السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في ترتيب سن الغلام عن أبي عمرو وعن أبي العباس ثعلب، عن ابن الأعرابي :
"يقال للصبي إذا ولد رضيع وطفل ثم فطيم ثم دارج ثم حفر ثم يافع ثم ثم مطبخ ثم كوكب.)) شدخ(1)
قال الثعلبيّ في تفسير قوله تعالى " لَتَرْكَبُنَّ طَبقَاً عَنْ طَبَقٍ " : " قالت الحكماء: يشتمل الإنسان من كونه نطفة إلى أن يهرم ويموت على سبعة وثلاثين حالا، وسبعة وثلاثين اسما:...وليداً، ثم رضيعاً، ثم فطيماً، ثم يافعاً، ثم ناشئاً، ثم مترعرعاً، ثم حزوَّراً، ثم مُراهقاً، ثم مُحْتلماً، ثم بالغاً، ثم أمرد، ثم طارّاً، ثم باقلاً، ثم مُسيطراً، ثم مُصْرخاً، ثم مُخْتطاً، ثم صُمُلاً، ثم مُلحياً، ثم مستريماً، ثم مصعداً، ثم مُجْتمعاً.
وقال غيره: ما دام الولد في الَّرحم، فهو جنين؛ فإذا ولد، فهو وليد، وما دام لم يسْتتم سبعة أيام، فهو صديغ: لأنه لم يشتدّ صُدغه إلى تمام السبعة؛ ثم ما دام يرْضع، فهو رضيع؛ فإذا قُطع عنه اللبن، فهو فطيم؛ ثم إذا غلُظ وذهبت عنه ترارة الرِّضاعة، فهو جحوش.
قال الهذليّ:
قتلنا مخْلداً وابنيْ خُراق ... وآخر جحوشاً فوق الفطيم
ثم إذا دبَّ ونما، فهو دارج.
فإذا بلغ طُولُه خمسة أشبار، فهو خُماسيّ.
فإذا سقطت رواضعه، فهو مثْغور.
فإذا نبتت أسنانه بعد السقوط، فهو مُثَّغر ومتَّغر معاً.
فإذا تجاوز عشر سنين أو جاوزها، فهو مترعْرع وناشئ.
فإذا كاد أن يبلغ الحلم أو بلغه، فهو يافعٌ ومراهق.
فإذا احتلم واجتمعت قوّته، فهو حزوّر؛ واسمه في جميع هذه الأحوال التي تقدّم ذكرها غُلام.
فإذا احضرَّ شاربه وأخذ عذاره يسيل، قيل فيه قد بقل وجهه.
فإذا صار ذا فتاءٍ، فهو فتىً وشارخ.
فإذا اجتمعت لحيته وبلغ غاية سبابه، فهو مجتمع.
ثم ما دام بين الثلاثين والأربعين، فهو شابٌّ، ثم هو كهْل إلى أن يستوف الستين..
ويقال للرجل أوّل ما يظهر به الشيب، قد وخطه الشيب.
فإذا زاد، قيل خصَّفه وخوَّصه.
فإذا ابيضَّ بعض رأسه، قيل قد أخْلس رأسه، فهو مُخْلس.
فإذا غلب بياضه سواده، فهو أغثم.
فإذا شمطت مواضع من لحيته، قيل وخزه القتير ولهزه.
فإذا كثر فيه الشيب وانتشر، قيل فيه قد تقشَّع فيه الشيب. ويقال أيضاً: شاب الرجل، ثم شمط، ثم شاخ، ثم كبر، ثم توجَّه، ثم دلف، ثم دبَّ، ثم مجَّ، ثم هدج، ثم ثلَّب))(2)
ومما يقارب ما قبله في التصنيف ما جاء به شيخ الإسلام ابن القيم -رحمه الله - وهوأتم ترتيب وأوزنه ,وأدقه وأحسنه
إذ قال من الجنين إلى الهرم أكثر من ثلاثين اسم ( فإذا خرج فهو وليد فما لم يستتم سبعة أيام فهوصديغ بالغين المعجمة لأنه لم يشتد صدغه ثم ما دام يرضع فهو رضيع فإذا قطع عنه اللبن فهو فطيم فإذا دب ودرج فهو دارج قال الراجز
يا ليتني قد زرت غير خارج ... أم صبي قد حبا ودارج
فإذا بلغ طوله خمسة أشبار فهو خماسي فإذا سقطت أسنانه فهو مثغور وقد ثفر فإذا نبتت بعد سقوطها فهو مثغر بوزن مدكر بالتاء والثاء معا فإذا بلغ السبع وما قاربها فهو مميز فإذا بلغ العشر فهو مترعرع وناشئ فإذا قارب الحلم فهو يافع ومراهق ومناهز للحلم فإذا بلغ فهو بالغ فإذا اجتمعت قوته فهو حزور واسمه في جميع ذلك غلام ما لم يخضر شاربه فإذا اخضر شاربه وأخذ عذاره في الطلوع فهو باقل وقد بقل وجهه بالتخفيف ثم هو ما بين ذلك وبين تكامل لحيته فتى وشارخ بحصول شرخ الشباب له
قال الجوهري ..فإذا اجتمعت لحيته فهو شاب إلى الأربعين ثم يأخذ في الكهولة إلى الستين ثم يأخذ في الشيخوخة فإذا أخذ شعره في البياض قيل شاب فإذا ازداد قيل وخطه الشيب فإذا زاد قيل شمط فإذا غلب شيبه فهو أغثم فإذا اشتعل رأسه ولحيته شيبا فهو متقعوس فإذا انحط قواه فهو هرم فإذا تغيرت أحواله وظهر نقصه فقد رد إلى أرذل العمر فالموت أقرب إليه من اليد إلى الفم ))(3)
___________
(1):فقه اللغة للثعالبي
(2):نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري
(3):تحفة المودود بأحكام المولود لابن قيم الجوزية