الحمد لله والصلاة على رسول الله أنا بعد
انتشر في الآونة الأخيرة ما يعرف بزي التخرج الذي يشابه زي أعداء الدين من النصارى واليهود ومما لا شك فيه أن الدين الإسلامي حث على مخالفة أهل الشرك والكفر ولو بالكلمة قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ) مع العلم أن الصحابة لم يكونوا يقصدوا ما قصده الكفار إلا أن الله نهاهم عن ذلك ولم يترك الأمر للنية ونبينا صلى الله عليه وسلم كان فعله يدل على مخالفة أهل الباطل روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسدل شعره وكان المشركون يفرقون رؤوسهم ، وكان أهل الكتاب يسدلون رؤوسهم ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يُؤمر فيه بشيء ، ثم فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه .يعني مُخالفة لهم حتى في فرق الشَّعر ، بدليل أنه عليه الصلاة والسلام لما كان في المدينة واليهود يُجاورنه فيها كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابه بمخالفة اليهود .
ومن مظاهر المخالفة مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم لليهود في صوم يوم عاشوراء .فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه ، قالوا : يا رسول الله إنه يوم تعظّمه اليهود والنصارى . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع . قال : فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه مسلم .
ومن مظاهر المخالفة وجود أوقات للنهي عن الصلاة لأنها أوقات يسجد فيها للشمس فيحبس المؤمن عن الصلاة في بعض الأوقات تجنباً للمشابهة وتنشيطا ً له وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من تشبه بقوم فهو منهم وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لما رأى على عبد الله بن عمرو ثوبين معصفرين: إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها وثبت في ( صحيح مسلم ): أن عمر رضي الله عنه، كتب كتابـًا إلى عامله بأذربيجـان عتبة بن فرقـد رضي الله عنه، وفيه: (وإيـاكـم والتنعم وزي أهل الشرك ولبوس الحريروغيرها من النصوص التي تدل على حرمة التشبه بالكفار وإنك لتعجب من أناس ولدوا مسلمين رضوا بأن يقلدوا الكفار حتى في لابسهم وتناسوا الأدلة الواضحة في مخالفة أهل الباطل ويتحججون بشبه واهية مرة بالنية ولقد تبين لنا بالدلي أن الله نهى الصحابة عن كلمة رغم أن نيتهم تخالف نية أهل الشرك إذا علم ذلك فاعلم أيها المسلم أن كل زي فيه تشبه بالنصارى أو اليهود أو الكفار عموما لا يجوز للمسلم أن يلبسه. ومن ذلك ما يعرف بزي التخرج من روب وقبعة كلها محرمة فهذه الملابس والأزياء تقليد غربي كهنوتي لا يجوز ولا تسمح به أنظمة وزارة التربية والتعليم بل فيه مخالفة صريحة لما قامت عليه هذه البلاد من تربية النشىء على العقيدة السلفية الصافية ولقد أصدرت هيئة كبار العلماء برئاسة سماحة المفتي عبد العزيز بن عبد الله آل شيخ فتوى تحرم هذا الأمر ومن أرد الإطلاع عليها فيراجع الفتوى رقم 21052 كما نُذكر بالمادة 13 من النظام الاساسي للحكم والتي تنص على (يهدف التعليم الى غرس العقيدة الا سلامية في نفوس النشء واكسابهم المعارف والمهارات وتهيئتهم ليكونوا أعضاء نافعين في بناء مجتمعهم، محبين لوطنهم معتزين بتاريخـه.)اهـ فهل من لبس لبس يشابه النصارى يعتز بدينه وتاريخه والحمد لله لدينا عباءتنا المعروفة وزينا الرسمي الذي يفتخر به الصغير قبل الكبير وبه غنية وسلامة فالواجب على المسلمين الوقوف أمام هذا المنكر وإنكاره كككل عععلى حسب طاقته كما نهيب بالإخوة المعلمين عدم التوسع في مثل هذه المسائل التي تمس العقيدة وتخدش بالانتماء الوطني وقبله الدين للمسلم والواجب علينا التسليم لله تعالى قال تعالى {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (36)} [الأحزاب: 36] وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ورزقنا الثبات على دينه والله اعلم.