اغضب لرسول الله ولكن بأخلاق رسول الله
الخصم الغبى يساندك أحيانًا أكثر مما يفعل لك أنصارك.
الخصم الغبي.. يريد أن يحذر منك فيقوم بالترويج لك.
أنا هنا لا أتحدث عن موقف بعينه .. بل أتحدث عن طرق الرفض الغبية!
كم من مُنتج (مقال، فيلم، كتاب) يأتى بصمت ويمضى بصمت،
لولا ردّات الفعل الغبية من خصومه.
أعمال مصيرها الموت..
ولكن خصومها يصرون على إحيائها ورواجها.
وهذا بالضبط ما حدث مع الفيلم
(الذى يحاول الإساءة لأفضل الخلق عليه السلام)،
فيلم تافه يصنعه بعض الموتورين لا يعلم عنه أحد..
ثم نأتى نحن لنقوم بأكبر حملة ترويج مجانيّة له عبر العالم:
مظاهرات، وتكسير، وعنف، وقتل سفراء، ونشرات أخبار تنقل ما يحدث..
وبدلاً من أن يراه المئات فقط، ويمضى كأنه لم يكن، يشاهده الملايين
ويصبح - خلال ساعات - حديث العالم أجمع.
سيأتى أحدهم محتجًا، ويكاد أن يمنحك تهمة مجانية:
ألا نغضب لرسول الله؟!
يا أخى اغضب..
ولكن السؤال: متى تغضب؟.. وكيف تغضب؟!
لماذا لا تغضب ضد كل الأشياء حولك، والتى تجعلك ضمن أكثر الأمم تخلّفاً فى العالم؟!
لماذا لا تغضب ضد كل الأشياء التى تتعامل معك بدونية؟!
لماذا لا تغضب من أجل حقوقك المنتزعة، وكرامتك المهدرة، وعقلك المختطف؟!
لماذا تقوم بترويج الفيلم -عبر كل الوسائل الحديثة -
بدلاً من ترويج أجمل
وأعظم العبارات التى قيلت عن الرسول عليه السلام من كبار الكتاب
والمفكرين وفلاسفة الغرب؟!
اغضب، ولكن تذكّر أن محمدًا عليه الصلاة والسلام وتعاليمه العظيمة
تقف ضد القتل بلا ذنب.. فلا تبحث عن نص لتلوى عنقه
ليناسب تفكيرك وغضبتك الغبية.
اغضب.. ولكن تعلّم كيف تغضب؟
واعلم أن بعض الغضب عليك، وليس معك...
فلتغضب بعقلك وعاطفتك فالعاطفة وحدها لاتكفى !
ولنغضب لرسول الله ولكن بأخلاق رسول الله