خلع صابونة الركبة..التأخر في المعالجة قد يؤدي إلى إعاقة شبه مستديمة!
السقوط من أبرز أسبابها
هذه حالة لمريضة أتت إلى العيادة تشتكي من آلام شديدة في الركبة اليسرى وصعوبة في الوقوف أو المشي وصعوبة حتى في ثني الركبة وتذكر بأنها تعرضت لسقوط والتواء حول منطقة الركبة وبعد ذلك لاحظت أن صابونة الركبة خرجت من مكانها إلى الناحية الخارجية من الركبة وصاحب ذلك آلام شديدة وأنه بعد ذلك عادت الصابونة إلى مكانها ولكن المريضة تشعر الآن بصعوبة في الوقوف والمشي وآلام شديدة وتورم حول منطقة الركبة وتشعر بأن الصابونة غير ثابتة وتنحرف إلى الخارج كل ما حاولت شد العضلات. والواقع أن هذه الحالة ليست نادرة بل تحدث في كثير من الأحيان نتيجة الإصابات الرياضية وغير الرياضية المباشرة وغير المباشرة. وهذه الحالة تعرف بخلع صابونة الركبة (papella dislocation) وفي ما يلي سوف نستعرض أهم أسباب حدوث هذه الحالة وكيفية التشخيص والعلاج.
* أسباب خلع صابونة الركبة
- يحدث خلع صابونة الركبة عندما تتمزق الأربطة التي تثبت الركبة في مكانها. والمعروف أن صابونة الركبة هي عظمة مهمة جداً في حركة الركبة وتصل الوتر السميك الذي ينزل في المنطقة الأمامية من الفخذ إلى الأسفل ليلتقي بعظمة صابونة الركبة وبعد ذلك يخرج وتر آخر من المنطقة السفلى من عظمة صابونة الركبة إلى الجزء الأعلى من منطقة الساق. ووجود صابونة الركبة مهم جداً لأنه يؤدي إلى زيادة فعالية العضلات المحيطة بالركبة خصوصاً عند حركة فرد الركبة والتي هي مهمة جداً عند المشي وعند صعود الدرج وعند القيام. ولتقوم بمهمتها على أكمل وجه فإن صابونة الركبة تحتاج إلى ثبات شديد ولذلك فإن هناك أربطة جانبية داخلية وخارجية تثبت هذه الصابونة عند حركتها وتؤدي إلى أن تكون الصابونة في المسار الصحيح ولا تنحرف داخلياً أو خارجياً عند ثني الركبة وفردها. ولكن عندما يحدث تمزق في أحد هذه الأربطة الجانبية فإن ذلك يؤدي إلى أن تنحرف الصابونة مع حركة فرد وثني الركبة وتتجه إلى الناحية الخارجية أو الداخلية وتخرج من مسارها الطبيعي مما يؤدي إلى الخلع الكامل والشعور بآلام شديدة بل وقد يؤدي إلى حدوث إصابات في الغضاريف المحيطة بالمنطقة. وفي الغالبية العظمى من الحالات يكون التمزق في الناحية الداخلية من صابونة الركبة مما يؤدي إلى أن تخرج الصابونة إلى الناحية الخارجية عند حدوث الخلع. هذا التمزق قد يكون نتيجة إصابة مباشرة للمنطقة مثل ما يحدث عند السقوط على صابونة الركبة أو نتيجة الحواجز المرورية أو السقوط من علو أو نتيجة إصابة مباشرة خلال ممارسة الرياضة. وفي بعض الحالات قد يكون التمزق نتيجة إصابة غير مباشرة مثل أن يفقد المريض أو المريضة توازنه عند النزول من الدرج أو النزول من مرتفعات عالية مما يؤدي إلى التواء الركبة وتمزق هذه الأربطة. وفي جميع الحالات فإن العامل والمؤشر الأهم في حدوث في مثل هذا الخلع هو تمزق الأربطة الجانبية لصابونة الركبة.