بسم الله الرحمن الرحيم ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أستكمل معكم اليوم تفسير أربع سور من جزء عم .... وهي ..
سورة القارعة ... وسورة التكاثر ... وسورة الزلزلة ... وسورة العاديات ...
سورة القارعة
**************
الْقَارِعَةُ ( 1 )
الساعة التي تقرع قلوب الناس بأهوالها.
مَا الْقَارِعَةُ ( 2 )
أيُّ شيء هذه القارعة؟
وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ ( 3 )
وأيُّ شيء أعلمك بها؟
يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ ( 4 )
في ذلك اليوم يكون الناس في كثرتهم وتفرقهم وحركتهم كالفراش المنتشر، وهو الذي يتساقط في النار.
وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ ( 5 )
وتكون الجبال كالصوف متعدد الألوان الذي يُنْفَش باليد, فيصير هباء ويزول.
فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ( 6 ) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ( 7 )
فأما من رجحت موازين حسناته, فهو في حياة مرضية في الجنة.
وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ( 8 ) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ( 9 )
وأما من خفت موازين حسناته, ورجحت موازين سيئاته, فمأواه جهنم.
وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ ( 10 )
وما أدراك - أيها الرسول- ما هذه الهاوية؟
نَارٌ حَامِيَةٌ ( 11 )
إنها نار قد حَمِيت من الوقود عليها.
سورة التكاثر
************
أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ( 1 )
شغلكم عن طاعة الله التفاخر بكثرة الأموال والأولاد.
حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ( 2 )
واستمر اشتغالكم بذلك إلى أن صرتم إلى المقابر, ودُفنتم فيها.
كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ( 3 )
ما هكذا ينبغي أن يُلْهيكم التكاثر بالأموال, سوف تتبيَّنون أن الدار الآخرة خير لكم.
ثُمَّ كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ( 4 )
ثم احذروا سوف تعلمون سوء عاقبة انشغالكم عنها.
كَلا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ( 5 ) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ( 6 ) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ( 7 ) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ( 8 )
ما هكذا ينبغي أن يلهيكم التكاثر بالأموال, لو تعلمون حق العلم لانزجرتم, ولبادرتم إلى إنقاذ أنفسكم من الهلاك. لتبصرُنَّ الجحيم, ثم لتبصرُنَّها دون ريب, ثم لتسألُنَّ يوم القيامة عن كل أنواع النعيم.
سورة الزلزلة
**************
إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا ( 1 ) وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا ( 2 ) وَقَالَ الإِنْسَانُ مَا لَهَا ( 3 )
إذا رُجَّت الأرض رجًّا شديدًا, وأخرجت ما في بطنها من موتى وكنوز, وتساءل الإنسان فزعًا: ما الذي حدث لها؟
يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ( 4 ) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا ( 5 )
يوم القيامة تخبر الأرض بما عُمل عليها من خير أو شر, وبأن الله سبحانه وتعالى أمرها بأن تخبر بما عُمل عليها.
يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ ( 6 )
يومئذ يرجع الناس عن موقف الحساب أصنافًا متفرقين؛ ليريهم الله ما عملوا من السيئات والحسنات, ويجازيهم عليها.
فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ( 7 ) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ( 8 )
فمن يعمل وزن نملة صغيرة خيرًا، ير ثوابه في الآخرة, ومن يعمل وزن نملة صغيرة شرًا, ير عقابه في الآخرة.
سورة العاديات
**************
وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ( 1 )
أقسم الله تعالى بالخيل الجاريات في سبيله نحو العدوِّ, حين يظهر صوتها من سرعة عَدْوِها. ولا يجوز للمخلوق أن يقسم إلا بالله, فإن القسم بغير الله شرك.
فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا ( 2 )
فالخيل اللاتي تنقدح النار من صلابة حوافرها؛ من شدَّة عَدْوها.
فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا ( 3 )
فالمغيرات على الأعداء عند الصبح.
فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا ( 4 )
فهيَّجْنَ بهذا العَدْو غبارًا.
فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا ( 5 )
فتوسَّطن بركبانهن جموع الأعداء.
إِنَّ الإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ( 6 ) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ ( 7 ) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ( 8 )
إن الإنسان لِنعم ربه لَجحود, وإنه بجحوده ذلك لمقر. وإنه لحب المال لشديد.
أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ ( 9 )
أفلا يعلم الإنسان ما ينتظره إذا أخرج الله الأموات من القبور للحساب والجزاء؟
وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ ( 10 )
واستُخرج ما استتر في الصدور من خير أو شر.
إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ ( 11 )
إن ربهم بهم وبأعمالهم يومئذ لخبير, لا يخفى عليه شيء من ذلك.
هذا حتى ألقاكم مع تفاسير لسور أخرى ...