علاقات رمضانيه
العلاقة الأولى:
رمضان هو شهر القرآن: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان), (إنّا أنزلناه في ليلة القدر), (إنّا أنزلناه في ليلة مباركة), هذه آيات بيّنات توضح العلاقة الزمنية بين رمضان والقرآن, فممّا لا شك فيه أن رمضان قد تألّق حسنا وازداد تكريما وتشريفا حين شاءت إرادة الله تعالى أن تجعل منه المحتوى الزماني لنزول كتاب الأمّة ومصدر تشريعها.
العلاقة الثانية:
رسولنا وحاله مع القرآن في رمضان: قصة تلاحم يرويها حبر الأمة – ابن عباس - حين يقول: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل, وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن, فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة), وكأني بالنداء العلوي يتردّد عبر سماء الدنيا ينادي نبيّنا المزّمّل يأمره بترتيل القرآن (يا أيّها المزمّل قم الليل إلا قليلا, نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلا).
العلاقة الثالثة:
سلفنا الصالح رضوان الله عليهم واجتهاداتهم مع القرآن في رمضان: هي حكايات صنعها ذاك الجيل الذي تنفس من عبق النبوة وشذاها فصُنع على عين الله.
فها هو مثلا الإمام الزهري رحمة الله عليه قال عن رمضان (إنما هو قراءة القرآن وإطعام الطعام) ومثله سفيان الثوري رُوي عنه (انه إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن), لذا فقد صنعوا معجزات إيمانية قريبة من الخيال, فها هو قتادة مثلا رُوي عنه (انه كان يختم القرآن في رمضان في كل ثلاث ليال مرة, فإذا جاءت العشر ختم في كل ليلة مرة) وها هو الإمام الشافعي أيضا ورد انه كان يختم القرآن في رمضان ستين ختمة.
العلاقة الرابعة:
القرآن والصيام يتلازمان أيضا يوم القيامة: حين يكون الإنسان أحوج ما يكون إلى أيّ شفاعة, وإذ بهما معا يقدُمان ليشفعا لصاحبهما, قال صلى الله عليه وسلم: (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة, يقول الصيام: أي رب منعتُه الطعام والشهوات فشفّعني فيه, ويقول القرآن: ربّ منعته النوم بالليل فشفّعني فيه, فيشفّعان).
العلاقة الخامسة:
الصيام مفتاح الجنة والقرآن رافعة لمقاماتها العليا: هذه علاقة تصويرية ممكن أن نتمثّلها من حديثين نبويّين, ألأول منها يقول فيه صلى الله عليه وسلم: (إنّ في الجنة بابا يقال له الريّان لا يدخل منه إلا الصائمون) حيث الصيام هنا هو مفتاح لباب الريان, أمّا الحديث الثاني فهو بيان لكون القرآن رافعة ترفع صاحبها للمقامات العليا في جنات النعيم, حيث يقول صلى الله عليه وسلم: (يُقال لصاحب القرآن يوم القيامة أقرأ وارق فان منزلتك عند أخر أية تقرؤها).