أثارت نجاة شاب مواطن من حادث سير مروع، وقع ظهر أمس الأول على شارع الرمس، شمال رأس الخيمة، حالة من الدهشة الممزوجة بالفرحة في الإمارة، بعد أن سقطت شاحنة ثقيلة بكاملها مع حمولتها على سيارته، وحطمت المركبة تماماً، واستقرت فوق الجسم الرئيسي للسيارة، بما فيها مكان جلوس السائق .
لم يصدق كثيرون، ممن تواجدوا في موقع الحادث، أو ممن شاهدوا صور الحادث عبر الصحف والهواتف المتحركة، أن السائق خرج سالماً معافى، ولم يصب بأي كسور أو مضاعفات خطرة، واقتصرت إصاباته على رضوض بسيطة .
أحمد محمد سعيد الشحي، روى لـ “الخليج”، التي زارته في مستشفى صقر برأس الخيمة، حيث يستكمل العلاج ويرقد على سرير الشفاء، لحظات الرعب، التي عاشها تحت الشاحنة وحمولتها الثقيلة، لمدة ساعتين، مؤكداً أنه “لم يصدق أنه خرج حياً سالماً من تحت الشاحنة وحمولتها، بعد أن أخرجه رجال الإنقاذ والاسعاف من إدارة الدفاع المدني في رأس الخيمة والشرطة، بمساعدة عدد من أفراد القوات المسلحة” . وقال: “كتب لي عمر جديد، وأشعر أني ولدت مجدداً” .
الشحي، 26 عاماً، عاطل عن العمل، وسبق أن شغل وظيفة حكومية، قبل أن يتركها، أكد أن “الأشعة الأولية، ثم الأشعة المقطعية، التي خضع لها بعد الحادث أثبتت عدم إصابته بأي كسور أو مضاعفات خطيرة، فيما طمأنه الأطباء بسلامته وعدم تأثير الحادث على صحته مستقبلاً أو أي وظائف حيوية في جسده، وهو ما ضاعف دهشته”، وقال “أشكر الله، الذي له الفضل الأول والأخير في خروجي سالماً من تحت الشاحنة” .
الناجي من الحادث، وهو من منطقة غليلة، شمال إمارة رأس الخيمة، قال إن “ما شغل تفكيره، وهو بين الحياة والموت تحت الشاحنة وحمولتها لمدة ساعتين، هو الموت والقبر لا غير، وكيف سأقابل وجه ربي، ولم أتوقع أن أخرج حياً على الإطلاق، لاسيما بعد أن طالت فترة وجودي تحت الشاحنة، وكنت واعياً، ولم أفقد الوعي إطلاقاً، وأسمع رجال الإنقاذ والأهالي المتواجدين في موقع الحادث، وبينهم عيال عمي وأقاربي وأهلي، وهم يوجهون النداء لي باسمي، والضجة المصاحبة، فضلاً عن أنني كنت أتكلم وأناديهم وأرد عليهم، وبعضهم كان يسألني إذا كنت بخير، وإن كان هناك أشخاص آخرون معي” . وأضاف أن “كل ما كنت أفعله تحت الشاحنة هو التشهد وذكر الله” .
عبد الله الشحي، 37 عاماً، شقيق أحمد، طالب “الجهات الحكومية المختصة بالتحقيق في أسباب الحادث بدقة، والعمل على تجنبها مستقبلاً، لحماية أبنائنا، والعمل على توفير وسائل نقل أكثر أماناً للمواد والبضائع المختلفة”، معتبراً أن “طبيعة جسم شقيقه النحيل ساعدته على النجاة”، معرباً عن شكره وتقديره لكل من ساهم في إنقاذ شقيقه، من رجال الإنقاذ والجهات الحكومية المختصة، في مقدمتهم عدد من أفراد اقوات المسلحة” .
وأوضح أنه “فوجىء مع بقية الأهل والأصدقاء بعدم توفر رافعة لدى الجهات المختصة بالإنقاذ في رأس الخيمة، ما أخر عملية انتشال شقيقه من تحت الشاحنة، إلى أن بادر أحد المتواجدين بالصدفة في موقع الحادث، من أفراد القوات المسلحة، إلى استدعاء رافعة تعود للقوات المسلحة، وتعمل في موقع قريب في جبال رأس الخيمة، ما ساهم في إنقاذ أخي، فيما كان من الممكن أن يفقد حياته، بسبب عدم توفر الآليات الضرورية”، مضيفاً “هل يعقل أن إمارة بحجم رأس الخيمة، يبلغ عدد سكانها 300 ألف تقريباً، لا تتوفر فيها رافعة لعمليات الإنقاذ” .
وأكد د . يوسف الطير، رئيس قسم الطوارىء في مستشفى صقر، أن “الطاقم الطبي في المستشفى بادر على الفور إلى تقديم العلاج والإسعافات الأولية للشاب المصاب” . وأكد د . ربيع مختار، طبيب الحوادث في المستشفى، أن “نجاة الشاب تعكس قدرة المولى، سبحانه، بالرغم من خطورة الحادث، الذي يخلف حالات وفاة أو عاهات مستديمة أو إصابات بليغة في العادة” .
صور السياره