صديقي الأول :
عاشق للحكايات التي يسمعها من جده صيفاً وشتاءا..يزدحم هم وإخوته حول الجد.. وما أن يبدأ
الجد بسرد تاريخ أجدادهم ومنجزاتهم حتى تنز قلوبهم..ويحبس التوتر أنفاسهم..فلا ينبس أحدهم
ببنت شفاه...وتتسمر أعينهم في شفتي الجد الراوي..وقد إنفغرت أفواههم..ودلعت ألسنتهم كالبُلّه0
مات الجد..ولم يورث أباهم سوى الحكايات,,,والجوع,,
وصار أبوهم الحكاء بالوراثة,,ومات الأب فورث إبنه الحكايات,,وكل الفقر..إهترأ جلد الأبناء و
تسلخ من التصفيق لتلك الحكايات والأمجاد الغابره..التي سمع عنها فقط,,
علموه منذ أن كان رضيعاً,,كيف تجود السمآء بالمطر والخير,,علموه كيف تلد الأرض ذهباً وياقوتا
مع أنه لم يرى من سمائه سوى القحط,,,,ولم يرى على الأرض إلا الجفاف..
صديقي هذا يكرهني...ولا ناقة لي في قحطه ولا جمل,,,ماعلاقتي بأن طالت ليالي حكاياته,,
لا يتمنى لي الخير يوماً,,,هنا فقط عرفت سر قحطه وجفافه
صديقي الثاني :
ورث عن أجداده قلعة جميلة,,, أو هكذا قيل لي
لأن ما رأيته لم يكن سوى أثر بعد عين لشئ ما..صديقي هذا يذهب إلى مكان تلك القلعة كل يوم..
تعبث يداه ببقايا تلك القلعة ..عله يجد مايرى بأنه دليل على تلك القلعة المجيدة,,
ولكنه لم يجد سوى قطط وفئران,,,تقفز هنا وهناك,,ومن زاوية لأخرى,,,ماءت القطط إحباطاً,,
وعاد ككل مساء يجر أذيال الخيبة,,,
لصديقي هذا الذي يمقتني مقتاً لا اجد له سببا,,,لست انا من هدم قلعتك,,,ولم أمنعك يوماً من إعادة
بناء تلك القلعة 0
صديقي الثالث :
أو صديقي اللدود ,,هو ذو جاه ومال ونفوذ,,ميزته انه يعمل كل شئ وبأي طريقة كانت إذا ما
استدعت مصلحته ذلك...وهذا شئ رائع وجميل,,,لأن هناك من يعمل ليدمر غيره ولا يجني لنفسه
شيئا...أغبط صديقي هذا كثيراً على حظه الذي لا أملك
أشكره كثيراً لانه الوحيد الذي وقف معي>>أو هكذا أظن لأن سريرتي بيضاء كلوني
فلا يهم الدافع,,,الأهم هي النتيجة,,,
لصديقي هذا ,,أنت أحسنهم,,,واتمنى أن أراك مهنئاً لي حتى وإن اخرجتك من السباق حتى اعرف وقتها انك تؤمن بالتنافس الشريف وأنك شجعتني لأجلي,,
وليس كرهاً ونكايةً بهم كما يهمزون ويلمزون عنك...
صديقي الرابع :
هو اكبر أصدقائي سناً,,, أتعاطف مع هذا الصديق كثيراً
يعاني أحياناً من عقوق أكبر أبنائه,,,ربما لتميزه عن بقية إخوته دور في ذلك
صديقي هذا...هو المحايد بينهم...لا يحبني ولا يكرهني ولا ينافقني,,,
أظن ان خبرته وعمره المديد أمداه بالحكمة اللازمة تجاه الأمور,,والحياد رأس الحكمة
لصديقي العنيد هذا أقول أنا أحترم عمرك وتاريخك,,وأحب فيك عدم نفاقك,,
أنتظر مباركتك لي قريباً,,,أعرف انك مكابر ولا تريد سيداً لآسيا سواك0
أما انا ( اللــــــــــــــيث ) :
ولدت قيصراً حتى ولو كانت ولادتي قيصرية,,,كانت ولادتي كذلك لأنهم أرادوها كذلك,,,
وضعوا الصعوبات والعراقيل امامي وخلفي حتى لا أكبر,,,ولكني كبرت,,,وها انا اكبر أكثر وأكثر
ميزتي أنني مختلف عنهم,,
لم اكبر مثلهم بالإعتماد على احد,,او إعلام ..أو نفوذ,,أو حتى حظ,,
كبرت وبنيت نفسي بنفسي,,,حفرت الصخر بلا معاول,,بل بأظفاري,,,تألمت وحدي,,كما أفرح
لوحدي,,,أعيش لأجلي فقط ,,, ولم افكر يوماً أن اكون ملحقاً أو تابعاً لأحد,,,
كبرت,,, لدرجة أني أصبحت أضخم وأعتى من أصدقائي...لهذا كرهوني,,,ولا يتمنوا الخير لي أبدا,
أعذرهم,,لقد هالهم مقدار قوتي,, أقول هذا وأنا على أعتاب مجد قادم بمشيئة الله
لكل أصدقائي :
ماذنبي أن الحياه صغر ,, وشباب ,, وكهولة ؟!!
ماذنبي أنا حين غدوتم كهولا ؟!!
ما ذنبي أنني سأتوقف عند مرحلة الشباب ,,, أو لست انا الشباب ؟!!