كثيراً ما دار في أذهان علماء الفلك سؤال لا إجابة عليه حتى الآن هو: متى تشكلت الكواكب؟ وسعياً للحصول على إجابة شافية على هذا السؤال سيتم بعد بضعة أعوام إطلاق تليسكوب جيمس ويب إلى أعماق الفضاء الخارجي.
يعد تليسكوب جيمس ويب الذي يحمل اسم مدير سابق لوكالة الفضاء والطيران الأمريكية (ناسا) مشروعاً مشتركاً لناسا ووكالتي الفضاء الأوروبية والكندية ومجموعة من شركات الصناعات العسكرية الخاصة. وكان قد تم عرض نموذج للتليسكوب بالحجم الطبيعي أمام متحف الطيران والفضاء القومي في واشنطن .
متى كانت البداية؟
لقد قدم التليسكوب السابق هابل أولى الإجابات الكبرى عن تشكل الكواكب بعد إطلاقه عام 1990، إلا أن اكتشافاته فاجأت علماء الفلك. فالمجرات البعيدة جداً التي كان من المتوقع أن تعطي ولو لمحة عن بدايات الكون تبين أنها أكثر تطوراً، الأمر الذي يعني أنها تشكلت بعد وقت طويل من الانفجار العظيم الذي يعتقد علماء الفلك انه كان بداية تشكل الكون. في هذا السياق يقول ادوارد ويلر مدير مركز جودارد للرحلات الفضائية في جرينبيلت بولاية ميرلاند: "كنا بحاجة إلى تليسكوب جديد للوصول إلى أعمق الأعماق لرؤية أول ضوء من الكون".
البحث عن كائنات حية
وهكذا فإن الفلكيين يأملون بأن يوفر التليسكوب ويب "أول رؤية عن هذه الفترة الغريبة التي نسميها العصور المظلمة"، حسبما يقول مات مونتن، مدير معهد علوم تليسكوب الفضاء في بلتيمور. وفضلا عن ذلك فان التليسكوب الجديد سيقوم بالبحث عن كواكب ربما تتوافر بها الظروف المواتية للحياة. وضرب مونتن مثلاً بكوكب يبلغ حجمه نحو 5،1 من حجم الأرض ويدور حوله نجم يقع على بعد نحو 20 سنة ضوئية قائلاً: "التليسكوب ويب يمكنه فحص الغلاف الجوي للكوكب بشكل أدق بحثاً عن آثار لمياه وأكسيجين وكربون وهي المواد الأساسية لوجود حياة."
تجهيزات متطورة
التليسكوب الجديد مزود بمرآة ضخمة عرضها 5،6 متر وهو ما يعادل ضعف مرآة هابل، كما أنه مزود بدرع واق من الشمس لا يسمح بمرور أكثر من واحد على مليون من أشعتها .وهذا يسمح للتليسكوب برصد الأشعة تحت الحمراء الصادرة عن أجسام فضائية بعيدة دون السماح لها بالتسلل. وسيوضع التليسكوب في الفضاء على الجانب الآخر من القمر عند واحدة من البقاع القليلة في الفضاء تقع فيها الأرض والشمس على خط واحد. الجدير بالذكر أن العمل في هذا المشروع قد بدء عام 1994 بتكلفة 5،4 مليار دولار.