هناك عقدة تدعى عقدة الأقلية و هو شعور تشعر به الأقلية على أنها مظلومة و مضطهدة و هؤلاء دائما يشكون وضعهم
و في حقيقة الأمر ربما تكون معاناتهم نفس معاناة الأكثرية فالحياة لا تصفو لأحد فالمكدرات يعاني منها الجميع أكثرية و أقلية و هذه سنة الله في خلقه حتى لا يستكين الإنسان للحياة الدنيا و ينسى الآخرة
وهناك أمر آخر يجب التنبه له و هو ما يسمى بغرور القوة فأي شخص أو مجموعة بشرية تشعر أنها تمتلك قوة أو سلطة يمكن أن تقع فيه إذا ضعف الوازع الديني و الأخلاقي عندهم و ذلك بان يخصوا أنفسهم بخصوصيات و يعتبر هذا الأمر طبيعيا في واقعنا المعاصر فيجب التأقلم معه لأن الذي يعترض على هذا الأمر لو ملك هذه القوة أو السلطة لفعل مثل هؤلاء أو أكثر و لكن التمادي كثيرا في هذا الغرور يسبب مشكلة و المطالبة بالمثالية يسبب مشكلة أيضا لأنها غير موجودة في واقعنا المعاصر
و قد تنبه المحتل و من له مشاريع توسعية مثل إيران لهذا الأمر فصار يظهر تعاطفه مع هؤلاء و دعمه لهم من اجل أن يدخل إلى تلك الأوطان من خلالهم ليحقق أغراضه و أطماعه
و عندما يصل المحتل لأغراضه عن طريق هؤلاء يضعهم تحت خيارين أحلاهما مر
إما أن يتخلى عنهم و يتركهم لانتقام الأكثرية
أو ينفذوا أجندته في المنطقة و هذا سوف يشكل حرج شديد لهؤلاء و خاصة أولائك الذين كانوا يرفعون شعارات وطنية أو دينية براقة و سوف يعرضوا أنفسهم لحقد الأمة عليهم و ربما تنقلب الموازين فيكونون عرضة لخطر الانتقام
و المحتل يفضل أن يسلم السلطة للأقلية حتى يبقوا بحاجة إليه و بالتالي ينفذوا أجندته بينما الأكثرية يمكن أن تستغني عنه و عن دعمه
و هنا أود أن أشيد بشيعة السعودية فاعتقد أنهم تعرضوا لإغراءات كثيرة من قبل جهات معادية للإسلام و من قبل جهات لها مشاريع خاصة في المنطقة مثل إيران و لكنهم أثبتوا وطنيتهم و أعطوا المواطنة حقها فلم يستقووا بالخارج
بخلاف بلدان أخرى حيث وقعوا في مصيدة الاحتلال أو غيره ممن لهم مطامع خاصة في منطقتنا
و لذلك من وجهة نظري إن شيعة السعودية هم نموذج و مرجع للشيعة في العالم للأسباب التالية:
السعودية منبع العروبة و الإسلام و النهر عند منبعه أصفى من مصبه ففيها مهبط الوحي و فيها مدفن سيد الأنام عليه و على آل بيته الطيبين الطاهرين أفضل الصلاة و السلام و كذلك مدفن سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء المصونة عليها السلام
و لأنها تضم أعظم مقدسات المسلمين
و هناك ميزة هامة للمملكة هو أنها لم تتعرض لاحتلال غربي صليبي ، الذي يفعل فعله في حكومات و شعوب البلدان التي يحتلها ،و لذلك فقيادة المملكة العربية السعودية و شعبها بعيدة عن الآثار الفكرية و النفسية التي يتسبب بها الاحتلال و خاصة هذا الفكر الثوري الذي جلب المصائب على امتنا.
و ادعوا الأقلية و الأكثرية في عالمنا الإسلامي أن يفوتوا الفرصة على الأعداء
و ذلك بان تحذر الأقلية من الوقوع في مصيدة الأعداء و أصحاب المشاريع الخاصة فالتاريخ لا يرحم و الموازين يمكن أن تتغير في أي وقت.
و أن تراعي الأكثرية حقوق الأقلية فالظلم ظلمات و أهم أسباب زوال الأمم انتشار الظلم فيها
و أن يعلموا جميعا انه لا بديل عن التعايش فكما تعايش أجدادنا يجب أن نتعايش و انه لا يستطيع احد الطرفين أن يلغي الآخر و البديل مر و خطير و مضر بالجميع و يخدم مصالح الأعداء و يدفع الطرفين لإعطاء تنازلات لهم.
و التطرف و الإقصاء لا يأت بخير و يجلب المصائب و يفرح الأعداء .
و التعايش يستفيد منه الجميع ويصب في مصلحة الجميع و يغيظ الأعداء .