإصلاح الجامعة وتطوير أدائها وعملها وقال "إن ذلك سيكون له مردود على تصحيح أوضاع العرب، والجامعة العربية"، ووصف المرحلة الراهنة بأنها " دقيقة وحساسة "تتطلب الجدية والاهتمام بعملية التطوير.
ولفت إلى أنه تلقى توضيحات من عمرو موسى بخصوص مقترحات التطوير التي قدمتها الدول العربية، وعملية المزج التي قامت بها الجامعة، وأنه سيرفع تقرير بذلك إلى القيادة السعودية وسنصل إلى تصور مشترك للأفكار وأملنا أن يكون التفاعل جماعياً فليس هناك بلد عربي يقلل من أهمية تطوير وفاعلية العمل وأننا بحثنا تطوير العمل العربي المشترك. وتطرق إلى جلسة المحادثات الثلاثية التي حضرها وقال، إنها ركزت على سبل وقف التعنت والقتل والإبادة التي تمارسها إسرائيل بحق الفلسطينيين.
وأكد مصدر دبلوماسي مسؤول في الجامعة العربية أمس أن وزراء الخارجية العرب سيعقدون من 10 إلى 12 فبراير المقبل اجتماعا في مقر الجامعة العربية في القاهرة لبحث مقترحات تطوير الجامعة.
وعلمت "الوطن" أن الأمير سعود الفيصل, سجل عدداً من الملاحظات على المشروع المقدم من الجامعة لتطوير منظومة العمل العربي المشترك, وأن تلك الملاحظات كانت محل نقاش مطول بينه وماهر وموسى.
وقالت مصادر دبلوماسية عربية لـ"الوطن" إن المجتمعين سعوا خلال اجتماعهم إلى وضع حد أدنى للاتفاق فيما بينهم قبيل الدعوة لاجتماع استثنائي لوزراء الخارجية العرب في فبراير المقبل لإقرار خطة التطوير.
منقول
تحياتي