من النوادر أن تمر لقاءات ديربي العاصمة الهلال والنصر بهدوء جماهيري كلقاء البارحة في مواجهة الذهاب لمسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين الذي مر بطابع جماهيري آخر لاعتبارات فنية وأخرى متعلقة بأجواء الرياض المتقلبة التي تمر بها خلال هذه الفترة التي تشهد آخر مراحل الربيع وبداية الإقبال على فصل الصيف، فالاعتبار الأول هو أن لقاء البارحة تلا مسابقة دوري المحترفين الذي يعد البطولة الكبرى والأهم في حياة الفرق السعودية، فالهلال فقد البطولة وفي الحفاظ على اللقب الـ 12، بعد أن خسر من الاتحاد الذي سجل اللقب الـ 8 له، وفي جانب النصر (الذي ينتظر اللقب الوحيد له في هذا الموسم) فعلامات الغضب بلغت ذروتها وسجلت جماهيره موقفا صارخا، بعد أن خسر الفريق آخر مبارياته أمام أبها الذي توقف بقاؤه في دوري المحترفين على فاصلة مع الرائد.
ودفعت نتائج لقاءات الفريقين هذا الموسم والتي جاءت لمصلحة الهلال في الدوري وفي بطولة كأس ولي العهد في أن تسلم بعض جماهير النصر بنتيجة لقاء أمس مبكرا للهلال وهذا ما رسمه لـ "الوطن" مشجع النصر عبد الله سليم الذي اعتاد بصورة دائمة حضور مباريات فريقه في الملعب وفي كل الأحوال وتحت أي ظرف، وبرر عدم حضوره كحالة احتجاجية على أداء فريقه في اللقاءات الماضية، بعد أن كان يشكل مضرب مثل مع جماهير نادية في الحضور بكثافة لمدرجات الملاعب جعل جماهير نادية تلقب بجماهير الشمس في المواسم الثلاثة الماضية. وصورت منتديات النصر حالات إحباط لتلك الجماهير في كيفية التغلب على الهلال مكتمل الصفوف، وبين الجهني أن النتيجة محسومة للغريم وهو شعور لم يعتده ذلك المشجع.
فيما أبدت بعض الجماهير الهلالية تضجرها من سلب حقوق ناديها بإخفاء شعار ناديها من على تذاكر اللقاء الذي يعد على أرض النصر وله حق تسويق تذاكر المباراة.
وبعيدا عن هذا الضجر، فقد أبدى المشجع الهلالي فهد العبد الله شعورا غريبا في غياب الحماس لديه في تشجيع فريقه، وقال "لم يكن دافعي للحضور سوى شعار فريقي، فلم أفق بعد من خسارة بطولة الدوري الأحد الماضي".
وكان يوم أمس هادئا بالنسبة للميادين العامة للعاصمة الرياض، إلا أنه لم يخلُ من مظاهر التشجيع العادية من إظهار الإعلام وتعليقها على مركباتهم، مما حد من إيقاع الغرامات المالية على المخالفين.
وصور تعطل بطء حركة السير كانت على جسر مكة المكرمة( الشهير بكوبري الخليج) والرابط شرق الرياض بغربه قبل اللقاء بساعتين، إذ تقاطرت المركبات لملعب الملك فهد الدولي وهو الطريق الذي لا يشهد ازدحاما يوم الجمعة (يوم الإجازة الرسمية للقطاعات الأهلية)، إلا أن المفاجأة كان حادث سير بسيط لم يسجل أية إصابات أو تلفيات كبيرة بين المركبتين اللتين عطلتا الحركة بصورة معهودة.
وتسببت الأجواء المغبرة التي كانت عليها الرياض منذ يوم الأربعاء الماضي إلى يوم المباراة في تقليل الحضور الجماهيري، وفي الإقبال على شراء التذاكر خاصة في ملعب المباراة، إذ كانت الحركة فيه عادية ومختلفة عن التي كانت عليه مواجهات الفريقين الماضية.
وشكل الحضور الجماهيري للنصر والهلال هدوء عمليا للعاملين في ملعب الملك فهد الدولي، إلا أنه لم يكن محفزا للعمل لديهم، حيث إن اكتظاظ المدرجات بالمتفرجين هو المحفز الأول لتحريك الدوافع داخل أنفس العاملين للقيام بواجباتهم العملية بالصورة التي اعتادوها في مثل هذه المناسبات.
وعلى الرغم من ذلك، بقيت المباراة محط أنظار وسائل الإعلام المختلفة المحلية والخارجية والتي كان أبرزها حضور موفد وكالة الأنباء اليمنية الذي سجل دهشته الكبيرة للغياب الجماهيري، إلا أنه أكد أن حضوره للقاء الهلال والنصر يماثل حضوره لنهائي كأس العالم.
ومن خلال تلك المعطيات يمكن أن يطلق على لقاء البارحة لقب (القمة الباردة) بعيدا عما دار من أحداث كروية فوق أرضية الميدان، وفي النهاية تبقى للتاريخ كلمته في تسجيل نتيجة اللقاء وتدوينها في سجلات الناديين.
للكاتب : عبدالله الفراج