الرمد الربيعي: إحساس بجسم غريب في العين يؤدي لاستدرار الدموع
بقلم الدكتور مصطفى مهيار - استشاري طب وجراحة العيون ::
عمان- الغد- الرمد الربيعي أحد أنواع أمراض الحساسية التي تصيب الملتحمة، وهي الطبقة الشفافة التي تبطن الجفنين وتغطي طبقة الصلبة "بياض العين"، وينتشر المرض عند سكان المناطق الحارة أكثر من المناطق الباردة.
ويصيب الرمد الربيعي الذكور أكثر من الإناث في سن ما بين 5-20 سنة، ونادرا ما يبدأ قبل سن الخامسة أو بعد بلوغ العشرين، وعادة يصيب الأشخاص الذين عندهم استعداد وراثي للحساسية، ووجد أن حوالي 70% من مرضى الرمد الربيعي لديهم تاريخ عائلي لأحد أمراض الحساسية، مثل الربو أو حساسية الجلد أو حساسية الجيوب الأنفية.
تتميز نوبات الرمد الربيعي بتكرارها في مواسم معينة عادة ما تكون في الربيع وأوائل الصيف، ويجب معرفة أن مرض الرمد الربيعي غير معد إطلاقا وعادة تنتهي نوبات المرض عندما يكبر الشخص.
الأعراض:
تتشابه أعراض مرض الرمد الربيعي مع أعراض بعض أمراض العيون الأخرى، مثل التراخوما وحمى الدريسي وحساسية العين التي تصاحب لبس العدسات اللاصقة.
ومن تلك الأعراض:
1. حكة في العينين: وهي أهم مؤشر على وجود الرمد الربيعي، حتى إنه من الممكن أن يقال إذا لم توجد حكة، فإنه لا يوجد رمد ربيعي، وسبب هذه الحكة مادة تسمى (Histamin) الهستامين.
2. إفرازات مخاطية صفراء أو بيضاء اللون تتم على شكل خيوط لزجة.
3. هبوط الأجفان العلوية.
4. إحساس بجسم غريب في العين.
5. زيادة في الدموع واحمرار في العينين.
6. عدم القدرة على تحمل الضوء.
7. ضعف النظر في الحالات المتقدمة وذلك نتيجة التهابات أو تقرحات في القرينة.
العلامات الإكلينيكية:
عند الكشف على المريض يلاحظ وجود حبيبات وحويصلات في طبقة الملتحمة في الجفن العلوي، ونادرا ما توجد في الجفن السفلي، وإذا وجدت فهي تصاحب وجود حبيبيات في الجفن العلوي، كما يلاحظ احمرار في العينين ووجود طبقة بيضاء حول القرنية.
وقد يتغير لون الجزء الأبيض من العين المحيط بالقرنية إلى اللون البني أو الرمادي، وعندما تشتد الحالة ويثقل الجفن بحمل تلك الحبيبيات يظهر هبوط في مستوى الجفن، كما تظهر في الحالات المتقدمة بعض التغيرات في سطح القرنية مثل بعض التقرحات أو العتامات التي قد تسبب ضعف النظر. ولحسن الحظ فان إصابات القرنية بهده التغيرات تحصل في نسبة ضئيلة جدا من الحالات.
التشخيص:
يستطيع طبيب العيون تشخيص الحالة عند مشاهدة العلامات التي ذكرت آنفا، كما يلجأ لأخذ مسحة من الملتحمة لفحصها في المختبر حيث تشاهد بعض الخلايا التي يتميز بها مثل هذا النوع من الحساسية، وبذلك يمكن تمييز الحالة من بعض الأمراض الأخرى التي تشابهها في الأعراض مثل التراخوما والتهابات الملتحمة الأخرى.
العلاج:
توجد وسائل عديدة للتخفيف من أعراض الرمد الربيعي منها:
1. الكمادات الباردة: حيث تساعد على تخفيف الحكة واحمرار العين، ويتم ذلك بوضع كمادات باردة على جفن لمدة عشر إلى خمس عشرة دقيقة لعدة مرات يوميا.
2. قطرات مضادة للهستامين.
3. قطرات أخرى تمنع إفراز مادة الهستامين من الخلايا، ويجب استعمالها أربع مرات في اليوم على الأقل لعدة أسابيع، حتى يبدأ مفعولها مثل قطرة الكرومولين (Chromoline) والتي يجب الاحتفاظ بها في مكان بارد.
4. قد يساعد الانتقال من منطقة حارة إلى منطقة باردة على تخفيف حدة المرض أو الشفاء منه، كما يفيد الابتعاد عن الأشياء التي تسبب الحساسية مثل الغبار والأتربة والحشائش، وغيرها في التقليل من نوبات المرض.
5. في الحالات الشديدة التي لا تستجيب لطرق العلاج الأخرى قد يلجأ طبيب العيون لإعطاء بعض القطرات التي يحتوي تركيبها على أحد مركبات الكورتزيون، لكن يجب الإدراك أن استعمال تلك القطرات لفترات طويلة قد يسبب مضاعفات خطيرة للعين كحدوث الماء الأبيض أو ارتفاع ضغط العين (الجلوكوما)، لذلك يجب استعمالها فقط تحت إشراف اختصاصي العيون، وعدم تكرار استخدامها وشرائها من الصيدليات دون استشارة الطبيب.- (ميدكس اندكس)