أقترب ريال مدريد من التأهل إلى قبل نهائي دوري أبطال أوروبا بعد تغلبه على ضيفه جالطة سراي التركي بثلاث أهداف نظيفة في اللقاء الذي جمع بينهما مساء اليوم في ذهاب دور الثمانية للبطولة والذي جمع بينهما على إستاد سانتياجو برنابيو
بالعاصمة الإسبانية مدريد.
وحسم النادي الملكي تفوقه من الشوط الأول الذي أنها بتقدمه بهدفين أحرزهما كريستيانو رونالدو ( ق9) وكريمة بنزيمة ( ق29) ، واضاف البديل جونزالو هيجواين الهدف الثالث لريال مدريد ( ق 74)، فيما لم تسفر المحاولات التركية عن أي تهديد حقيقي لمرمى دييجو لوبيز.
ونجح الثعلب البرتغالي
جوزيه مورينيو المدير الفني لريال مدريد في قيادة فريقه لتحقيق هدفه والفوز بنتيجة عريضة بإجراء بعض التغييرات في تشكيلة فريقه، ومستغلا التهور الهجومي لضيفه التركي، وطمع المخضرم " فاتح تريم"المدير الفني لجالطة سراي في تحقيق نتيجة إيجابية على ملعب النادي الملكي، تكون مهمة الإياب في إسطنبول يوم الثلاثاء المقبل أقرب إلى النزهة في تركيا، خاصة في ظل غياب متوقع لأكثر من لاعب في الفريق التركي بسبب الإنذارات.
فاجأ جوزيه مورينيو الجميع بعدة مفاجأت في تشكيل الميرنجي، فرغم إعتماده على نفس طريقته 4-4-2 إلا أنه أشرك عدد من اوراقه الرابحه، وأعاد إستخدام أخرين في أدوار جديدة، وكان أولى مفاجأته الدفع بالغاني إيسيان من بداية اللقاء في مركز الظهير الأيمن، والذي كان قد غاب عن هذا المركز منذ مباراة بروسيا دورتموند، وتعديل مركز دي ماريا إلى وسط الملعب، علاوة على الزج ب"التركي" مسعود أزيل في إختبار "مقصود" امام أبناء وطنه، وظهور كريم بنزيمة في المقدمة بدلا من الأرجنتيني هيجواين من البداية، أهم المفاجأة فكانت ظهور سامي خضيرة من البداية في واحدة من أكبر مناورات الثعلب البرتغالي.
وفي المقابل دفع فاتح تريم المدير الفني لجالطا سراي بقوته الضاربة في وسط الملعب، إعتماد على طريقة 4-3-1-2 على إعتبار أن المعركة الحقيقية بين الفريقين ستكون في منطقة المناورات في وسط الملعب خاصة في ظل القوة الهجومية للفريق التركي متمثلة في حميد التينوب وفيلبي ميلو وسيلجوك إنان، وامامهم المدفعجي ويسلي شنايدر الذي يلعب كمهاجم خلف الثنائي ديديه دورجبا ويوراك يلماز، وكانت مغامرة من تريم إنتهاجه شكل هجومي واضح كأنه يلعب على أرضه، امام فريق بحجم ريال مدريد.
ورغم الرسائل المبكرة التي أراد الفريق التركي توصيلها بأنه لن يكون لقمة سائغة أمام الفريق الملكي إلا أن مرحلة جس النبض لم تستمر طويلا حيث جاء الضرب سريعا من الداهية رونالدو الذي أحسن إستقبال تمريرة أوزيل البينيه داخل منطقة جزاء جالطا سراي خلف المدافعين ليتقدم الفتي الشقي ويسدددها بهدوء من فوق الحارس موسليرا في الزاوية اليسرى واضعا الريال في المقدمة ( ق9).
لم يحبط هذا الهدف من معنويات جالطة سراي الذي حاول لملمة أوراقه سريعا، والضغط عن طريق الجبهة اليمنى من خلال حميد التينوب ومعاونة ديبوي، إلا أن إلتزام فابيو كوينتروا ودعم سامي خضيرة أحبط المحاولات التركية من هذه الجهة، مما يجبر لاعبي جالطة على سلاح التسديد القوي من خارج المنطقة سواء من خلال شنايدر أو دروجبا، إلا أن قذائفهما لم تعرف طريقها إلى شباك لوبيز إما بسبب عدم الدقة أو تحطمها على يد حارس مرمى الريال، علاوة على الرقابة اللصيقة من من ثنائي قلبي الدفاع المدريدي فاران وراموس.
وفي ظل المحاولات التركية المستمرة والسيطرة النظرية على وسط الملعب- والتي إفتقدت الإيجابية الهجومية - كان إعتماد ريال مدريد على التمريرات الطولية على الأطراف إستغلال لسرعة دي ماريا وخضيرة
ومن إحدى هذه الهجمات يمرر إيسيان عرضية نموذجية من ناحية اليمين تسقط "هدية" أمام بنزيمة الذي لا يتوان في تسديدها في الزاوية القريبة محرزا هدف الملكي الثاني ( ق 29)
وعلى الرغم من تأخر جالطة سراي بهدفين، إلا أن أداء الفريق طل على نفس طريقته العقيمة، المتمثل في محاولة الإختراق من العمق، دون تنشيط فاعل للأطراف، وتظل المحاولات منحصرة في التسديد من أقرب فرصة ومسافة، وكاد دورجبا ومن بعده الظهير الأيمن ديبوي أن ينجح في تحقيق هدف جالطة الأول إلا أن لوبيز كان لهما بالمرصاد.
أستهل فاتح تريم الشوط الثاني بالزج بجوكهان زان بدلا من ويسلي شنايدر في محاولة لتنشيط هجومه، إلا أن الأمر لم يختلف كثيرا عن سابقه، بإستثناء سرعة أكبر في نقل الهجمات إلا أن المحاولات ظلت تفتقد الجديدة والتسديدات غير متقنة لا تعرف طريقها نحو المرمى، في الوقت الذي تراجع ريال مدريد بشكل واضح في محاولة لإستدراج ضيفه التركي وفتح مساحات واسعه في خطوطه الخلفية.
رغم الهبوط الواضح في رتم اللقاء، إلا أن هذا جسد رغبة ريال مدريد في تجميد اللعب محاولة تصدير الإحباط واليأس إلى لاعبي جالطة، مع الإستمرار في البحث عن هدف ثالث يقضى تماما على آمال الضيف "التركي"، ويدفع مورينيو (السبيشل وان) بتغييره المعتاد بنزول هيجواين بدلا من بنزيمة صاحب الهدف الثاني.
وسريعا يرد الأرجنتيني هيجواين التحية لمدربه بإحراز الهدف الثالث للملكي مستغلا عرضية شافي الونسو من ركلة حره، يرتقي لها اللاعب البديل ويسددها رأسية في الزاوية اليمنى للحارس التركي موسليرا ( ق74)، مؤكدا تفوق الريال وتاركا الإحباط لجالطة سراي
يعود مورينيو ويدفع بمهاجمه الصاعد لوكا مورديتش بدلا من أحد نجوم اللقاء وهو مسعود أوزيل ومن بعده بيبي بدلا من دي ماريا لفرض مزيد من التحكم على مجريات اللقاء الذي مال أكثر للهدوء في ظل فرض النادي الملكي لأسلوبه وشبه إستسلام الفريق التركي للنتيجة لتنتهي المباراة بهذا الفوز الكبير لريال مدريد الذي أقترب من التأهل إلى قبل النهائي.